تركيا تفرض شروطًا أكثر صرامة للحصول على جنسيتها

أعلنت الحكومة التركية الثلاثاء 23 من تموز، عن شروط جديدة أكثر صرامة للحصول على الجنسية التركية.

جاء ذلك على لسان المدير العام لشؤون السكان والجنسية التركية، إبراهيم تاشيابان، الذي تحدث عن‏ مراحل اكتساب الجنسية التركية، بهدف توضيح الادعاءات التي ظهرت في المجتمع حول الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية التركية لأسباب مختلفة مثل الاستثمار في تركيا، وامتلاك العقارات، والزواج أو لأسباب أخرى.

التحقق من “الإنتربول”

وأوضح تاشيابان أنه “بسبب حصول بعض المطلوبين الدوليين على الجنسية التركية عن طريق الاستثمار، بدأت الحكومة التركية في تطبيق إجراءات أكثر صرامة، حيث يطلب التحقيق من (الإنتربول) الدولي مرتين، مرة في مرحلة التقديم، ومرة أخرى قبل انتهاء عملية التقديم بفترة قصيرة”، وفق ما نقلته صحيفة “صباح” التركية.

وأشار تاشيابان، خلال حديثه أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي،  إلى أن أحد أهم مراحل منح الجنسية، هو التحقيق الأمني ​​الذي تجريه الشرطة والاستخبارات التركية، مضيفًا “تقدم لنا هذه المؤسسات رأيًا حول ما إذا كان هناك أي اعتراض أو لا. إذا لم يكن هذا الرأي إيجابيًا، فلا يمكننا بأي حال من الأحوال متابعة إجراءات الجنسية (…)، يجب إجراء هذا البحث الأرشيفي بلا شك”.

وتابع قائلًا، “نسأل مرة أخرى عما إذا كان هناك أي مشكلة قبل منح الجنسية. لأن عملية التحقيق التي نجريها مع الشرطة وجهاز الاستخبارات الوطنية، قد تمر بفترة تتراوح بين خمسة وستة أشهر. نسأل الإنتربول مرة أخرى ونقوم بتحقيق آخر للتأكيد”.

وأفاد المدير العام لشؤون السكان والجنسية التركية، أنه قد “يرتكب شخص ما جريمة، وتقوم الدولة التي ينتمي لها بإبلاغ الإنتربول، ولكن قد يستغرق الأمر وقتًا حتى يتم توزيع المعلومات على الدول. خلال هذه الفترة، قد يتكون انطباع بأن هذا الشخص حصل على الجنسية التركية، على الرغم من معرفة جريمته من قبل”.

وأضاف، “عندما يحدث مثل هذا التأخير، فإننا نرد على الفور ونقوم بالعمل اللازم، ونسعى لسحب جنسيته في أقرب وقت ممكن بموافقة رئيسنا، فلا يمكن لأي شخص خطير على الأمن القومي والنظام العام، أن يحصل على الجنسية التركية”.

في السياق ذاته قال القانوني التركي، حليم يلماز، لعنب بلدي، إن الجنسية الاستثنائية التي تُمنح للأجانب في البلاد، ومن بينهم السوريون، تحتمل صلاحيات حكومية أوسع فيما يتعلق بتبيان أسباب قبول أو رفض ملف التجنيس، حتى في المحكمة.

وأضاف يلماز، “عندما يتقدم شخص ما بطلب للحصول على الجنسية التركية بموجب إقامته في البلاد أكثر من خمس سنوات، وتجيب السلطات بالرفض، يمكن أن يتقدم صاحب الطلب باعتراض للمحكمة، وتطالب المحكمة بتبيان أسباب الرفض، لكن هذا المعيار لا يمكن تطبيقه في حال “الجنسية الاستثنائية”.

وعلل يلماز ذلك، بأن الجنسية الاستثنائية تُمنح تقريبًا “دون أي شروط”، ومتطلبات الحصول عليها أقل بكثير من بقية أنواعها، كالزواج والإقامة، لذلك عندما يذهب صاحب طلب مرفوض إلى المحكمة، لا ترغب المحكمة أن تتدخل كثيرًا، علمًا أنه لا قاعدة أساسية ينص عليها القانون التركي في هذا الصدد.

مراحل التجنيس

كانت تركيا من أوائل الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين على أراضيها، لكنها أيضًا من الدول التي لم تطبق قوانين واضحة للحصول على الجنسية، على غرار دول أخرى.

ومُنح بعض السوريين الجنسية التركية تحت بند “الجنسية الاستثنائية” منذ بداية العام 2016، وفق شروط لا تزال غير موضحة بالنسبة للاجئين، أو لموظفي دوائر الهجرة في تركيا.

ورصدت عنب بلدي حالات لبعض السوريين من المقيمين في البلاد منذ ثماني أو تسع سنوات، ولم يحصلوا على الجنسية، ومنهم من رُفضت طلبات تجنيسهم.

تمر وثائق التجنيس بسبع مراحل، وتختلف هذه المراحل بحسب عمر ملف التقديم على الجنسية.

المرحلة الأولى: وتتضمن مرحلة تسجيل الطلب واعتماده.

المرحلة الثانية: يتم فيها إرسال الملف إلى المديرية العامة المكلفة بدراسة الملف.

المرحلة الثالثة: مرحلة التحقق الأولي من الملف.

المرحلة الرابعة: وهي مرحلة التوسع في المراجعة وحفظ المستندات ونقلها إلى الجهة المختصة للتقييم، وهي أهم مراحل التجنيس في تركيا وأطولها، وقد تستمر هذه المرحلة أحيانًا عدة أشهر أو سنوات، قبل اتخاذ القرار بالانتقال إلى المرحلة الخامسة.

وهي نوعان: الأرشيف والدوام، وفي الحالتين تمثّل مرحلة الدراسة الأمنية، إذ يُعرض خلالها ملف المرشّح للتجنيس على جميع المؤسسات الأمنية والقضائية والأقسام التابعة لها.

وبمجرد انتقال الملف إلى المرحلة الخامسة، غالبًا، ما ينال المرشح الجنسية خلال مدة لا تتجاوز بضعة أسابيع أو أشهر قليلة.

المرحلة الخامسة: في هذه المرحلة يتم تضمين الوثيقة في قائمة التجنيس للمصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء.

المرحلة السادسة: مرحلة اتخاذ القرار بالملف.

المرحلة السابعة: المرحلة الأخيرة من مراحل التجنيس، وفيها يجري التبليغ بالنتيجة عبر الجهة التي جرى تقديم الملف فيها.

ملفات عالقة

رغم ترشيح كثير من السوريين للجنسية الاستثنائية، لكن ملفاتهم مازالت عالقة عند المرحلة الرابعة منذ عدة سنوات.

وفي نيسان الماضي، ظهرت مرحلة جديدة من مراحل الجنسية التركية الاستثنائية تجمع مرحلتي “الأرشيف” و”الدوام” معًا.

ورصد موقع “عنب بلدي” نقل معظم أو جميع المتقدمين للحصول على الجنسية التركية الاستثنائية، وظهور مرحلة جديدة لم تكن سابقًا كُتب فيها، “تم إرسال الأرشيف المتعلق بطلب الجنسية الخاص بك إلى المؤسسة ذات الصلة للبحث، ولا تزال عملية البحث والتقييم مستمرة”.

ويلاحظ غياب كلمة “الاستثنائية” من الرسالة، حيث كانت رسالة مرحلة “الأرشيف” يكتب فيها “تستمر عملية البحث والتقييم فيما يتعلق بطلبك للحصول على الجنسية التركية بشكل استثنائي”، أما مرحلة “الدوام”، فيكتب فيها، “بشكل استثنائي، تم إرسال طلبك للحصول على الجنسية التركية إلى المؤسسة ذات الصلة للبحث في الأرشيف”.

وحصل 238 ألفًا و55 أجنبيًا من الجنسية السورية الخاضعين للحماية المؤقتة على الجنسية التركية بشكل استثنائي، بينهم 134 ألفًا و422 بالغًا، و100 ألف و633 طفلًا”، وفق آخر إحصائية لـ “وزارة الداخلية التركية” نهاية العام الماضي.