دير الزور.. توقف الدعم يهدد المرضى في مستشفى “هجين” و”الفرات”
أدى توقف الدعم الدولي إلى وقف أقسام حيوية في مستشفيات ريف دير الزور الشرقي حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، وسط حاجة ملحة لاستمراره، وتقديم الرعاية الطبية للمرضى.
وأوقفت منظمة “مهاد” العاملة في مناطق شمال شرق سوريا دعمها بسبب توقف الدعم من قبل الجهة المانحة، حيث تم إيقاف الدعم عن قسم “التلاسيميا” في مستشفى “هجين” العام مطلع تموز الحالي، وإيقاف الدعم عن قسم غسل الكلى في مستشفى “الفرات”.
وأعلن الكادر الطبي والعاملون في القسمين الاستمرار بالعمل بإمكانيات محدودة حاليًا، معتبرين أن استمرار القسم حاجة إنسانية ملحة لوجود مرضى يضطرون إلى عملية غسل الكلى كل أسبوع، ولا يوجد في ريف دير الزور مركزًا سواه.
رحلة شاقة للعلاج
يحتاج مجد الطباش إلى جلستين لغسل الكلى كل أسبوع في مستشفيات الرقة أو الحسكة، بعد أن كان يعتمد سابقًا على مستشفى “الفرات” في بلدة أبو حمام شرقي دير الزور.
قال مجد لعنب بلدي، إن معاناته زادت لعدم توفر مسكن في الحسكة أو الرقة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف العلاج، وإيجار المنزل الذي قد يصل إلى 1.5 مليون ليرة سورية (100 دولار أمريكي).
مصدر مسؤول في مستشفى “الفرات” (فضل عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول بالحديث لوسائل الاعلام)، قال لعنب بلدي، إن القسم في المستشفى كان يقدم الرعاية لـ41 مريض كلى.
وذكر أن توقف الدعم عن القسم أجبر المرضى على تحمل الذهاب لمدينتي الرقة أو القامشلي، وهو مكلف ماليًا، فالمريض يحتاج إلى سيارة إسعاف تقدر أجورها بحوالي 1.5 مليون ليرة سورية (100 دولار أمريكي).
وتتراوح كلفة كل جلسة للمريض بين 230 ألف ليرة سورية و460 ألف ليرة، بحسب مدتها وحاجة المريض لها، كما يحتاج بعض المرضى لثلاث جلسات أسبوعيًا، وبعضهم إلى جلستين، وفق المصدر، مضيفًا أن العلاج دائم حتى زراعة المريض لكلية جديدة.
من جهته، الدكتور مشاري الحزوم، المدير العام لمستشفى “هجين” في دير الزور، قال لعنب بلدي، إن المستشفى يقدم خدمات طبية متنوعة على مدار الساعة، بالإضافة إلى بنك الدم الذي يُعتبر المركز الوحيد لهذه الخدمات في دير الزور.
وذكر أن القسم الأهم هو قسم أمراض الدم (التلاسيميا)، الذي تم إغلاقه مؤقتًا بسبب توقف الدعم المقدم من منظمة “مهاد”، بعد تقديم خدماته المجانية على مدار عامين، إذ كان يقدم العلاج لأكثر من 150 حالة.
وأشار الحزوم إلى أن قسم “التلاسيميا” وبنك الدم يُعتبران من الأقسام الحيوية والمهمة التي تخدم سكان دير الزور، حيث لا يوجد مركز آخر للأطفال المصابين بـ”التلاسيميا” سوى في مدينة الرقة.
وأضاف أن إدارة المستشفى تعمل بالتنسيق مع لجنة الصحة بمجلس دير الزور المدني التابع لـ”الإدارة الذاتية” والمنظمات الدولية لإعادة فتح هذه الأقسام الحيوية.
بانتظار الدعم
تناشد الكوادر الطبية بريف دير الزور المنظمات المحلية والدولية بالتدخل العاجل واستمرار الدعم لمساعدة المرضى.
مصدر مسؤول في منظمة “مهاد” في دير الزور، قال لعنب بلدي، إن نقص الدعم حاليًا انعكس على رواتب العاملين في مستشفى “الفرات” ضمن قسم غسل الكلى، وصارت هناك حوافز فقط، ولا يزال العمل مستمرًا، وهناك مذكرة تفاهم تستمر حتى 31 من آب المقبل.
وذكر المصدر (طلب عدم الكسف عن اسمه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام) أنه سيتم تجديد العقد في حال استمر الدعم.
أما عن مستشفى “هجين”، فقد تم إغلاق أقسام “التلاسيميا” وبنك الدم والمخبر المركزي، وفي 1 من تموز الحالي، سلّمت المنظمة المستشفى إلى لجنة الصحة في دير الزور التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، وفق المصدر.
وتفتقر المستشفيات في ريف دير الزور الواقع تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” للعديد من الأجهزة والخبرات والإمكانيات، بالإضافة إلى أعطال في الأجهزة ومولدات الكهرباء التي تحصر الخدمات المقدمة وتضاعف من معاناة المرضى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :