"روتين يومي" لكثيرين
إقبال بلا ضوابط على مشروبات “الطاقة” بالقامشلي
الحسكة – مجد السالم
ينتشر مشروب “الطاقة” بمختلف أحجامه وأشكاله وشركاته المصنعة بشكل واسع في محال مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، ويلقى رواجًا “كبيرًا” بين المستهلكين، وصار جزءًا من الروتين اليومي للشباب.
وباتت مشروبات “الطاقة” تباع في جميع المطاعم والمتنزهات والأكشاك المنتشرة في الأماكن العامة كالحدائق وغيرها، دون ضوابط لبيعها لفئات عمرية محددة.
قال أحمد كلو، وهو صاحب محل تجاري (سوبرماركت) في القامشلي، إن الطلب على مشروبات “الطاقة” مرتفع، وهناك زيادة ملحوظة في المبيعات، والكميات التي يضعها في ثلاجات المحل تباع خلال يوم أو يومين.
وأضاف البائع لعنب بلدي أن مشروب “الطاقة” يلقى طلبًا خاصة بين فئة الشباب والمراهقين، فهم يأتون يوميًا لشرائه، وبعضهم يشتري عدة عبوات في اليوم.
وذكر أحمد (50 عامًا) أن هناك زبائن أيضًا من الطلاب والرياضيين، وحتى بعض العاملين لساعات طويلة يعتبرونها تفيدهم، فقد أصبحت مشروبات “الطاقة” جزءًا أساسيًا من نمط حياتهم وروتينهم اليومي.
اللافت، بحسب أحمد، أن استهلاك مشروبات “الطاقة” من قبل المراهقين يكون عادة مع طلب علب السجائر، كما أن انتشار “الأرجيلة” أسهم أيضًا في زيادة الطلب على مشروبات “الطاقة”.
وبحسب جولة لعنب بلدي في بعض محال القامشلي، فإن أسعار مشروبات “الطاقة” تتراوح بين 5 و10 آلاف ليرة سورية (بين 35 و70 سنتًا من الدولار الأمريكي)، وذلك بحسب سعة العبوة والشركة المصنعة، إذ تستورد معظمها من تركيا أو مناطق النظام السوري.
حتى كبار السن
لا يقتصر شراء مشروب “الطاقة” على فئة الشباب، إذ يشتري بعض الرجال وحتى كبار السن هذا المشروب الذي استساغوا طعمه.
السيدة جوري (طلبت عدم الكشف عن اسمها كاملًا لأسباب اجتماعية) قالت لعنب بلدي، إن زوجها (68 عامًا) يستهلك مشروبات “الطاقة”، رغم أنه يعاني من أمراض في القلب، متجاهلًا وعوده لها وللطبيب المختص بالتوقف عن شربها.
وذكرت السيدة أن صاحب المحل التجاري في الحي الذي تقطنه بالقامشلي قال لها إن زوجها لا يزال يتردد عليه ويشتري مشروبات “الطاقة” بكثرة، مقدمًا النصيحة لها بأن يخفف من ذلك كونه على قرابة منها.
أضرار محتملة على الصحة
لا يوجد تعريف علمي دقيق وواضح لمشروب “الطاقة”، إلا أن المتعارف عليه أنه مشروب يمنح الطاقة للمستهلكين، ولا يخلو من المخاطر الصحية.
تواصلت عنب بلدي مع شركة موزعة لأحد مشروبات “الطاقة” المشهورة في عموم الحسكة، وطلبت منها معرفة ما إذا كانت هناك توصيات معينة أو نصائح وإرشادات صحية حول تناول مشروب الطاقة الذي تروج له، لكنها لم تتلقَّ أي رد.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن أصحاب المحال في القامشلي يبيعون هذه المشروبات دون ضوابط معينة لمختلف الأعمار للذكور والإناث، حتى من هم دون عشرة أعوام.
المهندس حارث البليبل، ماجستير في علوم الأغذية، قال لعنب بلدي، إن مشروبات “الطاقة” على الرغم من أنها تعطي شعورًا مؤقتًا بالانتعاش والتركيز، كونها تحتوي على كميات عالية من الكافيين والسكر، فإن لها عدة أضرار محتملة.
وأضاف البليبل (من الحسكة ومقيم في تركيا) أن الأضرار المحتملة هي زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم واضطراب النوم والأرق بسبب الكافيين، وبالتالي الإصابة بالقلق والتوتر، وكذلك حدوث إدمان على هذه المشروبات.
وذكر أن هناك تقارير عن حالات “نادرة، لكن خطيرة” تشمل التورم القلبي، النوبات، وأيضًا الهجمات القلبية، خاصة للأشخاص الذين لديهم مشكلات صحية قائمة مسبقًا.
ومن المهم التفكير جيدًا قبل تناول مشروبات الطاقة، والاعتدال في استهلاكها، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة، وفق البليبل، داعيًا إلى الحذر عند شربها بسبب محتواها العالي من الكافيين والسكر فهناك حدود موصى بعدم تجاوزها.
وينبغي ألا يتجاوز استهلاك الكافيين للبالغين 400 ملغرام في اليوم، وهو ما يعادل حوالي أربعة أكواب من القهوة، في حين تحتوي معظم مشروبات “الطاقة” على كافيين يتراوح بين 80 إلى 300 ملغرام لكل علبة (حسب الحجم والعلامة التجارية)، وفق البليبل.
ولفت إلى ضرورة عدم تناول مشروبات “الطاقة” لمن هم دون 18 عامًا (المراهقون) وذلك لتأثيرها على نموهم، وللحوامل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :