انطلقت، في 26 من تموز الحالي، دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة 10 رياضيين سوريين عبر بعثتين، الأولى تمثل فريق اللاجئين الأولمبي والثانية تمثل اللجنة الأولمبية السورية.
ويشارك أربعة رياضيين سوريين ضمن فريق اللاجئين، هم يحيى الغوطاني ومنى دهوك، وعدنان خانكان وعلاء ماسو.
أما بعثة اللجنة الأولمبية السورية فتتكون من ستة رياضيين فقط، من أصل 10500 رياضي يمثلون 206 لجان أولمبية وطنية، وضمن بعثة تغير رئيسها من عمر العاروب، المتهم بارتكاب جرائم خلال عمله في “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”، إلى علاء جوخه جي، الذي يشغل منصب أمين عام اللجنة الأولمبية السورية، وبمشاركة شخصية فرضت عليها عقوبات أمريكية، هي عمر حمشو.
تاريخ ضعيف في الأولمبياد
أنشئت اللجنة الأولمبية الدولية في عام 1894 عقب مؤتمر عقد في العاصمة الفرنسية باريس، حضره 2000 شخص، وأقيمت الدورة الأولى في مدينة أثينا اليونانية عام 1896.
بعد ذلك التاريخ بـ52 عامًا، وتحديدًا في عام 1948، أنشئت اللجنة الأولمبية السورية، وشاركت في دورة الألعاب المقامة بلندن في العام نفسه.
منذ ذلك الحين شارك مئات الرياضيين السوريين في دورات الألعاب الأولمبية المتعاقبة، وطوال 76 عامًا، لم تنل سوريا سوى أربع ميداليات فقط، كانت الأولى من نصيب جوزيف عطية ضمن منافسات المصارعة في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984، وحاز حينها الميدالية الفضية.
ثم حققت غادة شعاع الميدالية الذهبية الوحيدة في تاريخ المشاركات السورية في أولمبياد أتلانتا 1996 بأمريكا، في منافسات ألعاب القوى السباعي.
وفي عام 2004، حقق الملاكم ناصر الشامي الميدالية البرونزية في أولمبياد أثينا، وجاءت الرابعة عبر معن الأسعد في أولمبياد طوكيو 2020، وحقق البرونزية في حمل الأثقال، لوزن +109 كيلوغرامات للرجال.
وكانت المشاركة السورية في أولمبياد موسكو عام 1980 هي الأكبر من حيث عدد الأفراد، وشاركت حينها بـ67 رياضيًا، فيما كانت المشاركة الأولى لها عام 1948 هي الأقل عندما شاركت بمتسابق واحد فقط هو زهير شربجي ضمن منافسات الغطس وحل سادسًا.
وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز الأول في عدد الميداليات الأولمبية بـ3105 ميداليات، ثم روسيا بـ1627 ميدالية، ثم ألمانيا ثالثة بـ1383 ميدالية.
عربيًا تحل مصر في المركز الأول بـ38 ميدالية، ثم المغرب بـ24 ميدالية، ثم الجزائر بـ17 ميدالية.
سوريو بعثة اللاجئين
يشارك أربعة سوريين عبر فريق اللاجئين الأولمبي، الذي يمثل أكثر من 100 مليون نازح قسري في جميع أنحاء العالم.
ويتألف الفريق من 37 رياضيًا، تستضيفهم 15 لجنة أولمبية وطنية، ويتنافسون في 12 رياضة مختلفة، وتتم دعوتهم من خلال برنامج المنح الدراسية للرياضيين اللاجئين، الذي تديره مؤسسة اللاجئين الرواندية وبتمويل من التضامن الأولمبي.
والرياضيون السوريون الأربعة ضمن الفريق هم يحيى الغوطاني، الذي غادر سوريا وأقامت عائلته في مخيم “الأزرق” بالأردن، وبدأ بممارسة “التايكوندو”، ويتدرب ضمن أكاديمية “الأزرق”، التابعة لمؤسسة “التايكوندو الإنسانية”، ونجح بعد خمس سنوات فقط من الحصول على الحزام الأسود مستوى “2 دان”.
كما تشارك اللاعبة منى دهوك ضمن رياضة “الجودو”، التي بدأت ممارستها في سن السادسة، ودرست بالمعهد التجاري في سوريا.
خرجت من سوريا عام 2019، ووصلت إلى هولندا، وكانت ضمن فريق اللاجئين الأولمبي في دورة طوكيو 2020، ضمن منافسات الفرق المختلطة ووزن 63 كيلوغرامًا، وتشارك أيضًا في الفريق المختلط في فئة 57 كيلوغرامًا.
ثالث اللاعبين المشاركين ضمن فريق اللاجئين هو اللاعب عدنان خانكان في رياضة “الجودو”، وكان أحد أفراد المنتخب السوري للناشئين، وسبق له المشاركة في بطولة آسيا قبل خروجه من سوريا والوصول إلى أوروبا وتحديدًا ألمانيا.
وحصل خانكان على منحة الرياضيين اللاجئين من اللجنة الأولمبية في 2022، وبالتالي أصبح ضمن فريق اللاجئين الأولمبي 2024.
أما الرياضي الرابع والأخير فهو السباح علاء ماسو، المنحدر من مدينة حلب، حيث تدرب على السباحة على يد والده مدرب السباحة أيضًا.
غادر سوريا في 2015، واستقر في ألمانيا وعاد للتدرب مجددًا، وشارك في أولمبياد طوكيو 2020، ضمن منافسات سباق 50 مترًا للسباحة الحرة.
بعثة “دمشق”
يأتي على رأس المشاركين في الأولمبياد الفارس عمرو حمشو، الذي تأهل بعد تحقيقه عدد النقاط المطلوب للتأهل عن المجموعة المنضمة إليها سوريا حسب تصنيف الاتحاد الدولي للفروسية، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، في كانون الأول 2023، وتحديدًا بعد إحرازه المركز الثاني في بطولة السعودية لقفز الحواجز.
ولحمشو نشاطات أخرى تجارية، وهو شريك مؤسس في شركات “دوا” و”دوادكس” و”سيف الشام” و”جوبيتير للاستثمار”.
وسبق لحمشو أن حقق الميدالية الذهبية في بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في الجزائر عام 2022، والميدالية البرونزية في دورة الألعاب الآسيوية في عشق آباد- تركمانستان 2017، ومثّل سوريا في كأس العالم للفروسية عام 2022 في مدينة لايبزيغ الألمانية.
ويخضع حمشو لعقوبات أمريكية ضمن قانون “قيصر”.
ثاني المشاركين هو الرباع معن الأسعد الذي حسم تأهله عقب مشاركته في بطولة كأس العالم لرفع الأثقال في تايلند في شباط 2024، وسبق له المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وأولمبياد طوكيو 2020، وحقق فيه الميدالية البرونزية ضمن منافسات أكثر من 109 كيلوغرامات، كما حقق الميدالية الذهبية في بطولة آسيا بالفئة نفسها 2024.
وفي منافسات السباحة يشارك السباح عمر عباس، الذي سبق له إحراز عدة ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية خلال دورة الألعاب العربية في الجزائر، كما حقق فضية في بطولة تايلند الدولية عام 2019، وبرونزية في البطولة العربية بمدينة أبو ظبي 2021.
وفق صحيفة “الاتحاد” التابعة للاتحاد الرياضي العام (أعلى سلطة رياضية في سوريا)، أجرى عباس معسكرًا تدريبيًا بتايلند، في نيسان الماضي، عقب حصوله على منحة دولية، دون ذكر الجهة المانحة.
كما شارك عباس في بطولة العالم للسباحة بمدينة ملبورن في أستراليا 2022.
وضمن رياضة “الجودو”، يشارك اللاعب حسان بيان، الذي تدرب “وسط طلقات النيران” واستعد للأولمبياد “في بيئة صعبة”، وفق تصريحه لتلفزيون “CGTN” الصيني في 24 من تموز الحالي.
وقال إنه توقف عن التدريب “بسبب الحرب في سوريا”، وأصيب النادي الذي يتدرب فيه بـ”قذائف مدفعية”.
وينتمي بيان لنادي الشرطة، وسبق أن حقق عدة بطولات خارجية، وشارك في دورة الألعاب العربية بالجزائر، وحصل على الميدالية البرونزية.
وضمن منافسات “الجمباز”، يشارك اللاعب ليث نجار، بعد حصوله على بطاقة مشاركة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة الأولمبية السورية، وفق ما ذكرته صحيفة “الثورة” الحكومية في آذار الماضي.
وقالت إن اختيار نجار جاء لـ”إنجازاته خلال السنوات الأخيرة”، بما في ذلك تحقيق المركز الثاني والميدالية الفضية على منصة القفز في بطولة العالم بالقاهرة، وثلاث ميداليات في الدورة العربية بالجزائر.
على صعيد مسابقات الجري، تشارك العداءة أليسار يوسف، التي لا يتجاوز عمرها 19 عامًا.
وسبق أن حققت يوسف بطولة غرب آسيا للشباب في 2022.