أهالٍ في اللاذقية يقتصدون في مؤونة المربيات بسبب الغلاء

بائع خضروات في سوق الريجة بمدينة اللاذقية شمالي غربي سوريا - 17 من آذار 2024 (عنب بلدي/ليندا علي)

camera iconبائع خضراوات في سوق الريجة بمدينة اللاذقية شمالي غربي سوريا - 17 من آذار 2024 (عنب بلدي/ليندا علي)

tag icon ع ع ع

غابت المربيات للعام الثاني على التوالي عن مؤونة السيدة نجوى، التي كانت تصنعها بكثرة وبجميع الأنواع، وتهديها للأقارب والجيران، في عرف اجتماعي يألفه أهالي اللاذقية، إذ كان يكفي أن يشيد أحدهم بمربياتها، لتعده بهدية منها وتفي بوعودها.

تقيم نجوى (65 عامًا) في كرسانا القريبة من اللاذقية، وتعمل ربة منزل، ولديها خبرة كبيرة في صناعة المؤونة، خصوصًا المربيات، من المشمش وحتى التين والقرع والتفاح، وجميع أنواع الفواكه، لكن ارتفاع الأسعار حرم السيدة الستينية من تحضير المربيات.

ولم ينخفض ثمن كيلو المشمش هذا العام عن 20 ألف ليرة سورية (1.3 دولار أمريكي)، ويحتاج كل كيلوغرام لكمية مماثلة من السكر وسعره 15 ألف ليرة (دولار).

ولم ينخفض كيلو القرع عن 3000 ليرة، ويتراوح وزن الثمرة الجيدة الواحدة عادة بين 10 إلى 20 كيلوغرامًا، وكل كيلوغرام منها يحتاج إلى كيلو من السكر، ما يجعل الكلفة مرتفعة للغاية بالنسبة للسيدة التي لا معيل لها سوى زوج موظف متقاعد براتب لا يكفي حتى ثمن دواء، بينما تحصل السيدة على بعض الإعانات من أولادها، كما قالت.

أما حنان فنجحت بإعداد ثلاثة كيلوغرامات من المشمش كمربى، حصلت على الثمار من الشجرة أمام منزلها في قرية فدرة، ما سهل عليها المهمة وخفض من الكلفة.

وقنّنت حنان (38 عامًا) من استخدام السكر، فاستخدمت كيلوغرامين فقط عوضًا عن ثلاثة، وواجهت رفض زوجها للعملية، الذي هدد بعدم شراء أسطوانة غاز من “السوق السوداء” بسعر 300 ألف ليرة، في حال انتهت الأسطوانة نتيجة استهلاك جزء منها لتحضير المربى، ثم أقنعته بإشعال النار.

الباذنجان “حلم”

لسنوات طويلة، اعتادت وفاء (55 عامًا) صناعة مربى الباذنجان أحد أشهر أنواع المربيات في اللاذقية، والذي كانت تتفنن فيه ربات المنزل، فيضفن إليه الجوز والمكسرات، ويعتنين به كثيرًا.

وفاء التي تعيش في مدينة جبلة، قالت إن “الباذنجان حلم وانتهى”، وتشك بأنها قادرة اليوم على صناعته بذات الجودة التي كانت تصنعه بها قبل أربع سنوات.

كانت السيدة تترك الباذنجان ليلة كاملة منقوعًا بمحلول الكلس، وفي اليوم التالي تغسله جيدًا، ثم تضيف لكل كيلو منه نحو كيلو وربع من السكر، وتتركه يغلي على النار لعدة ساعات، قبل أن تضيف إليه المكسرات والمنكهات مثل ماء الزهر والمسكة.

تكمن المشكلة الرئيسة في سعر السكر وكلفة الغاز، فسعر كيلو الباذنجان مقدور عليه ولا يتجاوز الـ3000 ليرة حاليًا، كما قالت وفاء وأضافت، أنها لا تعلم إن كانت ستعده مرة أخرى في حياتها.

تعتمد السيدة اليوم على راتب زوجها المتوفى منذ 15 عامًا، وهو راتب قليل لا يكفيها ثمن أدوية الضغط ومصاريف الطعام، ولا تستطيع الطلب من أولادها فأحوالهم “على قدّهم” وبالكاد يستطيعون تدبر أمور عائلاتهم، حسب قولها.

ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام السوري 279 ألف ليرة سورية (18.1 دولار)، بينما يحتاج في سوريا 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة