تركيا.. احتجاز عائلات سورية بمراكز الترحيل إثر “أحداث قيصري”
تحتجز السلطات التركية نحو 200 عائلة سورية من اللاجئين الخاضعين لنظام “الحماية المؤقتة” بتركيا في مراكز الترحيل بمدينة قيصري منذ نحو أسبوع.
وقال رئيس منظمة “mazlumder” التركية، أحمد تاش، لعنب بلدي، إن عدد العائلات المحتجزة يتراوح بين 150 و200 وربما يكون أكثر من ذلك، بعد الاعتداءات التي تعرضت لها ممتلكات سوريين في مدينة قيصري التركية، إثر انتشار إشاعات بتعرض طفلة تركية للاعتداء من قبل لاجئ سوري.
وأضاف تاش أن المحتجزين بينهم أطفال ونساء، واعتقلتهم السلطات التركية من منازلهم في مدينة قيصري بحجة وجود شكاوى بحقهم.
ومن ضمن العائلات المحتجزة يوجد أشخاص من بين المتضررين إثر الاعتداء على ممتلكات السوريين بمدينة قيصري نهاية حزيران الماضي، كما يوجد بينهم من قدم شكوى ضد اعتداءات تعرض لها، وفق رئيس المنظمة.
وأضاف تاش أن محامي المنظمة راجعوا إدارة المركز بغرض متابعة القضية والاعتراض على وضع اللاجئين بمركز الترحيل بهدف إعادتهم إلى سوريا.
وأِشار تاش إلى أن المحامين لم يستطيعوا التدخل قانونيًا لمعالجة وضع المحتجزين، إذ أبلغتهم إدارة مركز الترحيل أنها لم تتخذ بعد أي إجراء بحقهم، وطلبت منهم العودة لاحقًا للاستفسار عند انتهائها من إعداد ملف بخصوص المحتجزين.
وفي تصريح سابق لأحمد تاش لصحيفة “karar haber“، في 18 من تموز عن القضية نفسها، قال إنه يجب أن تظل الدولة ضمن القانون بجميع ممارساتها، ولا ينبغي ترحيل العائلات دون محاكمة أو إرسالهم إلى بلد لا يريدونه، مضيفًا أن “المعاملة الجيدة من واجبنا كدولة”.
وقال، “في حال يوجد مذنب صدر بحقه قرار محكمة لنرسله، لكن ترحيلهم عبر تعذيبهم وتجاهل القوانين التركية لا يليق بنا”.
تُعرّف منظمة “mazlumder” نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها “جمعية حقوق إنسان وتضامن مع المظلومين تأسست من قبل 54 شخصًا في 28 كانون الثاني 1991 وتعمل بشكل مستقل عن الدولة والأحزاب والجماعة السياسية”. |
وفي 30 من حزيران الماضي، شهدت مدينة قيصري التركية احتجاجات وحالة من التوتر والغضب، تخللتها اعتداءات على مصالح سوريين، إثر انتشار شائعة خاطئة عن اعتداء لاجئ سوري على طفلة تركية تبلغ من العمر خمسة أعوام، قبل أن تؤكد ولاية قيصري في بيان لها عبر “إكس“، أن الطفلة سورية الجنسية وهي قريبة الشاب الذي يعاني من مشكلات عقلية.
وتصاعدت بعدها أعمال العنف والاعتداءات على ممتلكات لاجئين سوريين في عدة مدن تركية، شملت كلًا من مدن هاتاي وغازي عينتاب وكلس وقيصري وبورصة.
ولا تعتبر حوادث الاعتداء على ممتلكات اللاجئين السوريين في تركيا الأولى من نوعها، إذ تتكرر بين الفترة والأخرى إثر وقوع حادثة ما أو انتشار معلومة قد تكون خاطئة.
“الهجرة” تنفي الترحيل
في 8 من تموز الحالي، نفت رئاسة الهجرة التركية ما تداولته صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي عن ترحيل لاجئين سوريين تقدموا بشكوى للشرطة التركية، إثر الاعتداءات التي طالت منازلهم بعد أحداث مدينة قيصري.
وقالت رئاسة الهجرة، عبر بيان نشرته على صفحتها الرسمية في موقع “إكس“، إن عائلة تركية في حي سيلشوكلو بقيصري اشتكت على طفل سوري يبلغ من العمر 15 عامًا وذلك بعد أن وقع خلاف لفظي بينهما.
وكانت صحيفة “KARAR HABER” نقلت، في 7 من تموز الحالي، عن أحد أقرباء العائلة، أن السلطات التركية اعتقلت العائلة المكونة من ستة أشخاص، بينهم طفلان يبلغان من العمر خمسة وثلاثة أعوام، وأرسلتهم إلى مراكز الترحيل بهدف إعادتهم إلى سوريا بعد أن اشتكوا على المواطنين الأتراك الذين هددوهم واعتدوا على منزلهم، في 1 من تموز.
وأشارت إلى أنه بعد الحادثة، قدم أحد الذين شاركوا في الاعتداء شكوى إلى الشرطة لتأتي وتلقي القبض على الأب، في 5 من تموز، وتخلي سبيله باليوم التالي، وبعد ساعة تم اعتقال العائلة تحت حجة حمايتها من الهجمات، لكن اتضح لاحقًا أنها وضعت في مركز للترحيل، وفق الصحيفة.
وبعد يومين نقلت قناة “الجزيرة” عبر تسجيل مصور على صفتحها في “فيس بوك” قصة رجل سوري رُحل مع ثلاث عائلات سورية بسبب مشكلة حدثت بين ابنه وجيرانهم الأتراك، وذلك بعد تطمين دائرة الهجرة التركية للعائلة بالرغبة بنقلها إلى مكان “آمن ومحمي” ليتم احتجازها وترحيلها إلى مدينة عفرين في سوريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :