انقطاع الكهرباء عن محطات الضخ يخلق أزمة مياه في دير الزور

صهريج يتزود بالمياه قبل التوجه لبيعها في قرى وبلدات شرقي دير الزور- 21 من تموز 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

camera iconصهريج يتزود بالمياه قبل التوجه لبيعها في قرى وبلدات شرقي دير الزور- 21 من تموز 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

سمح مكتب الطاقة التابع للمجلس المدني في ريف دير الزور التابع لـ”الادارة الذاتية” اليوم، الاثنين 22 من تموز، باستجرار الكهرباء لمحطات المياه في مدينة البصيرة والشحيل وذيبان بعد انقطاع استمر لأسبوع كامل خلق أزمة مياه في المنطقة.

وتوقفت محطات مياه البصيرة والشحيل وذيبان عن العمل منذ 17 من تموز الحالي، بعد قطع الكهرباء عنها من قبل مكتب الطاقة في “الإدارة الذاتية” بسبب الضغط على الخط الخدمي المغذي للمقار العسكرية ومحطة الري في بلدة الصبحة والتي تغذي ريف دير الزور الشمالي وصولًا الى الحسكة.

وتغذي محطة مياه البصيرة مدينة البصيرة وقرى أبريهة، والتوامية، والعزيب، والكسار الفوقاني، والطكيحي بريف دير الزور الشمالي الشرقي، كما تغذي محطتي الشحيل وذيبان بشكل كامل، إذ تسبب شح الكهرباء بأزمات في المياه بالقرى المذكورة.

ورغم أن “الإدارة الذاتية” سمحت صباح اليوم بتزويد الكهرباء مجددًا لمحطات المياه، فإن الخطوة لم تترك أثرًا على أرض الواقع حتى لحظة تحرير هذا التقرير.

ولم يقتصر الانقطاع على مياه الشرب وحسب، بل أدى ذلك إلى صعوبة تأمين قالب الثلج الذي يعتبر ضروريًا بالنسبة لسكان المنطقة، خصوصًا أنهم لا يملكون ثلاجات في منازلهم نظرًا إلى شح الكهرباء.

أزمة صهاريج وثلج

مع مرور اليوم الأول على انقطاع الكهرباء، وتوقف محطات المياه عن الضخ، ارتفعت أسعار مياه الصهاريج وقوالب الثلج إلى الضعف في ريف دير الزور الشرقي، مع زيادة الطلب عليهما، وسط ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفّر الكهرباء ومصادر بديلة لمياه الشرب.

وقال حمدان الغضيب وهو من سكان قرية حريزة شمالي دير الزور، إن سعر الصهريج الواحد من المياه وصل إلى 30000 ليرة بسعة خمسة براميل، علمًا أن سعره كان قبل أسبوع 10000 ليرة.

ويبلغ سعر صرف الليرة السورية مقابل كل دولار أمريكي نحو 15000 ليرة.

ارتفاع الأسعار نفسه طرأ على قوالب الثلج في أرياف دير الزور، إذ وصل سعر القالب الواحد إلى أكثر من 18000 ليرة سورية، علمًا أنه كان يباع بسعر 10000 ليرة من المعمل و12000 من السيارات الجوالة في الطرقات.

وأشار حمدان إلى أن مشكلة انقطاع المياه في محطة البصيرة أضافت حملًا جديدًا على السكان مع استمرار انهيار اليرة السورية وضعف دخل الفرد في المنطقة.

من جانبه، قال عمر الكسر، وهو من سكان البصيرة، لعنب بلدي، إن توفير المياه بات أمرًا صعبًا خاصة مع قلة عدد الصهاريج وكثافة السكان، إذ يحتاج الشخص للانتظار لمدة يومين عند طلب تعبئة خزان بينما تصل كلفة صهريج بسعة خمسة براميل، إلى 40000 في حال كان طُلب من صاحب الصهريج “تعبئة فورية”.

وتحوّل بيع المياه الشرب في الصهاريج بريف دير الزور إلى تجارة رائجة أنعشتها الأزمة التي تتكرر بين الحين والآخر وتشهدها مختلف مناطق ريف دير الزور بعد انقطاع التيار الكهربائي، إذ أقبل العديد من الأشخاص على امتهان بيع الماء وتوزيعه عبر القرى والبلدات.

ومع عودة هذه التجارة تتجدد المخاطر الصحية المتعلقة بها، إذ سبق وتتسبب المياه الملوّثة بأضرار صحية.

علي الأحمد سائق صهريج لبيع الماء، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار المياه جاءت بسبب زيادة الطلب، كما ساهم ارتفاع أسعار المحروقات، وتكاليف الصيانة، وطول المسافات التي يقطعها السائق للوصول الى مدينة البصيرة، بارتفاع الأسعار.

وأضاف أنه يضطر إلى تعبئة الصهريج الذي يملكه، من مناهل بلدة الصبحة التي تبعد حوالي 12 كيلومترًا عن مدينة البصيرة شرقي دير الزور.

أزمة متكررة

تعاني مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” من أزمات متكررة تؤدي لانقطاع المياه، ما يدفع أهالي المدينة لشرائها من الصهاريج الخاصة واستخدام مياه نهر الفرات غير النظيفة، مع غياب للبدائل المقبولة.

انقطاع المياه عن مدينة البصيرة ظهر في آذار الماضي، بعد قطع الكهرباء عن المنطقة من قبل مكتب الطاقة التابع لـ”الإدارة الذاتية” على خلفية المخالفات في المنطقة، إذ يغذي خط الكهرباء نفسه محطات ضخ وتصفية المياه ما تسبب بتوقفها.

مصدر مسؤول في محطة كهرباء البصيرة تحفظ على اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن انقطاع الكهرباء شمل محطات المياه والمستشفيات، وحتى النقاط العسكرية، ريثما يتم الانتهاء من جميع التجاوزات على الخطوط الرئيسة.

وأضاف أن كمية الكهرباء التي تحصل عليها المحطة هي 15 ميغاواطًا، ومصدرها مناطق سيطرة النظام السوري، مشيرًا إلى أن التفات “الإدارة الذاتية” لمنع المخالفات مؤخرًا جاء لكون كمية الكهرباء الممنوحة للمنطقة لم تعد تكفي مدينتي الشحيل والبصيرة.

وأرجع القطع إلى أن الطاقة الكهربائية المستهلكة بشكل مخالف تستهلك جزءًا كبيرًا من حصة المنطقة من الكهرباء، ما تسبب بزيادة الضغط.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة