شباب يغيرون نظرتهم
إقبال على إزالة “التاتو” في ريف حلب
اعزاز – ديان جنباز
يقبل شبان في ريف حلب الشمالي على مراكز متخصصة لإزالة الوشم (التاتو)، بعد أن أقدموا على رسمه لغايات وأسباب مختلفة، وكان دافع بعضهم لإزالته الشعور بالندم ونظرة المجتمع، بالإضافة إلى وعيهم بآثاره السلبية الصحية والنفسية.
وصارت إزالة الوشم بالليزر خيارًا متاحًا، خاصة مع انتشار مراكز إزالته، ويبقى مرهونًا بالتكاليف التي ترتبط بعدة عوامل مثل حجم الوشم وعدد الجلسات.
رغبة في إزالة “التاتو”
إزالة الوشم باتت أولوية لدى الشاب محمد جزراوي (28 عامًا) المقيم في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وهو يفكر بجدية في إزالته، إذ قام برسمه خلال إقامته في تركيا، سعيًا منه لمواكبة “الموضة” ولفت نظر الآخرين، حسب قوله.
يعبر الشاب محمد عن الندم لوجود الوشم، وهو على شكل إسوار وتاج على زند يده، إذ لاحظ ردود الفعل السلبية من المحيطين به، مشيرًا إلى أن فئات واسعة من المجتمع تميل إلى الحكم على الأشخاص بناء على مظهرهم، وأن الوشم ينظر إليه البعض بأنه رمز لتجارب سلبية في حياة الفرد، فيصبح منبوذًا في محيطه.
وأوضح أنه يبحث عن مراكز متخصصة في إزالة الوشم، علمًا أنها تتطلب وقتًا طويلًا وتكاليف مرتفعة، فضلًا عن عدد كبير من الجلسات، لكنه مصمم على إزالة الوشم في أقرب وقت ممكن، حتى وإن كانت التكاليف مرتفعة.
من جهته، توجه معن نواف (32 عامًا) إلى مركز متخصص لإزالة وشمه في مدينة عفرين شمالي حلب، ويواصل تلقي جلسات الإزالة عبر الليزر، منذ حزيران الماضي.
وقال معن لعنب بلدي، إن عملية إزالة الوشم بالليزر تتطلب صبرًا ووقتًا طويلًا، وقد يحتاج الشخص إلى الخضوع لعدة جلسات تمتد على مدى أسابيع أو حتى أشهر لتحقيق نتائج فعالة.
وذكر أن كل جلسة تستهدف تفتيت الحبر الموجود في الجلد، مشيرًا إلى أن هذه العملية تتطلب الالتزام، إذ يمكن أن يكون هناك تفاوت في سرعة الاستجابة والنتائج، بناء على حجم وشدة الوشم ونوع الحبر المستخدم.
وخضع معن لأربع جلسات، ومن المتوقع أن يحتاج إلى ما يصل إلى ثماني جلسات إضافية لإزالة الوشم بالكامل، ويتطلب وشمه وقتًا طويلًا لإزالته، بسبب استخدام الحبر الياباني في رسمه، ونظرًا إلى حجمه الكبير على صدره، الذي يحمل صورة حبيبته السابقة.
وأقدم معن على إزالة الوشم بعد أن أدرك أنه كان نتيجة قرار عاطفي غير مدروس، إذ اعتقد في ذلك الوقت أنه يتخذ خطوة حاسمة بناء على مشاعره، حسب قوله.
بالدولار
تعتبر مراكز إزالة الوشم بالليزر من الخيارات الشائعة للأشخاص الذين يرغبون في التخلص من الوشوم، وتقدم هذه المراكز خدمات بتقنيات حديثة تتيح إزالة الوشم بشكل فعال مع تقليل الأثر الجانبي.
محمود هنداوي، صاحب مركز “الأمان” لليزر في مدينة اعزاز، قال لعنب بلدي، إن الإقبال على مراكز إزالة الوشوم ضعيف إلى حد ما، لكن هناك رغبة لدى الكثيرين في إزالتها بسبب شعورهم بالندم، لكن الضغوطات المالية قد تمنعهم.
وعن عمليات إزالة الوشم بالليزر، قال هنداوي، إنها تتطلب من 5 إلى 8 جلسات، وقد يحتاج الشخص إلى عدد أكثر أو أقل باختلاف نوع الحبر المستخدم وعمق الوشم وحجمه ولونه.
وتبدأ تكلفة الجلسة الواحدة من 5 دولارات وقد تصل إلى 25 دولارًا أمريكيًا، ويعادل كل دولار 33 ليرة تركية، و15000 ليرة سورية.
وذكر أن مركزه يوفر خدمات إزالة الوشم بالليزر باستخدام تقنيات وأجهزة حديثة، لضمان تقديم خدمات عالية الجودة ونتائج فعالة للزبائن.
ويعد الوشم شكلًا من أشكال التديل الجسدي الذي يتم عن طريق إدخال الحبر أو الصبغة داخل طبقة الجلد بالإبرة، ويعتبر تقليدًا قديمًا مستمرًا حتى يومنا هذا، في ثقافات مختلفة حول العالم.
ويحذر الأطباء ومراكز الأبحاث الطبية من أخطار الوشم والأضرار والمضاعفات المحتملة الناتجة عنه، ومنها التفاعلات التحسسية، إذ يمكن لصبغات الوشم المختلفة أن تتسبب بحساسية جلدية، مثل الحكة والطفح الجلدي في منطقة الوشم، ويمكن أن يظهر ذلك بعد عدة سنوات من الوشم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :