وسط ثغرات دفاعية.. “الناتو” يخطط لإصلاح “كبير” في الحلف
تفرض الظروف الأمنية والسياسية الحالية على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إعادة النظر بسياساته الدفاعية، في ظلّ استمرار الحرب الأوكرانية- الروسية، وتداعيات حرب غزة.
ويعمل حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع قادة أوروبيين على إعادة تقييم السياسات الدفاعية، وتكلفة إصلاحها.
ونقلت وكالة “رويترز” اليوم، الأربعاء 24 من تموز، عن 12 مسؤولًا عسكريًا ومدنيًا أوروبيًا التحركات الأوروبية بشأن خطة الإصلاح، وأن أمام أوروبا “عمل كبير” بهذا الصدد
وقالت إن زعماء الحلف اتفقوا على خطط لإجراء أكبر عملية إصلاح شاملة لقدرات الحلف وسط مخاوف متزايدة من روسيا.
وفق الوكالة، فإن المتطلبات الدنيا تحدد العجز في جيوش التحالف بمليارات اليوروهات، فيما يهدف الحلف لتحويل المتطلبات لأهداف ملزمة للحكومات.
ويأتي هذا السعي لتوفير الدفاع عن أوروبا بحلول خريف 2025.
ووفق المسؤولين، فإن هناك ستة مجالات هي الأكثر إلحاحًا للمعالجة، تشمل النقص في الدفاعات الجوية والصواريخ بعيدة المدى.
كما ترتبط بأعداد القوات والذخيرة والأمور اللوجستية ونقص الاتصالات الرقمية الآمنة.
ويواجه الحلف صعوبة بالغة في تحقيق أهدافه وفق الوكالة، في الوقت الذي يواجه اختبارات تجاه وحدته عبر الميزانية واختلاف وجهات النظر حول مواقفه من روسيا.
كما تبرز مخاوف من عودة دونالد ترامب لرئاسة أمريكا، مع الانتقادات الكبيرة التي وجهها للحلف خلال رئاسته (2016-2020).
وهناك 23 دولة في التحالف المكون من 32 دولة، تلبي الحد الأدنى المطلوب في الإنفاق، وهو 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقالت “رويترز”، إن الحكومات الأوروبية قد تواجه مقاومة من دافعي الضرائب في حال طالبت بمزيد من الأموال للإنفاق الدفاعي، على عكس الاقتصاد الروسي الجاهز لهذا التحدي.
وسيحتاج الحلف لـ35 إلى 50 لواء إضافيًا لمواجهة روسيا (اللواء يتألف من ثلاثة إلى سبعة آلاف جندي)، وهو ما يعني أنه يحتاج لأكثر من 105 آلاف جندي إضافي.
على أوروبا أن تستعد للحرب
وخلال الفترة الماضية، تزايدت تصريحات المسؤولين الأوروبيين حول الحرب في أوكرانيا، وما تشكله من تهديدات للأمن الأوروبي.
وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، في مقال نشر بشكل متزامن في عدد من الصحف الأوروبية، في آذار الماضي، إن على أوروبا تعزيز قدراتها الدفاعية والتحول لوضع “اقتصاد الحرب”، كرد على تهديدات موسكو.
وزادت دول الاتحاد الأوروبي من قدرات التصنيع العسكري لديها بنسبة 50%، فيما اعتبر ميشيل أن أوروبا لم تستثمر بما يكفي للدفاع عن أمنها، وأن تضمن حصول كييف على ما تحتاج إليه عبر استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة.
كما اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حينها أن فرنسا وألمانيا وبولندا مصممون على دعم أوكرانيا.
وأضاف أن المسافة بين مدينة لفيف الأوكرانية وستراسبورغ الفرنسية لا تتجاوز 1459 كيلومترًا فقط، وبالتالي فإن الحرب ليست بعيدة عن بلاده.
وسبق لماكرون أن اقترح إرسال قوات برية أوروبية إلى أوكرانيا، وهو ما رفضه زعماء أوروبيون، وأثار حفيظة موسكو.
وفي 17 من كانون الثاني الماضي، قال رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، روب باور، في اجتماع مع وزراء الدفاع في الحلف، في مدينة بروكسل البلجيكية، إن دول الحلف يجب أن تكون في حالة تأهب قصوى للحرب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :