أمريكا تطالب الدول المطبّعة مع النظام بإثارة قضية أوستن تايس
قالت الولايات المتحدة الأمريكية، إن على الدول التي تنوي التطبيع مع النظام السوري أن تثير قضية الصحفي الأمريكي المعتقل لدى النظام السوري أوستن تايس، وأن تساعد في إطلاق سراحه.
جاء ذلك على لسان نائب المتحدث الرسمي الرئيس لوزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، الذي قال إنه عندما طُلِب من واشنطن الرد على الدول التي قررت اتخاذ إجراءات ثنائية معينة أو إقامة علاقات مع سوريا، فإن أحد الأشياء التي ذكرتها باستمرار وبشكل واضح هو أن أي دولة لها علاقة بسوريا تحتاج إلى إثارة قضية أوستن.
وأضاف خلال إجابته على أسئلة الصحفيين، الخميس 1 من آب، أن الدول التي تقول إنها تتمتع بنقوذ في سوريا، تحتاج إلى بذل كل ما في وسعها للمساعدة “حتى يتمكن السوريون من تسليط الضوء على وضع أوستن”.
وأشار إلى أن لا تملك الولايات المتحدة أي مستجدات فيما يتعلق باحتجاز تايس، لكنها ترى تأثير الدبلوماسية، والتحالفات والشراكات في العمل.
وسبق أن أجرت الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع النظام السوري، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية منتصف العام الماضي.
أوستن تايس هو جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصوّر صحفي، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، ومنها “سي بي إس”، و”واشنطن بوست”، وفق بيان لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
اعتقل عند حاجز خارج دمشق في 13 من آب 2012، وأخبر مصدر خاص عنب بلدي في وقت سابق، أن تايس التقى قبل اختفائه بمجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من “الجيش الحر” في مدينة داريا، جنوبي دمشق، وأجرى معهم لقاء حصريًا، وجهز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.
وظهر في تسجيل مصور بعد شهر من اختفائه، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، برفقة رجل مسلح.
وفقًا للمسؤولين الذين نقلت عنهم “وول ستريت جورنال”، فإن المفاوضين يتطلعون إلى استئناف المحادثات مع النظام حول قضية تايس، مع الإشارة إلى أن ما شجع النظام السوري على التعامل بجدية مع المحادثات أن الوسطاء أخبروا الأسد أن حل القضية سيكون عاملًا في إنهاء العزلة الدولية المفروضة عليه.
ورغم أن النظام السوري ينفي باستمرار احتجازه للصحفي الأمريكي، تصر الولايات المتحدة على أن مواطنها معتقل لدى النظام.
ليس الوحيد
لا يعتبر المصور الصحفي الأمريكي أوستن تايس الوحيد المعتقل في سجون النظام السوري، إذ يوجد آخرون، بينما أُعلن عن مقتل آخرين تحت التعذيب في سجون النظام السوري.
أحدث المعلن عن مقتلهم كان مجد كم الماز، وهو طبيب نفسي يحمل الجنسيتين السورية والأمريكية، يبلغ من العمر 61 عامًا، اعتُقل عند حاجز للنظام السوري في دمشق في شباط 2017.
افتتح مجد عيادة نفسية في لبنان لمعالجة السوريين من كل أطراف الصراع، فلم يكن يحمل موقفًا سياسيًا، بحسب ما ذكر أفراد عائلته، الذين أعلنوا عن وضعه رغم التحذيرات الحكومية بغرض مناشدة الرئيس الأمريكي مباشرة.
وفق ما قالته صحيفة “واشنطن بوست” سابقًا نقلًا عن مسؤول وصفته بـ”كبير” في الإدارة الأمريكية لم تسمه، يوجد ستة أمريكيين في عداد المفقودين في سوريا، يعتقد أن النظام السوري يحتجزهم.
وقال المسؤول، “إضافة إلى الصحفي أوستن تايس، يوجد عدد من حاملي الجنسية السورية- الأمريكية الذين فُقدوا في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي تتعقبها حكومة الولايات المتحدة، ونحن نتعامل مع شركاء دبلوماسيين في محاولة لتأمين عودتهم الآمنة من سوريا”.
ويعتقد أن يكون سبب تخوف عائلات المخطوفين من كشف هويات ذويهم، هو خوفهم من مواجهة مصير آخرين قُتلوا.
مفرج عنهم.. وضحايا
في آب 2019، أفرج النظام السوري عن مواطن كندي كان معتقلًا لديه، منذ كانون الأول 2018، بوساطة المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم.
وأسهم إبراهيم، في تموز 2019، بوساطة مماثلة، أدت إلى إطلاق النظام السوري سراح السائح الأمريكي سام غودوين، 30 عامًا، بعد شهرين من احتجازه في سوريا.
وسبق للنظام السوري أن أعدم ليلى شويكاني وهي مهندسة معلوماتية، تحمل الجنسيتين السورية والأمريكية، كانت تبلغ من العمر 26 عامًا في 28 من كانون الأول 2016، إذ أُبلغت عائلتها بخبر وفاتها في تشرين الثاني من عام 2018، بعد محاكمة استغرقت “30 ثانية” بتهمة التخطيط لاغتيال شخصيات من الحكومة السورية.
بحسب تقريرها السنوي الثاني الذي نشرته، في 25 من آذار الماضي، مؤسسة “جيمس دبليو فولي” وهي مؤسسة تحمل اسم صحفي قُتل في سوريا في 2014، تنشط في مساعي الإفراج عن الرهائن، قُتل في سوريا أربعة أمريكيين في 2011 و2012.
والقتلى بحسب التقرير هم المراسلون الحربيون: ستيفن سوتلوف وجيمس فولي، وعاملا الإغاثة، بيتر كاسيج وكايلا مولر، يُعتقد أنهم قُتلوا في 2015.
ويتهم التقرير الحكومة الأمريكية بعدم بذل الجهد الكافي للتدخل في الإفراج عنهم، كما نقل عن أحد أبناء جيمس فولي.
وكانت “واشنطن بوست” انتقدت تعاطي ترامب مع المعقتلين الأمريكين في سوريا، رغم مساعيه التي نجحت في الإفراج عن آخرين في دول كأفغانستان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :