كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها اليوم، الخميس 1 من آب، تفاصيل جديدة حول كيفية مقتل رئيس المكتب السياسي في “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) إسماعيل هنية.
ونقلت الصحيفة عن سبعة مسؤولين من الشرق الأوسط بينهم إيرانيون، أن إسماعيل هنية قُتل جراء انفجار عبوة ناسفة مخبأة داخل دار ضيافة، جرى تهريبها سرًا قبل شهرين تقريبًا من عملية الاغتيال.
وأضافت الصحيفة أنه تم تفجير العبوة الناسفة عن بعد في حوالي الساعة الثانية فجر الأربعاء 31 من تموز، بمجرد التأكد من وجود هنية في دار الضيافة، ما أدى إلى مقتله مع حارسه الشخصي، وإلحاق أضرار جسيمة بالمبنى، بما في ذلك تهشّم النوافذ وانهيار جدار جزئي.
وكان بيت الضيافة مكان إقامة متكرر لهنية خلال زياراته لإيران، ويقع في حي مرموق شمال طهران، وهو جزء من مجمع كبير، يُعرف باسم “نشأت”، يديره “الحرس الثوري الإيراني”.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن التخطيط لاغتيال هنية استغرق أشهرًا وتطلب مراقبة مكثفة للمجمع، وقال المسؤولان الإيرانيان اللذان وصفا طبيعة الاغتيال، إنهما لا يعرفان كيف أو متى تم زرع المتفجرات في الغرفة.
وأوضحت الصحيفة أن موظفي المبنى هرعوا للبحث عن مصدر الضوضاء الهائلة، ما قادهم إلى الغرفة التي كان يقيم فيها هنية مع حارسه الشخصي.
وكان المجمع مزودًا بفريق طبي هرع إلى الغرفة فور وقوع الانفجار، حيث تبين له أن هنية قتل على الفور، بينما حاول الفريق إنعاش الحارس الشخصي، لكنه توفي أيضًا.
وقال مسؤولان إيرانيان للصحيفة الأمريكية، إن زعيم حركة الجهاد الفلسطينية، زياد النخالة، كان يقيم في الغرفة المجاورة، ولم تلحق أضرارًا بالغة بغرفته، ما يشير إلى تخطيط دقيق في استهداف هنية.
وأكدت الصحيفة أن من بين الأشخاص الذين تم إخطارهم على الفور بمقتل هنية، كان الجنرال إسماعيل قاآني، قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي أبلغ المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي في منتصف الليل، بعدما أيقظه من نومه.
بعد أربع ساعات من الانفجار، أصدر “الحرس الثوري” بيانًا يفيد بمقتل هنية، في حين لم تعترف إسرائيل علنًا بمسؤوليتها عن عملية الاغتيال.
وفي الساعات التي أعقبت عملية القتل، ساد الحديث أن إسرائيل قتلت هنية بضربة صاروخية، أُطلقت من طائرة دون طيار أو نفذتها طائرة حربية، على غرار الطريقة التي أطلقت بها تل أبيب صاروخًا على قاعدة عسكرية في أصفهان في نيسان الماضي.
وعقب ساعات من التفجير، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن “إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم تتلقَ تحذيرًا مسبقًا بشأن الهجوم على هنية، ولم يكن لها أي دور فيه”، وفق ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وكان إسماعيل هنية في طهران للمشاركة بحفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، الذي حضره العديد من المسؤولين العرب والأجانب.