أثار قصف بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، المخاوف من انجرار لبنان إلى حرب واسعة النطاق.
واتهمت إسرائيل رسميًا “حزب الله” بقصف البلدة، مساء السبت 27 من تموز، ومقتل 12 شخصًا.
وفي حين نفى الحزب رسميًا أي دور له في القصف، وفق ما نقلت قناة “المنار” التابعة له، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بيانًا اليوم، اتهم خلاله “حزب الله” بالهجوم.
وقال نتنياهو إن “حزب الله هاجم مجدل شمس ومعظم القتلى من اليافعين وقتلوا خلال ممارستهم لكرة القدم”.
كما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كانتس، مسؤولية الحزب عن العملية.
وقال كانتس في تصريحات نقلها موقع “أكسيوس” الأمريكي، إن هجوم الحزب تجاوز كل الخطوط الحمراء وسيكون الرد وفقًا لذلك.
مخاوف لبنانية ودولية
الاتهامات الإسرائيلية لم تتوقف على كانتس وحده، إذ صدر الاتهام نفسه عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، الذي حمل الحزب مسؤولية الهجوم.
وسرعان ما صدرت ردود فعل لبنانية حذرت من الانجرار للصراع.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام (حكومية- لبنانية)، بيانًا للحكومة اللبنانية أدانت خلاله كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين.
الهجوم أثار قلقًا دوليًا من توسع الصراع ليشمل لبنان كله، أو أن يدفع إسرائيل لتحرك عسكري أكبر ضد “حزب الله” جنوبي لبنان.
وتأتي هذه المؤشرات من خلال الاتصالات المعلن عنها بين مسؤولين أمريكيين ولبنانيين، إذ قالت الوكالة إن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، تلقى اتصالًا من المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان، جينين هينيس.
وقالت إن بري أكد أن لبنان ملتزم بالقرار الأممي “1701” القاضي بوقف الأعمال العسكرية مع إسرائيل وبقواعد اشتباك “2006” بعدم استهداف المدنيين.
كما دعا لعدم الانظلاق أو التحريض في سياق المشروع التدميري لإسرائيل.
وتقع مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، جنوبي سوريا، وتقطنها أغلبية درزية، واحتلتها إسرائيل في حرب 1967، ولم تنجح سوريا باستعادتها خلال حرب 1973.
وأعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، تلقيه اتصالًا من المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، آموس هوكشتاين.
جنبلاط اعتبر أن لا فرق بين الضحايا جنوبي لبنان أو الجولان أو فلسطين، وأنه “مستمر بجهوده لعدم اتساع الحرب.
وفي حين حذرت أطراف لبنانية من اتساع الصراع، اعتبر السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، في منشور عبر “إكس”، أن فرص توسع الحرب “ضئيلة جدًا”.
وأضاف أن “الفرص ضئيلة بسبب معادلات القوة”، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن بلاده “لا تخاف الحرب ويمكن لإسرائيل أن تتخيل ماذا بإمكان طهران أن تفعل دفاعًا عن الحزب.
وأدان الاتحاد الأوروبي الهجوم، ودعا منسق الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل، لتحقيق دولي مستقل.
كما طالب جميع الأطراف “بضبط النفس وتجنب التصعيد”.
وفق موقع “آكسيوس”، يشعر مسؤولون أمريكيون فإن احتمالات الحرب أصبحت أكبر وما حصل اليوم هو المحفز لما حاولت الإدارة الأمريكية تجنبه منذ تشرين الأول 2023.
وأضاف نقلًا عن المسؤولين، فإن واشنطن تشعر بالقلق من إمكانية اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان.
كيف وقع الهجوم
اتهمت إسرائيل “حزب الله” رسميًا بارتكاب الهجوم الذي أوقع 12 قتيلًا حتى لحظة نشر الخبر.
وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، فإن صاروخًا أطلقت من جنوبي لبنان باتجاه وسط بلدة مجدل شمس.
وانطلقت القذيفة من منطقة تقع شمال قرية شبعا، بتوجيه من قائد ميداني يدعى محمد يحيى.
وفي منشور عبر “إكس” قال أدرعي إن الحزب أطلق صاروخًا من نوع “فلق 1” ولا يوجد أي طرف آخر في لبنان يمتلك هذا النوع من الصواريخ.
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قالت إن صفارات إنذار انطلقت خلال الهجوم إلا أن الوقت كان قصيرًا ولم يتمكن أحد من الهروب.