للمرة الثالثة.. تأجيل مرتقب لانتخابات “الإدارة الذاتية”

انتشرت ملصقات ترويجية لانتخابات على جدران المدن والقرى التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية منذ حزيران الماضي داعية السكان للمشاركة في العملية الانتخابية- 2 من حزيران 2024 (وكالة هاوار)

camera iconانتشرت ملصقات ترويجية لانتخابات على جدران المدن والقرى التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية منذ حزيران الماضي داعية السكان للمشاركة في العملية الانتخابية- 2 من حزيران 2024 (وكالة هاوار)

tag icon ع ع ع

توافقت أحزاب سياسية في شمال شرقي سوريا على طلب تأجيل انتخابات البلديات لدى “الإدارة الذاتية” المقرر إجرائها في آب المقبل للمرة الثالثة على التوالي.

ونقلت وكالة “نورث برس” عن سكرتير حزب “الديمقراطي الكردي في سوريا” (البارتي)، نصر الدين إبراهيم، الخميس 25 من تموز، قوله إن أحزاب سياسية ستتقدم بطلب لتأجيل الانتخابات “لحين تهيئة ظروف مناسبة”.

ووفق إبراهيم، ستتقدم الأحزاب بطلبها إلى المفوضية العليا للانتخابات التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.

حديث إبراهيم مشابه لسينارو تأجيل الانتخابات الماضي، عندما نشرت وكالة “هاوار” المقربة من “الإدارة”، في 6 من حزيران الماضي، خبرًا عن مطالب حزبية في المنطقة لتقديم طلب التأجيل، تبعه قرار رسمي بإرجاء الانتخابات لشهرين.

ومع أن “الإدارة الذاتية” أجلت انتخابات البلديات لمرتين، الأولى في نهاية أيار، والثانية في حزيران الماضيين، خرج رئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، صالح مسلم، متحدثًا عن تمسك “الإدارة” بإجراء الانتخابات في آب المقبل.

ويعتبر “الاتحاد الديمقراطي” حجر الأساس في “الإدارة الذاتية”، وتصنّفه تركيا على لوائح “الإرهاب” لديها، باعتباره امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” المشكّل في تركيا عام 1978، والمدرج على “لوائح الإرهاب” فيها.

وكانت “الإدارة الذاتية” حددت 30 من أيار الماضي، موعدًا للانتخابات، خلال الاجتماع الأول لـ”المفوضية العليا للانتخابات” التي تشكلت في 28 من شباط.

وقبيل الموعد المحدد لها، أجلت “الإدارة” انتخاباتها حتى 11 من حزيران، ثم عادت لتأجيلها حتى آب المقبل.

استنكار تركي وتنصل غربي

بعد أيام على تأجيل الانتخابات للمرة الأولى، علّقت الولايات المتحدة الأمريكية (وهي الداعم الرئيس لـ”الإدارة الذاتية”) بموقفها حول الانتخابات، إذ قالت إن ظروف “الأزمة” في سوريا غير مواتية لإجراء انتخابات شمال شرقي سوريا في الوقت الراهن.

وجاء في إحاطة صحفية للنائب الرئيسي للمتحدث الصحفي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، في 30 من أيار، أن الولايات المتحدة محافظة على موقفها من أي انتخابات تجري في سوريا “يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة”.

ومع التأجيل الثاني، حملت ألمانيا الموقف نفسه على لسان المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، إذ قال عبر “إكس” إن إجراء انتخابات في سوريا في الوقت الراهن لن يؤدي إلى دفع العملية السياسية إلى الأمام، بل إلى ترسيخ الوضع الراهن المتمثل في الصراع والانقسام الذي طال أمده.

وكان لأنقرة موقف أكثر حدة، إذ دعا زعيم حزب “الحركة القومية” (MHP) التركي، دولت بهشلي، لعملية عسكرية مشتركة تجمع تركيا والنظام السوري للقضاء على “العمال الكردستاني” في سوريا، وفق ما نقلته صحيفة “Cumhuriyet” التركية.

وانتقد بهشلي انتخابات البلديات، معتبرًا أنها مرحلة جديدة قادمة لـ”تقسيم تركيا”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى في الحوار مع “الإرهابيين” أمرًا ذا أهمية استراتيجية في المكان، في إشارة لـ”الإدارة الذاتية”.

“الإدارة الذاتية” لم تعثر على غطاء

في حديث سابق لعنب بلدي، توقع الباحث في مركز “جسور للدراسات” أنس شواخ، أن انتخابات “الإدارة الذاتية” المؤجلة، لن تجري في موعدها في حال بقي الغطاء السياسي الداعم للخطوة غائبًا، ما سيجبر “الإدارة” على البحث عن داعم لخطوتها.

السيناريوهات للبحث عن الداعم تندرج تحت خيارين، وفق شواخ، أولهما التواصل والتفاوض مع الولايات المتحدة التي قد تعيد فتح المجال لاستئناف الحوار “الكردي- الكردي” الذي تعتبر الانتخابات أحد أهم محاوره.

أما السيناريو الثاني فيكمن في توجه “قسد” للتفاوض مع روسيا والنظام في الفترة التي تشهد مساعي للتفاوض ما بين الطرفين.

واعتبر الباحث أن مسارات التفاوض التي قد تدخلها “الإدارة” من المتوقع أن تجبرها على إجراء تعديلات بقانون الانتخابات وطبيعتها، أو التراجع عن الخطوات التشريعية والقانونية التي أصدرها خلال الأشهر الماضية.

اقرأ أيضًا: “الإدارة الذاتية” تفشل في التقارب مع أطراف داخلية سورية





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة