غادر ثلاثة آلاف سوري يعملون بالمنطقة الصناعية في مدينة قيصري، عقب أحداث اعتداءات وقعت نهاية حزيران الماضي ضد ممتلكات لاجئين سوريين، إثر انتشار إشاعة عن اعتداء لاجئ سوري على طفلة تركي.
وذكرت صحيفة “Yeni şafak” التركية اليوم، الاثنين 22 من تموز، أن الإنتاج توقف في 15 مصنعًا تركيًا بالمنطقة الصناعية المنظمة بقيصري، إثر مغادرة اللاجئين السوريين العاملين فيها.
وبحسب البحث الميداني الذي أجرته الصحيفة، فإن 10% من أصل 30 ألف عامل سوري يعملون بهذه المنطقة الصناعية تركوا المدينة و”عادوا إلى سوريا”، ما أثار قلقًا كبيرًا لدى أصحاب المعامل من مغادرة باقي السوريين بسبب الاستفزازت، والذين بدورهم يشكلون العمود الفقري للمنطقة.
وقال رجال أعمال للصحيفة، إن السوريين يشكلون “فجوة مهمة وإن لم يعودوا فمن المحتمل توظيف عمال هنود وإيرانيين وغيرهم من العمال المهاجرين” في ظل خشية أصحاب العمل الكشف عن أسمائهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن انزعاج رجال الأعمال والسوريين على حد سواء، يوضح أن العمال السوريين يلعبون دورًا مهمًا جدًا في الوظائف التي لا يرغب العمال الأتراك بالعمل فيها.
والتزم السوريون منازلهم بالأسبوع الأول عقب الاعتداءات، بينما بالأسبوع الثاني تعطلت معظم الشركات العامة بالمنطقة الصناعية، في حين ساعد أصحاب بعض الشركات السوريين القلقين بالذهاب إلى العمل عبر نقلهم بسياراتهم الخاصة لمتابعة العمل، وفق “يني شفق”.
“أحداث قيصري”
في 30 من حزيران الماضي، شهدت مدينة قيصري التركية احتجاجات وحالة من التوتر والغضب، تخللتها اعتداءات على مصالح سوريين، إثر انتشار شائعة خاطئة عن اعتداء لاجئ سوري على طفلة تركية تبلغ من العمر خمسة أعوام، قبل أن تؤكد ولاية قيصري في بيان لها عبر “إكس“، أن الطفلة سورية الجنسية وهي قريبة الشاب الذي يعاني من مشكلات عقلية.
وتصاعدت بعدها أعمال العنف والاعتداءات على ممتلكات لاجئين سوريين في عدة مدن تركية، شملت كلًا من مدن هاتاي وغازي عينتاب وكلّس وقيصري وبورصة.
ولا تعتبر حوادث الاعتداء على ممتلكات اللاجئين السوريين في تركيا الأولى من نوعها، إذ تتكرر بين الفترة والأخرى إثر وقوع حادثة ما أو انتشار معلومة قد تكون خاطئة.
ويقيم في تركيا ثلاثة ملايين و107 آلاف و380 لاجئًا سوريًا تحت نظام “الحماية المؤقتة”، بحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية في 18 من تموز الحالي.