دير الزور – عبادة الشيخ
تكبد مزارعون في دير الزور خسائر مالية في موسم البصل، إذ كانوا يأملون بأن يعوضهم عن خسائرهم من موسمي القمح والقطن.
الاهتمام بمحاصيل البصل حديث على المنطقة، حيث زادت مساحات زراعته أملًا من المزارعين في تحقيق الربح.
ويبدأ موسم زراعة البصل في شهري كانون الثاني وشباط، ويحتاج إلى رعاية واهتمام كبيرين لتحقيق إنتاج وفير، بينما يبدأ موسم الحصاد في تموز وينتهي منتصف آب.
إنتاج ضعيف وسعر منخفض
مزارعون في ريف دير الزور الشرقي والغربي، التقتهم عنب بلدي، تحدثوا عن خسائر بعد حصاد موسم البصل لهذا الموسم.
حمود النايف، مزارع من قرية حوايج بومصعة غربي دير الزور، قال إنه اختار زراعة البصل لكونها أسهل نسبيًا من زراعة الخضراوات، رغم أنها تحتاج إلى مجهود عالٍ ويد عاملة.
وذكر لعنب بلدي أنه كان يزرع مساحة صغيرة للاستهلاك المنزلي، ثم اختار البصل كبديل لزراعة القمح بعد خسائر موسم 2023، لكن تبين أن الخيار لم يكن صائبًا.
وتعرض المزارع لخسارة تقدّر بـ4000 دولار أمريكي (61.5 مليون ليرة سورية) بعد حصاد أرضه التي تقدّر مساحتها بـ22 دونمًا.
وكان من المتوقع أن ينتج الدونم الواحد بين 4 و6 أطنان من البصل، لكن عند الحصاد لم ينتج سوى طن ونصف، وتم بيعها بأسعار زهيدة، نظرًا إلى وفرة البصل في الأسواق، وعدم وجود أماكن خارج دير الزور لتصديره.
خليل الحليس، هو الآخر مزارع من قرية برشم شمالي دير الزور، قال إنه قرر زراعة مساحة قدّرها بـ15 دونمًا من البصل، بعد خسائر مالية من ضعف إنتاج موسمي القمح والقطن في عام 2023.
وأضاف المزارع خليل لعنب بلدي أن الإنتاج عند حصاد البصل كان ضعيفًا لعدة أسباب، أهمها العوامل الجوية مثل موجات البرد والصقيع التي ضربت المنطقة، بالإضافة إلى موجات الحر التي شهدها ريف دير الزور منذ أيار الماضي.
وقدّر المزارع خسائره بحوالي 2500 دولار أمريكي (38.5 مليون ليرة سورية)، وتشمل الخسائر أجور العمال والآليات.
وذكر أن انخفاض سعر البصل كان سببًا، حيث كان سعر الكيلو في شباط الماضي 7500 ليرة، بينما يبلغ اليوم بين 2500 و3500 ليرة سورية، حسب الجودة.
تصريف محلي
يشكل استيراد المنتجات الزراعية من خارج ريف دير الزور مصدر قلق كبيرًا لفلاحي المنطقة الذين يزرعون العديد من أنواع الخضار إلى جانب المحصولين الأساسيين القمح والقطن.
جاسم الخلف، تاجر خضراوات في سوق بلدة ذيبان شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي، إن المزارعين يبيعون محاصيلهم محليًا نظرًا إلى قلة كميات الإنتاج، مما لا يسمح بتصديرها.
وأضاف أن إغلاق المعابر التي تربط مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مع مناطق سيطرة النظام في دير الزور يلعب دورًا كبيرًا في ضعف السوق المحلي.
وتعتبر الزراعة بالإضافة إلى تربية المواشي من المهن الأساسية في ريف دير الزور، وهي مصدر رزق لكثير من العائلات في المنطقة.
ويعاني القطاع الزراعي في دير الزور عديدًا من المشكلات، مثل موجات الحر في الصيف والصقيع في الشتاء، كما شهد موسم القمح هذا العام انتشار حشرات السونة، التي أدت إلى تضرر المحصول في بعض المناطق.
وتنقسم دير الزور إلى قسمين، الشرقي وتسيطر عليه “الإدارة الذاتية” وذراعها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والغربي الواقع تحت سيطرة النظام السوري.