مسار تقارب أنقرة- دمشق يربك حسابات السكان في رأس العين

  • 2024/07/22
  • 9:48 ص
يسيطر على مدينة رأس العين "الجيش الوطني السوري" منذ عام 2019 - 17 من تموز 2024 (عنب بلدي)

يسيطر على مدينة رأس العين "الجيش الوطني السوري" منذ عام 2019 - 17 من تموز 2024 (عنب بلدي)

أربك تسارع الحديث عن تقارب تركيا مع النظام السوري حسابات السكان في الشمال السوري ومنها مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، التي شهدت ترددًا من قبل السكان في تنفيذ بعض المشاريع.

ويخشى الكثير من سكان رأس العين عودة النظام السوري إلى المدينة، أو فرض سيطرته الأمنية والعسكرية، كما يرفضون مجرد التفكير بـ”تسويات” معه، ما دفعهم إلى احتجاجات ومظاهرات خلال الأسابيع الماضية.

تراجع فيصل المراد، وهو من سكان رأس العين، عن إنشاء معمل لإنتاج المنظفات، بعد أن جهز مخطط المعمل وكان بصدد شراء الآلات اللازمة.

وذكر لعنب بلدي أن حديث التقارب التركي مع النظام السوري أجبره حاليًا على التراجع عن إكمال مشروعه التجاري، مضيفًا أن وضع مبالغ في مناطق غير مستقرة سياسيًا يعتبر مثل “المقامرة”.

ويرى فيصل أن التقارب بين تركيا والنظام سيؤدي إلى تراجع الكثير من السكان وحتى المستثمرين عن إكمال مشاريعهم أو حتى بدئها.

أما عبد الله الرويشد من قرية تل محمد شرقي رأس العين، فكان يعتزم تشغيل مشروع طاقة شمسية لزراعة مساحات واسعة من البطيخ وتشغيل أكثر من 40 عاملًا فيها، لكن تسارع تصريحات التقارب دفعه إلى التراجع عن مشروعه.

وأضاف لعنب بلدي أن ما جعله يتراجع هو عدم صدور رد مقنع أو سريع من “الحكومة السورية المؤقتة”، وهي المظلة السياسية لـ”الجيش الوطني”.

وأشار إلى أنه ليس الأول الذي أوقف مشروعه، إذ إن العديد من الأشخاص في وضع مماثل اضطروا إلى تأجيل أو إيقاف مشاريعهم حتى يستقر الوضع السياسي.

من جانبه، خاطر السمعان، قال إنه كان يعمل على إنشاء محطة محروقات في بلدة تل حلف، مشيرًا إلى أن المحطة ستتضمن تكرير المحروقات القادمة من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وأضاف لعنب بلدي أن غموض المشهد سياسيًا، واحتمالية وجود تفاهمات بين النظام والأتراك، دفعه إلى التراجع عن مشروعه خوفًا من تسليم المنطقة للنظام.

وأشار إلى أنه سيقوم بجمع ديونه المترتبة على الأشخاص الذين استدانوا منه، وتقليل كميات شراء البضاعة الجديدة لمحل الألبسة الذي يملكه في مدينة رأس العين.

مخاوف مشروعة

منذ مطلع تموز الحالي، كثفت أنقرة من تصريحاتها حول هذا المسار، وعن نية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بلقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وقوبلت بتجديد النظام السوري التأكيد على الانسحاب التركي من الأراضي السورية كشرط لعودة العلاقات.

رئيس “الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة”، محمود الهنداوي، قال لعنب بلدي، إن مخاوف سكان رأس العين مشروعة، وإن توقف بعضهم عن استكمال مشاريعهم يعود إلى جهود بعض الدول في تعويم النظام مجددًا.

وتعرفالهيئة السياسية لمحافظة الحسكة” عن نفسها بأنها “هيئة منتخبة انتخابًا حرًا وديمقراطيًا من قبل ثوار محافظة الحسكة”.

وأوضح أن إعادة سيطرة النظام السوري أو تعويمه ستؤثر على كل جوانب الحياة، وستؤدي إلى توقف الأعمال بشكل كامل، وهجرة الشباب وتوقف المشاريع الاستثمارية، التي كانت غير موجودة خلال سيطرته على محافظة الحسكة وحتى رأس العين. 

وأضاف أن توقف الحركة الاقتصادية في المنطقة يعود إلى مخاوف السكان من التصريحات السياسية الأخيرة، التي تشير إلى إمكانية عودة النظام الأمني القمعي إلى الحكم، وما قد يترتب على ذلك من فرض الإتاوات على الشعب وإفراغ جيوب المستثمرين.

وذكر أن الحل الوحيد للقضية السورية يكمن في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”، الذي يدعو إلى وقف العنف وإعادة الإعمار وإقامة حكومة انتقالية تضمن العدالة والمصالحة الوطنية.

وتقع رأس العين بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بها وبتل أبيض جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.

اقرأ أيضًا: مسار أنقرة- دمشق يقلق الشمال السوري

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا