توفي صباح اليوم، الجمعة 2 من آب، الكاتب و”السيناريست” السوري- الفلسطيني حسن سامي يوسف في دمشق.
وأعلن ابن أخيه وليد يوسف وفاة الكاتب السوري بمنشور عبر صفحته على “فيس بوك” دون ذكر سبب الوفاة.
وقال وليد يوسف، ” على مهلك وين رايح، يا مسك فايح، الروائي والسيناريست حسن سامي يوسف في ذمة الله. عمي حسن، الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة”.
كما نعاه أحد أقربائه، الصحفي السوري قتيبة ياسين، قائلًا، “من إبداعاته مسلسلات الندم والانتظار والغفران وزمن العار، توفي صباح اليوم عديلي الكاتب والسيناريست حسن سامي يوسف، رحمه الله وآنسه وغفر له”.
في حين لم تعلّق نقابة الفنانين السوريين على خبر وفاة الكاتب الراحل حسن سامي يوسف حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
ولد حسن سامي يوسف في قرية لوبية في فلسطين عام 1945، وانتقلت أسرته عقب نكبة 1948 إلى لبنان ثم إلى سوريا واستقرت في دمشق.
درس في مدارس “أونروا” المخصصة للاجئين الفلسطينيين، ثم في ثانوية “عبد الرحمن الكواكبي” في دمشق.
حصل على ماجستير في السيناريو بالاتحاد السوفييتي عام 1968، ثم عاد إلى دمشق في السبعينيات وعمل في “المؤسسة العامة للسينما”، كرئيس لدائرة النصوص.
يرى يوسف أنه سوري بالمقام الأول، ولا ينفي أو يتهرب من فلسطينيته، بقدر ما يرى أن فلسطين بحد ذاتها سوريا.
وهذه الفكرة عبّر عنها الكاتب الراحل في روايته “عتبة الألم” التي تعتبر سيرة ذاتية له
ويقول يوسف في الرواية، “فلسطين أرض سورية تم اغتصابها بمؤامرة كونية فريدة من نوعها في تاريخ البشر. هذا ما أؤمن به وهذا ما لا أجادل فيه، كنت وما زلت وسأبقى مؤمنًا بأنني سوري أعطوه اسم: فلسطيني، تمامًا كما أن هناك حلبيًا، حمصيًا، الخ”.
كتب يوسف نحو 20 عملًا فنيًا، بين السيناريوهات والمعالجات الدرامية والاستشارات الفنية في حقلي السينما والتلفزيون، وكانت انطلاقته الأولى من السينما.
في سبعينيات القرن الماضي كتب ثلاثة أفلام هي “بقايا صور” عام 1973، و”الاتجاه المعاكس” عام 1975، و”غابة الذئاب” عام 1977.
ثم كتب في الثمانينيات فيلمي “حب للحياة” عام 1981، و”قتل عن طريق التسلسل” عام 1982.
كما وضع المعالجة الدرامية لأفلام “حبيبي يا حب التوت” عام 1979، و”الطحالب” عام 1991، و”صعود المطر” عام 1995، وعمل مستشارًا دراميًا لعدة أفلام منها “نجوم النهار”.
وصُنّف فيلم “نجوم النهار” ضمن أفضل 100 فيلم عربي في تاريخ السينما العربية، في “مهرجان دبي السينمائي” عام 2003.
أما في الدراما السورية، فكتب حسن سامي يوسف سيناريوهات لأعمال درامية تعد من علامات النجاح الأساسية للدراما، مثل مسلسلات “نساء صغيرات” و”أسرار المدينة” و”أيامنا الحلوة” و”الانتظار” و”زمن العار” و”الغفران” و”الندم” و”سقف العالم”.
حققت مسلسلاته نجاحًا كبيرًا، ويناديه محبوه بـ“المعلم” نظرًا لإمكانياته العالية في الكتابة الروائية والفنية، كما نال عددًا من الجوائز في مهرجانات عربية ومحلية.
حاز جائزة أفضل سيناريو، عن مسلسل “نساء صغيرات” في مهرجان “القاهرة للإذاعة والتلفزيون” عام 1999، وجائزة “محمد بن راشد” للدراما العربية عن مسلسل “زمن العار”.
كتب يوسف ست روايات تحولت اثنتان منها إلى مسلسلات تلفزيونية، الأولى رواية “فتاة القمر”، التي تحولت عام 1999 إلى مسلسل “نساء صغيرات”، أما رواية “عتبة الألم” فحُوّلت إلى مسلسل “الندم” عام 2016.
بالإضافة إلى الروايتين السابقتين، كتب يوسف روايات “الفلسطيني”، و”الزورق”، و”بوابة الجنة”، و”إلى فاطمة”.
كما كتب كتابًا آخر تحت اسم “هموم الدراما” الذي تحدث فيه بإسهاب عن الدراما السورية ومشكلاتها، بعيدًا عن النظريات العلمية، كما ترجم كتاب “المسألة اليهودية” لفيودور دوستويفسكي.