مشاريع "ترقيعية"

طرقات متهالكة تتلف المركبات في كفريا والفوعة بإدلب

صيانة جزئية لطرقات في بلدتي الفوعة وكفريا شمالي إدلب - 12 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

camera iconصيانة جزئية لطرقات في بلدتي الفوعة وكفريا شمالي إدلب - 12 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس الخولي

يعاني مالك من كثرة الأعطال التي تلحق سيارة الأجرة التي يعمل عليها، جراء رداءة الطرقات وكثرة الحفر سواء داخل بلدة الفوعة شمالي إدلب التي يقيم فيها، أو حتى على الطرقات الواصلة مع جارتها كفريا أو مع مدينة إدلب.

وينقل مالك (39 عامًا) الركاب عدة مرات إلى إدلب خلال اليوم على طرقات سببت له خسائر كبيرة، لكثرة الصيانة التي يجريها، وفق ما قاله لعنب بلدي.

وقال مالك المسلّم، وهو مهجر من حمص يقيم في الفوعة، إنه يحاول القيادة ببطء لتفادي أكبر ضرر للسيارة، لكنه يضطر لتلبية بعض الطلبات ليلًا، خصوصًا حالات الولادة، ما يجبره على الإسراع قليلًا ويعرض سيارته لأضرار بسبب كثرة الحفر.

وتعاني بلدتا كفريا والفوعة من تضرر البنية التحتية ومنها الطرقات، نتيجة أضرار بالغة من وقصف واشتباكات خلال السنوات الماضية، قبل أن يستقر بها مهجّرون من مناطق مختلفة في سوريا.

ومنذ عام 2018، يقطن في الفوعة وكفريا مهجّرون من دمشق وريفها وحماة ودرعا وريف إدلب الجنوبي وحمص، وتتقاسم الفصائل العسكرية العاملة في المنطقة السيطرة على البلدتين المتجاورتين، بموجب قطاعات تتبع لكل فصيل.

صيانة جزئية لطرقات في بلدتي الفوعة وكفريا شمالي إدلب - 12 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

صيانة جزئية لطرقات في بلدتي الفوعة وكفريا شمالي إدلب – 12 من حزيران 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

أضرار بالغة

بحسب رصد مراسل عنب بلدي، لا تتوقف رداءة الطرق على الرئيسة إنما تشمل أيضًا الفرعية منها، وتلحق ضررًا بالسيارات والدراجات النارية، وهي سيئة حتى للمشي على الأقدام، وتزداد في الشتاء سوءًا.

طلال المحمد (35 عامًا)، وهو مهجر من ريف حماه في بلدة كفريا، اعتبر أن الحفر تؤرق حركة الأهالي، ومن الصعب إيجاد شارع سليم إلا وقد امتلأ بالحفر.

أما جميلة السيد (28 عامًا) المقيمة في الفوعة، فاشتكت من كثرة الحفر وامتلائها بالمياه، وعودة أطفالها متسخين صيفًا وشتاء بالغبار والطين.

بدوره، صالح العبد الله (41 عامًا)، ويقيم أيضًا في الفوعة، يملك دراجة بثلاث عجلات، فهو من ذوي الإعاقة، ويضطر لصيانتها باستمرار نتيجة الأضرار التي تخلّفها الحفر.

وقال صالح لعنب بلدي، إن تعطل دراجته وانتظار تصليحها يبقيه في المنزل دون حركة أو تنقل خارجه.

ترقيع جزئي حسب الإمكانيات

أجرت “إدارة المنطقة الوسطى” في حكومة “الإنقاذ” بإدلب بعض الإصلاحات، عقب شكاوى متكررة من السكان، لكنها لم تكن كافية لردم جميع الحفر، ولم تلبِّ الطلب.

رئيس بلدية “المنطقة الوسطى”، صفوان بدلة، قال لعنب بلدي، إن البلدية أجرت دراسات لازمة بعد شكاوى متكررة عن سوء البنية التحتية في الفوعة وكفريا.

وذكر بدلة أن سنوات الحرب الطويلة سبّبت أضرارًا كبيرة في البنى التحتية بالمنطقة، لا سيما الطرقات وشبكات الصرف الصحي، ما يجعل تأهيل كل الطرقات وشبكات الصرف في عموم الشمال السوري أمرًا عسيرًا بسبب التكاليف المرتفعة.

وأضاف أن بلدية “المنطقة الوسطى” وضعت خططًا لصيانة الطرقات وفق الإمكانيات المتاحة، لترقيع بعض الطرقات الرئيسة والطرقات المؤدية إلى المدارس والمساجد والطريق الرئيس الواصل بين كفريا والفوعة.

وبدأت عملية الإصلاح مطلع حزيران الماضي، وعملت حكومة “الإنقاذ” على تأمين 70 مترًا مكعبًا من الأسفلت المجبول، وهي كمية قليلة جدًا، لذلك بدأ العمل حسب الأولويات، وفق بدلة.

ولفت رئيس البلدية إلى أن تأمين المادة الأسفلتية مكلف للغاية بسبب عدم توفرها في الشمال، مشيرًا إلى أن البلدية تعمل على تحسين البنى التحتية في المنطقة من خلال تنفيذ العديد من المشاريع، منها مشروع إنارة الطرق، وصيانة خطوط الصرف، وإصلاح الطرقات، واعدًا بإصلاحها بشكل كامل في مراحل لاحقة.

واعتبر بدلة أن وضع حجر “الإنترلوك” أثبت عدم فعاليته بسبب عدم تحمل هذه المادة لعبور الشاحنات ذات الحمولة الثقيلة، لذلك يتم العمل عليه لاستخدامه بين الأحياء والطرق الفرعية في المستقبل.

ولم تلقَ عملية الإصلاح الجزئي التي قامت بها بلدية “المنطقة الوسطى” استحسان سكان المنطقة، الذين رأوا في الترقيع استجابة شكلية لمطالبهم ولا تحل مشكلاتهم، وبقاء الحفر في الطرقات الفرعية يخلق الضرر نفسه.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة