درعا.. النظام يطالب وجهاء جاسم بـ”التسوية” وتسليم الأسلحة
اجتمع وجهاء من مدينة جاسم في ريف محافظة درعا الشمالي مع رئيس فرع “الأمن العسكري” بالمحافظة، العميد لؤي العلي، وتضمّن الاجتماع مطالب بتسليم الأسلحة التي تمتلكها الفصائل المحلية في درعا، وإقامة “تسوية” جديدة للمطلوبين.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن الاجتماع حصل الخميس 1 من آب، وطالب خلاله لؤي العلي بتسليم السلاح، وبدء “تسوية” للمنشقين عن النظام، وضم الفصائل المحلية النشطة بالمدينة لمرتبات “الأمن العسكري”.
وجاء الاجتماع بعد مرور نحو عشرة أيام على مواجهات شهدتها مدينة جاسم بين فصائل محلية، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وانتهت بتدخل “اللواء الثامن” وفصائل “اللجان المركزية” في درعا، ومصادرة أسلحة كانت تحملها الفصائل المتحاربة.
ووفق مصادر قيادية في الفصائل المحلية بمدينة جاسم، لاقت طلبات العلي حول تسليم السلاح رفضًا قاطعًا، كما أن فصائل مسلحة في مدن وبلدات أخرى بمحافظة درعا رفضت طرح لؤي العلي حول تسليم الأسلحة، ومنها “اللواء الثامن”، وهو أكبر فصيل عسكري في درعا، ويتبع لـ”الأمن العسكري” إداريًا.
من جانبه، قال “تجمع أحرار حوران” المحلي، إن لؤي العلي طلب من وجهاء جاسم التنسيق مع قيادة “اللواء الثامن” من أجل تسليم السلاح الذي صادره “اللواء” في تموز الماضي، بعد اقتتال داخلي بين فصائل المدينة.
وطالب العلي أيضًا، وفق “أحرار حوران”، بإخراج من أسماهم “الغرباء” من المدينة بأسرع وقت، في إشارة إلى المقيمين بالمدينة ولا ينحدرون منها.
قيادي لفصيل محلي ينشط في جاسم، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن “اللواء الثامن” لم ولن يكون “ساعي رسائل” لدى “الأمن العسكري”، مشيرًا إلى أن الفصيل لم يتدخل في هذا الشأن.
وأضاف أن مطالب “الأمن العسكري” وصلت إلى الوجهاء من لؤي العلي شخصيًا، وهو ما أكده قيادي ثانٍ في فصيل ينشط غربي درعا، مقرب من “اللواء الثامن”، تحدث لعنب بلدي بشرط عدم ذكر اسمه.
ونقل موقع “درعا 24” المتخصص بتغطية أخبار المحافظة عن شخص كان حاضرًا في اجتماع الوجهاء مع لؤي العلي، أن الاجتماع ناقش “تسوية” أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة، إذ وعد العلي الحضور بأنه بعد “التسوية” يمكن أن يساعد المتخلفين عن الخدمة العسكرية بتأدية خدمتهم في درعا، أو في مدينة جاسم نفسها.
وطالب وجهاء المدينة بمعالجة مشكلة المخدرات، وفق “درعا 24″، إذ قال نقلًا عن المصدر نفسه إن العلي أبدى الاهتمام بهذا الأمر، لكنه يرى وجوب البدء بتطبيق البنود بالتسلسل، وأول بند طُرح في الاجتماع كان إخراج “الغرباء” من المدينة.
ويدار ريف درعا الشمالي والغربي من قبل “الأمن العسكري” في حين تتمركز فيه فصائل محلية من بقايا فصائل المعارضة بأسلحتها الخفيفة، وسبق أن نشبت خلافات بين الطرفين إثر مطالبة الأولى للأخيرة بتسليم أسلحة، وإقامة “تسوية” لأوضاع المطلوبين.
بعد اقتتال داخلي
مطلع تموز الماضي، اندلعت مواجهات مسلحة في مدينة جاسم بين مجموعتين محليتين، وفشلت جميع مساعي الوجهاء في الوصول لتهدئة بين الطرفين، ما أجبر “اللواء الثامن” و”اللجان المركزية” على التدخل بقوات عسكرية لفصل الأطراف المتحاربة.
وأنذرت عشيرة “الحلقي” (الطرف الأول في الاقتتال)، في 7 من تموز الماضي، السكان المدنيين في الحي الجنوبي لمدينة جاسم بضرورة إخلاء منازلهم، وأخلت مسؤوليتها عن الأضرار في حال الهجوم على الحي الذي تسكنه عائلات معظمها من عشيرة “الجلم” (طرف الاقتتال الثاني).
وشهدت مدينة جاسم حركة نزوح في مسار اليوم نفسه إلى أحياء مدينة جاسم الشرقية والشمالية وإلى مدينة إنخل ونوى بريف المحافظة الغربي.
واستمرت المواجهات لنحو عشرة أيام، خلفت قتلى وجرحى وأضرارًا بممتلكات المدنيين، حتى أجبر “اللواء الثامن” وفصائل “المركزية” الأطراف على إيقاف القتال، وصادرت أسلحة كان يحملونها.
وتطغى الصبغة العشائرية على فصائل مدينة جاسم بين فصائل محسوبة على آل الحلقي في الأحياء الشمالية والغربية من المدينة، وأخرى محسوبة على آل الجلم في جنوب المدينة.
لا تغيب عن محافظة درعا مشاهد المواجهات المسلحة بين الفصائل المحلية التي تطورت بعد سيطرة النظام على الجنوب السوري في تموز 2018 في ظل غياب للجهات الأمنية الفاعلة أو الرادعة.
أحداث تتكرر
لم يبدِ النظام السوري أي تدخل في الأحداث التي شهدتها جاسم، وهو الذي حاصر المدينة مرات عديدة كان أحدثها كان في كانون الأول 2023 عندما قطعت قواته الطرق الرئيسة المؤدية لها ومنعت دخول المواد الغذائية وعززت من وجودها في محيط المدينة بحجة وجود “غرباء”.
وسبق أيضًا أن حاصر النظام المدينة في أيلول 2023، واستقدم تعزيزات إضافية لمحيطها.
وفي تشرين الأول 2022، نفذت قوات النظام حصارًا مطبقًا على المدينة إلا أن مقاتلي المدينة قطعوا ذريعة تدخل النظام عبر مهاجمتهم لخلايا تنظيم “الدولة” رافضين التنسيق أو تدخل النظام في المعركة.
وحاول النظام سابقًا استغلال التحركات الأمنية للفصائل المحلية ضد خلايا تنظيم “الدولة”، إذ قال إنه من قتل قائد التنظيم في الجنوب بمحافظة درعا عام 2022، لكن الفصائل المحلية نفت.
وسبق أن أعلن عن قتل واعتقال خلايا أخرى من التنظيم، لكن اتضح لاحقًا أن الفصائل المحلية هي من نفذت العمليات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :