أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تشكل الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، تنفيذ عملية “نوعية” ضد قوات “الجيش الوطني السوري”.
ووفق ما نشره المركز الإعلامي التابع لـ”قسد”، اليوم، السبت 20 من تموز، فإن العملية جرت الأربعاء الماضي، في قرية خربة الشعير في ناحية زركان، في الحسكة، وأسفرت عن مقتل ثلاثة عناصر وإصابة اثنين آخرين من “الجيش الوطني”.
كما نشر المركز تسجيلًا مصورًا قال إنه للعملية، ويظهر به خمسة أشخاص يتعرضون بشكل مباشر لاستهداف بواسطة قذيفة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” إن الفيلق الثالث “الجبهة الشامية” من “الجيش الوطني” صدت بعد منتصف الليلة الماضية عملية تسلل نفذتها مجموعة من “وحدات حماية الشعب الكردية” (YPG) على محور حربل جنوبي مدينة مارع، شمالي حلب.
كما دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف “العدو” وتدمير آلية عسكرية لهم بعد استهداف المؤازرة التابعة لهم بقذائف هاون، وفق بيان للوزارة.
الباحث في مركز “جسور للدراسات” محمود حوراني، قال لعنب بلدي، في وقت سابق، إن هذه العمليات تقع في نطاق “حرب العصابات” التي تتضمن الإغارة والكمائن والقنص.
وتلجأ إلى هذه العمليات عديد من الأطراف المحلية في سوريا ضد بعضها لعدة أسباب، منها سياسية تتمثل في التفاهمات بين القوى المتدخلة الإقليمية والدولية، المسؤولة عن تثبيت جبهات القتال في عموم الجغرافيا السورية، والقوى المحلية المدعومة من قبل الأولى.
الباحث أضاف أن تفاهمات القوى الإقليمية تهدف لتثبيت مناطق السيطرة والنفوذ للقوى المحلية، وبالتالي فإن العمليات التي تنفذها “قسد” في المنطقة، أو التي تنفذها “تحرير الشام” غربي سوريا، “لا تخرج عن كونها محاولات للتأثير بالخصم، أو نوعًا من أنواع الاستنزاف”.
ويتمثل هذا النوع من العمليات الخاطفة بعدة أهداف بالنسبة للجهة المهاجمة، أولها غياب رغبة الجهة المسؤولة عن الهجوم بالسيطرة على مناطق جديدة، وتكبد عناء الدفاع عنها، إذ يعمد لتنفيذ عملية مفاجئة تكبد الخصم خسائر.
ويمكن أيضًا اعتبار أن غياب رغبة الجهة نفسها الاستحواذ على منطقة جديدة وتهيئتها لتكون منطلقًا لعمليات جديدة سبب في اعتماد هذا النوع من التكتيك العسكري، كونها لن تكلّفه خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.