عدم توفر الكهرباء يزيد التحرش والسرقة

لصوص على دراجات نارية يسلبون المارّة بأحياء شعبية في اللاذقية

تكثر حالات "النشل" في أحياء اللاذقية خلال ساعات التقنين الكهربائي - 21 من تموز 2024 (محافظة اللاذقية)
tag icon ع ع ع

اللاذقية – ليندا علي

كانت الساعة تشير إلى الـ11 صباحًا في يوم سبت من أيار الماضي، حين وقفت هيام (45 عامًا)، موظفة حكومية، بالقرب من جسر “حميميم” في مدينة جبلة، بانتظار ابنتها القادمة من الدرس الخصوصي، قبل أن يباغتها شابان على دراجة نارية، ويختطفان هاتفها الجوال الذي كان بيدها ويهربان.

استغاثت هيام بالمارّة الذين كان عددهم ليس قليلًا، وجرت الحادثة أمام أعينهم، إلا أن أحدًا لم يستطع فعل شيء، حتى إن الجميع تقريبًا شاهدوا اللصين اللذين من الواضح أنهما في العشرينيات من العمر.

وكان الشابان يضعان قبعة على رأسيهما، بينما لم يكن على الدراجة النارية أي لوحة أرقام للاستدلال عليها.

تنتشر في محافظة اللاذقية دراجات نارية مُخالفة، دون وجود لوحات تسجيل رسمية عليها، وهي تتجول على مرأى من شرطة المرور دون أن تتدخل، وباتت سببًا رئيسًا في حوادث التحرش والسرقة التي تحدث في المدينة.

“راحت غلّة المحل”

في آذار الماضي، كان ميشيل (38 عامًا)، في طريق عودته إلى منزله عند الـ10 مساء كعادته، وهو بائع في محل بقالة بأحد الأحياء الشعبية بمدينة اللاذقية.

أقفل ميشيل باب المحل وأمسك حقيبته الصغيرة التي يضع بها غلّة محله، وذهب مشيًا على الأقدام إلى منزله القريب.

في أحد المنعطفات المظلمة نتيجة غياب الكهرباء، باغته ثلاثة أشخاص، أقدموا على ضربه في وجهه، وإسقاطه أرضًا وانتزعوا منه حقيبته ثم فروا هاربين.

لم يستطع ميشيل رؤية وجوههم أو سماع أصواتهم، فقد كان الظلام شديدًا، ثم ذهب إلى منزله، وفي صباح اليوم التالي، ذهب لتنظيم ضبط لدى الشرطة، ومنذ ذلك الوقت لم يسمع أي أخبار عن مسروقاته التي تجاوزت قيمتها المليوني ليرة سورية (130 دولارًا أمريكيًا).

في الحقيبة أيضًا، كان هناك هاتف جوال وبعض الأوراق الرسمية التي تخصه، مثل بطاقته الشخصية ودفتر العائلة، التي سارع لاستصدار أخرى جديدة عوضًا عنها في مديرية النفوس، كما قطع الأمل بأن تعود أمواله أو جواله إليه بعد كل هذا الوقت.

وتغيب الكهرباء مساء وليلًا عن الحارات والأحياء الشعبية، في حين تم وضع إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في الطرق الرئيسة وبعض الأحياء المنظمة، بحيث يبقى هناك بعض الضوء.

وغالبًا لا تواجه تلك الأحياء أي حوادث سرقة تُذكر مقارنة بالأحياء الشعبية، التي لا يمضي يوم دون سماع أخبار عن حادثة سرقة ونشل جديدة، وفق بعض الأهالي.

النشل بطريقة تقليدية

كانت علياء (57 عامًا) تمشي مع ابنتها العشرينية مساء، في الشارع المؤدي إلى منزلهما بحي الصليبة وسط اللاذقية، حين باغتها شخص على دراجة نارية، أمسك بحقيبة السيدة وأراد انتزاعها فقاومته، لتقوم ابنتها بمحاولة ضربه بحقيبتها.

لكن مقاومة السيدة وابنتها وصراخهما لم تأتِ بنتيجة، فالشارع كان مظلمًا جدًا، وهو ليس شارع محال ليكون مكتظًا بالمارّة، ليقوم اللص بترك حقيبة السيدة وعوضًا عن ذلك أخذ حقيبة الابنة التي وقعت أرضًا بعد سحب الحقيبة منها ويفرّ هاربًا.

لحسن الحظ كانت الأموال في حقيبة الأم، كما أن الهاتف الجوال كان بيد الابنة، ولم يظفر اللص سوى بحقيبة تحوي بعض مستحضرات التجميل ومبلغًا لا يتجاوز الـ20 ألف ليرة، بحسب قولهما لعنب بلدي.

تغيب البيانات والإحصاءات الرسمية عن حوادث السرقة والنشل في اللاذقية، بينما يشكك الأهالي بما يصدر منها معتقدين أنها أكثر من ذلك.

مطلع العام الحالي، قال رئيس فرع الأمن الجنائي في اللاذقية، علي صالح محمد، لصحيفة “الوطن” المحلية، إنه تم الكشف عن 567 جريمة في اللاذقية خلال 2023، بينها 14 جريمة قتل، و11 جريمة سلب، وثلاث جرائم خطف، إضافة إلى 250 جريمة معلوماتية، وتصدرت جرائم السرقة بـ379 جريمة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة