قوالب الثلج وقماش الخيش لإطفاء لهيب الصيف بدرعا
درعا – حليم محمد
اعتاد عبد الرحمن القاطن في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي شراء قالبين من الثلج يوميًا خلال فصل الصيف الحالي، وإضافتهما إلى مياه الشرب لتبريدها.
لم يجد الرجل (56 عامًا) أي خيار بديل من أجل تخفيف الحر على أفراد عائلته الستة، وسط انقطاع شبه كامل للكهرباء وانعدام سبل توليدها.
ويزداد استهلاك العائلة في أيام الحر الشديد إلى ثلاثة قوالب، وفق عبد الرحمن، إذ إن ثمن قوالب الثلج تعد تكلفة إضافية صارت من الضروريات اليومية، مقابل محدودية دخله المقتصر على الزراعة.
ووصل سعر قالب الثلج إلى 7 آلاف ليرة سورية (نحو نصف دولار أمريكي)، وسط شح في توفره، وشكوك بنقاء مياهه وصحته، إذ تشهد محال بيع الثلج ازدحامًا، وانتظارًا حتى قدوم القوالب من معامل الثلج.
وتشهد المنطقة الجنوبية من سوريا ارتفاعًا في درجات الحرارة وصل إلى 40 درجة مئوية في تموز الحالي.
وذكر عبد الرحمن أن المياه التي تصنع منها قوالب الثلج غير صحية، إذ تظهر فيها شوائب، وهناك تخوف من نظافة مصدرها، لكنه لا يجد ذلك سببًا لمنعه من “شربة ماء باردة في الحرارة المرتفعة”.
بدائل تقليدية
تأقلم بسام القاطن في مدينة طفس بريف درعا الغربي مع شرب المياه الساخنة، على حد قوله، إذ تنعدم لديه وسائل التبريد لانقطاع الكهرباء، وعدم قدرته على شراء قوالب الثلج.
ويعمل بسام (50 عامًا) وأفراد عائلته بالزراعة، وقال إنهم باتوا يتبعون أساليب تقليدية مثل وضع قطع من قماش الخيش على “بيدون” المياه، وتركها ليلًا بالهواء الطلق لتكسر حرارة المياه قليلًا.
مع قلة وسائل التبريد إثر انقطاع الكهرباء، يلجأ السكان إلى حلول تمكنهم من النوم بجو أقل حرارة.
يلجأ محمد في بعض الأحيان للنوم على سطح منزله في الهواء الطلق، لعدم قدرته على النوم في المنزل بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وكان لدى محمد (33 عامًا) مروحة تعمل على البطارية، إلا أنها صارت تنفد سريعًا بعد تهالكها، وباتت بحاجة للتبديل.
ويصل سعر البطارية استطاعة “100 أمبير” ذات المنشأ السوري إلى مليون ليرة سورية (67 دولارًا أمريكيًا)، ويصل سعر البطارية المستوردة من ذات الاستطاعة إلى مليون ونصف مليون ليرة (100 دولار).
ولا يملك محمد القدرة المالية حاليًا، فهو يعمل بأعمال المياومة الزراعية، وبأجرة تصل إلى 30 ألف ليرة سورية (دولاران).
تقنين طويل
تشهد محافظة درعا تقنينًا كهربائيًا يصل إلى خمس ساعات قطع مقابل ساعة وصل في الريف، وساعة ونصف وصل مقابل أربع ساعات ونصف قطع في مركز مدينة درعا.
وتشهد فترة الوصل انقطاعات متكررة تترافق مع ضعف في شدة التيار.
ولا تستفيد العائلة من ساعة الوصل في تبريد المياه، إذ يحتاج الأمر إلى نحو ثلاث ساعات وصل.
وأرجع مدير مؤسسة الكهرباء في درعا، هاني المسالمة، في تصريح لصحيفة “الثورة” الحكومية، أسباب انقطاع الكهرباء المتواصل إلى نظام الحماية الترددية الذي يفصل التيار في حال زيادة الأحمال.
وبرر المسالمة وجود الحماية الترددية لحماية محطات ومراكز التحويل من ضرر الأحمال الزائدة.
وقال إن زيادة الاستهلاك من قبل الآبار الزراعية، وتركيب المواطنين السخانات الكهربائية والمكيفات، عوامل أسهمت في استجرار كبير للكهرباء، وخاصة في ظل قلة الوارد من الكهرباء للمحافظة، إذ تبلغ حصتها 50 ميغاواطًا يوميًا لكامل المحافظة، بينما تحتاج فعليًا إلى 400 ميغاواط.
وقال وزير الكهرباء في سوريا، غسان الزامل، لصحيفة “الوطن“، في أيار الماضي، إن مشكلة تردي الكهرباء يعود لنقص توريدات المشتقات النفطية.
بدائل مكلفة
تستطيع الأسر في درعا التغلب على المشكلات التي يفرضها التقنين الكهربائي عبر تركيب منظومة طاقة شمسية تكفي المنزل بما فيه تشغيل الثلاجة والغسالة والمراوح.
هذا الخيار بات مكلفًا في ظل ارتفاع أسعار ألواح الطاقة والبطاريات ورافع الجهد، ويصل سعر لوح الطاقة إلى 100 دولار، ورافع الجهد ما بين 300 دولار إلى 500 دولار.
وقال عبد الرحمن من بلدة تل شهاب، إنه راجع محلًا لبيع هذه المستلزمات وبلغت التكلفة بالحد الأدنى 15 مليون ليرة سورية (1000 دولار).
كما يعتبر تشغيل المولد الكهربائي على الديزل بديلًا، إلا أنه أصبح خارج حسابات السكان بعد غلاء المازوت، إذ وصل سعر الليتر منه إلى 18 ألف ليرة سورية، وتحتاج بعض المحركات إلى ليترين في الساعة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :