أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، اكتشاف ست عينات لشلل الأطفال من النوع الثاني في قطاع غزة.
وقال لازاريني اليوم، الجمعة 26 من تموز، إنه لحسن الحظ لم يتم اكتشاف أي حالات شلل حتى الآن، مضيفًا، “هذا تطور خطير آخر في رحلة البؤس التي لا تنتهي، إذ يظهر شلل الأطفال بسبب انهيار النظام الصحي ونقص المياه النظيفة ومواد النظافة والملاجئ المكتظة والصرف الصحي السيئ للغاية”.
ومع الحرب المتواصلة، انخفض التطعيم بين الأطفال من مستويات شبه عالمية إلى ما يزيد قليلًا على 85% لأن الناس كانوا يتنقلون باستمرار ويهربون من مناطق القتال بحثًا عن الأمان، وفق لازاريني.
وتابع المسؤول الأممي عبر “إكس“، أن الأمراض لا تفرق بين الناس، ويمكن السيطرة على انتشار شلل الأطفال في غزة وخارجها من خلال حملات التطعيم للوصول إلى كل طفل أينما كان، مبينًا أن وقف إطلاق النار سيسمح في زيادة تدفق اللقاحات.
من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أدهانوم غيبريسوس، إن المنظمة سترسل أكثر من مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة خلال الأسابيع المقبلة، لمنع إصابة الأطفال بالعدوى، بعد اكتشاف الفيروس في عينات من مياه الصرف الصحي.
وبيّن غيبريسوس أنه بينما لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، ودون اتخاذ إجراءات فورية، فالأمر مسألة وقت قبل أن يصل إلى آلاف الأطفال الذين أصبحوا بلا حماية.
كما أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الفيروسي، وتحديدًا الرضع دون سن الثانية، منذ تعطيل حملات التطعيم العادية بسبب أكثر من تسعة أشهر من الصراع.
وينتشر شلل الأطفال بشكل رئيسي عن طريق البراز، والفم، وهو فيروس شديد العدوى يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل.
وانخفضت حالات شلل الأطفال بنسبة 99% في جميع أنحاء العالم منذ عام 1988، بفضل حملات التطعيم الجماعية والجهود المستمرة للقضاء عليه تمامًا.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد الماضي أنه سيبدأ تقديم لقاح شلل الأطفال للجنود الذين يقاتلون في قطاع غزة بسبب العثور على بقايا الفيروس في عينات الاختبار في القطاع.
كما أفادت الأمم المتحدة أن هناك زيادة واسعة النطاق في حالات التهاب الكبد الوبائي والدوسنتاريا والتهاب المعدة والأمعاء، مع تدهور الظروف الصحية في غزة، مع تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع، قرب بعض المخيمات.
وفي الوقت الذي تتواصل به الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 من تشرين الأول 2023، فإن جهود الوسطاء لم تحقق بعد أي نتائج فيما يتعلق بالتوصل للوقف الدائم لإطلاق النار، بينما قال مسؤول غربي ومصدر فلسطيني ومصدران فلسطينيان إن إسرائيل تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة لهدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن لدى “حماس”، ما يعقد الاتفاق النهائي لوقف القتال، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
واليوم الجمعة، دعت أستراليا ونيوزيلندا وكندا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وطالبت إسرائيل بالرد على محكمة الأمم المتحدة التي قضت الأسبوع الماضي بأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والمستوطنات هناك غير قانوني.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 39 ألف قتيل، بالإضافة إلى أكثر من 90 ألف مصاب، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.