بعد حديث عن خلافات.. روسيا تؤكد متانة العلاقة مع طهران
أكد نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، أن العلاقات الثنائية بين روسيا وإيران ترتكز على أسس من الصداقة المتينة، ولا يمكن لأحد أن يدق إسفينًا بين موسكو وطهران.
وفي مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية اليوم، الأربعاء 23 من تموز، فال رودينكو، إن إيران كدولة ذات سيادة لها الحق في متابعة سياستها الخارجية كما تراه مناسبًا.
وبحسب المسؤول الروسي، فإن موسكو تفترض أن العلاقات مع طهران تتمتع بأساس متين من الصداقة والجيرة، وليست عرضة للتأثير الخارجي رغم محاولات الخصوم “اللعب بقذارة ودق إسفين بين البلدين”.
كما أشار إلى أن كبار أعضاء الحكومة الإيرانية، ومنهم من التقوا مؤخرًا بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكدوا له استعدادهم لتعزيز كامل نطاق العلاقات المتنوعة وتنفيذ المشاريع ذات المنفعة المتبادلة للحكومة السابقة، وفقًا للمسار الاستراتيجي الذي حدده المرشد الأعلى الإيراني.
حديث عن خلافات
تأتي التصريحات الروسية في ظل حديث إعلامي وغير رسمي عن توتر في علاقات إيران وروسيا، ييدو من خلال غياب نشاطها عن مسار العلاقات التركية مع النظام السوري، بعدما كانت شريكة في المسار الذي بدأته موسكو في 28 من كانون الأول 2022.
وقبل أيام، ذكرت صحيفة “ديلي صباح” التركية، أن الرئيس الروسي سيتولى التوسط في المحادثات التي يمكن أن يدعى إليها رئيس الوزراء العراقي، مع ترجيحات بعدم دعوة إيران للاجتماع الذي كان متوقعًا عقده في آب، قبل أن تنفي ذلك الخارجية التركية.
واعتبرت الصحيفة أن استبعاد إيران المحتمل قد يكون مؤشرًا قويًا على الخلافات المستمرة والمنافسة بين موسكو وطهران، بشأن سوريا، ومستقبل البلاد بعد الحرب، كما أرجعت أسباب الخلافات بين موسكو وطهران إلى حذر روسيا الدائم من قوة الميليشيات الموالية لإيران غير المقيدة والمتنامية في سوريا ومستقبلها بعد الحرب، مع وجود خلافات حول القيادة والعمليات العسكرية واستخدام القواعد الإيرانية وموقف طهران المتشدد في المحادثات، بما في ذلك صيغة “أستانة” والنهج الإيراني تجاه إسرائيل.
وتسببت المنافسة على العقود المتعلقة بالطاقة والموارد الاقتصادية وإعادة إعمار سوريا في حدوث بعض الاحتكاكات.
“ديلي صباح” اعتبرت في مقالها أن التحرك الروسي لدعوة العراق مع استبعاد إيران، “يضرب عصفورين بحجر واحد”، فيمكن قراءته كمحاولة لدق إسفين بين بغداد وطهران، ومن شأنه أن يعوض عن سرقة المشهد من السوداني، الذي كان يهدف بنفسه إلى استضافة المحادثات الشخصية الأولى بين أردوغان والأسد، وإظهار قوة العلاقات بين موسكو وبغداد.
“شراكة استراتيجية”
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، الثلاثاء، عن اقتراب روسيا وإيران من توقيع اتفاقية شراكة “استراتيجية شاملة”، سترفع العلاقات لمستوى “الشراكة الاستراتيجية الشاملة”، واستغرق إعدادها عامين ونصفًا.
وعمل خبراء من إدارات قانونية وإقليمية في وزارتي الخارجية على الانتهاء من نص الاتفاقية في 21 من حزيران الماضي، على أن يجري توقيعها في تشرين الأول المقبل.
وفي تحليل نشره معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، في 17 من نيسان الماضي، فإن البيئة الاستراتيجية الحالية بين الطرفين، تحفز موسكو وطهران على التعاون بشكل أوسع.
وتطور التعاون بين الطرفين بين تعاون تكتيكي حتى عام 2015 (عام دخول روسيا المعارك رسميًا في سوريا إلى جانب الأسد)، ليصل إلى شراكة دفاعية شاملة.
كما يتهم الاتحاد الأوروبي إيران بدعم روسيا في حربها على أوكرانيا وتحديدًا عبر تزويدها بالمسيرات التي تستهدف المدن الأوكرانية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :