أصدرت حكومة “الإنقاذ” العاملة في مدينة إدلب شمال غربي سوريا قرارًا بإحداث جامعة عامة باسم جامعة “حلب الشهباء”.
ونص القرار الصادر في 22 من تموز الحالي، ونُشر في 24 منه، على أن تتمتع الجامعة بالشخصية الاعتبارية، مع حق التقاضي والتمثيل أمام المحاكم، ولها موازنة مستقلة.
ويسمى رئيس الجامعة بقرار من رئيس حكومة “الإنقاذ”، وتفتتح بقرار من مجلس التعليم العالي.
عضو مجلس التعليم العالي، الدكتور عبد الحميد الخالد، قال في تصريح لعنب بلدي، إن الجامعة الجديدة مقرها مدينة الدانا شمالي إدلب، وجاء إحداثها لعدة أسباب، منها الإقبال المتزايد وبشكل مطّرد على جامعة “إدلب” وفرعها في الدانا.
وذكر أن إحداثها كان ضمن تطوير ملف التعليم العالي المتمثل بافتتاح اختصاصات جديدة تناسب وتواكب المنطقة، وتلبي حاجات سوق العمل، مع مراعاة التوزيع الجغرافي للمؤسسات التعليمية في المنطقة.
ولفت إلى أن قسمًا كبيرًا من السكان وخاصة النازحين يقطنون شمالي إدلب، ووجود الجامعة في الدانا يخفض التكاليف عليهم.
ولم توضح “الإنقاذ” الفرق بين قرار الإحداث الحالي وبين وجود جامعة “حلب الشهباء” أصلًا في مناطق إدلب، حيث تأسست جامعة “حلب الشهباء” عام 2018، وتضم عددًا من الكليات هي الطب البشري والهندسة المعلوماتية والعلوم والشريعة والحقوق والتربية والآداب والاقتصاد ومعهد تقانة الأعمال، وتتوزع مقارها في سرمدا والدانا والأتارب.
وفي أيار الماضي، شهدت مدينة إدلب حالة انقسام واختلاف في وجهات النظر ضمن قطاع التعليم على مستوى الجامعات، على خلفية تعيين خريجي الجامعات من مناطق سيطرة النظام السوري ضمن المؤسسات العامة والخاصة في إدلب.
ونظم الطلبة احتجاجات عدة مرات، لكنها تفاقمت قبل أشهر مع كثرة الوافدين والخريجين من مناطق سيطرة النظام، ومنحهم تراخيص مزاولة مهنة، وتعيينهم في مناصب ضمن مؤسسات “الإنقاذ”، وسط قلة فرص العمل في الشمال السوري.
ولا تطبق “الإنقاذ” القرار الذي أصدرته عام 2022، والذي نص على منع توظيف خريجي الجامعات والمعاهد السورية خارج مناطق سيطرتها بعد عام 2016، بحسب طلاب قابلتهم عنب بلدي، معتبرين أنها “وعود خلبية كاذبة”.
ويعاني عدد من الشباب، ولا سيما خريجي الجامعات الجدد، في محافظة إدلب، انتشار البطالة، وغياب فرص العمل المناسبة، أو حتى العمل التطوعي غير المأجور الذي يساعدهم على كسب الخبرة لتزيد فرصة حصولهم على عمل مستقبلًا.
ونتيجة لهذا الواقع، اضطر عدد من الشباب إلى التخلي عن طموحهم في الحصول على العمل المناسب لتخصصهم الدراسي، متجهين نحو ما يتوفر من الأعمال، بغض النظر عن مدى تناسبها مع تخصصهم.