بريطانيا اقترحت على موسكو التخلص من الأسد قبل التدخل الروسي
قال سفير روسيا في بريطانيا، بالفترة الممتدة بين 2011 و2019، ألكسندر ياكوفينكو، إن مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء البريطاني، كيم داروش، اقترح التخلص من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كونه سيقع تحت هجمات “المتمردين” (في إشارة إلى المعارضة السورية المسلحة).
وأضاف ياكوفينكو أنه خلال تلك السنوات كان يرأس السفارة الروسية في لندن، حين قال له المستشار البريطاني، قبل 30 من أيلول 2015، إنه يجب على موسكو “التخلي عن بشار الأسد”، لأنه وفق تقديرات بريطانية سيسقط تحت هجوم المعارضة قبل تشرين الأول من العام نفسه.
وتابع المسؤول الروسي السابق، وفق ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية، الخميس 1 من آب، “يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن مساعداتنا العسكرية كانت تهدف إلى دعم عملية التسوية الداخلية، التي كانت قد انطفأت في ذلك الوقت تحت رعاية الأمم المتحدة، والتي تبين في النهاية أنها غير مجدية، بسبب الضغوط الغربية”.
وفي 30 من أيلول 2015، أعلن رئيس إدارة الكرملين، سيرغي إيفانوف، أن الأسد توجه بطلب المساعدة العسكرية إلى روسيا، فقدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اقتراحًا لاعتماد قرار بشأن الموافقة على استخدام وحدات القوات الروسية المسلحة في الخارج، وأيد مجلس الاتحاد بالإجماع مقترح بوتين، وقيل إن غرض العملية تقديم الدعم الجوي لقوات “الحكومة السورية” (في إشارة إلى قوات النظام)، في ردها على تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وجرى إعلان النصر على التنظيم المحظور في روسيا نهاية عام 2017، في سوريا والعراق، بينما يستمر في بعض المناطق الأخرى “تطهير” المناطق من “المسلحين”.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اعتبر في شباط الماضي، أن تدخل روسيا إلى جانبه بالعمليات العسكرية في سوريا كان غرضه حماية موسكو.
وقال الأسد في تصريحات نقلتها وسائل إعلام حكومية، إن الرئيس الروسي أرسل طائراته العسكرية إلى سوريا “لحماية روسيا وشعبها”، معتبرًا أنه لو لم يشارك بوتين في العمليات العسكرية لعانت بلاده من الإرهاب.
خلال لقاء متلفز لبوتين، في 14 من كانون الأول 2023، صرح أن القوات العسكرية الروسية موجودة لضمان مصالح روسيا في هذه المنطقة الحيوية من العالم، القريبة جدًا منا، في إشارة إلى سوريا.
وأشار إلى أن بلاده لا تخطط بعد لسحب هذه الوحدات العسكرية من سوريا، بحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وشكّل التدخل الروسي في سوريا نقطة تحول جذرية في مسار الأحداث الميدانية، إذ استطاع النظام السوري استرجاع مساحات جغرافية واسعة على الخريطة كانت تحت سيطرة قوات المعارضة، منذ أول غارة نفذها سلاح الجو الروسي في سوريا في 30 من أيلول 2015، منها باتفاقيات روسية- تركية، وأخرى لعبت فيها روسيا دورًا محوريًا مع الأردن وإسرائيل وحتى الولايات المتحدة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :