“nine”.. الاستعراض لا يغني عن الحكاية

"nine".. الاستعراض لا يغني عن الحكاية
tag icon ع ع ع

يعيش المخرج الإيطالي جويدو كونتيني حالة تخبط كبيرة تجعله عاجزًا عن إتمام فيلمه الجديد، مع غرقه بالبحث عن مجموعة من الإجابات لأسئلة شخصية حول الحياة والحب والأديان، عن هذه الفكرة يدور فيلم “nine” المنتج عام 2009 ومن إخراج روب مارشال.

خلال الدقائق العشر الأولى شرح مارشال معضلة بطله وظروفه الحالية، إذ يدخل جويدو قاعة المؤتمر الصحفي ضمن أحداث فيلم، يرحب به الصحفيون، يجيب بسخرية ولطف عن الأسئلة، يبدو مخرجًا في قمة مجده السينمائي، سرعان ما سنكتشف أن ما يظهره من سعادة يخفي وراءه الكثير من التخبط وعدم الراحة، يستعيد ذاكرته البعيدة، وعلاقته مع السينما والنساء وعاهرة الحي عندما كان طفلًا، وسط علاقة شائكة مع زوجته، وعشيقته وحبيبته القديمة.

ولكل فيلم قصة تطرح مجموعة من الأسئلة وتبحث عن إجابات، وكلما نجح المخرج بضبط سرده للحكاية وتشويق مشاهديه خلال عملية البحث، فإنه يصل إلى غايته وهي نجاح الفيلم، هذه إحدى القواعد البسيطة في السينما.

لكن الفيلم نفسه الذي يدفع مشاهديه للبحث عن إجابات جويدو، لا يقدم تلك الإثارة الدرامية الدافعة للبقاء ومتابعة المشاهدة، في هذه النقطة يبرز دور الاستعراضات الموسيقية الضخمة، التي أدت دورها بصريًا وموسيقيًا وقدمت ما عجز عنه السيناريو نفسه، المتعة، والتي أشرف على تصويرها ديون بيب، الحاصل على جائزة “أوسكار” في 2006 عن فيلم “ذكريات جيشا”، وهو كذلك مدير تصوير “شيكاجو”.

وعبر ساعتين، يقدم المخرج روب مارشال تحفة بصرية مدهشة لفيلم موسيقي يروي حكاية جويدو، المخرج الإيطالي الذي يطارد الإجابات، لدى صديقته المقربة، وبابا الفاتيكان، وغيرهما، وكأن شغف السينما الذي جعله أحد أهم مخرجي عصره تحول إلى مكان آخر، وحل مكانه التخبط والضياع، وربما الملل وفقدان الدافع.

فيلم “nine” اقتبس عن مسرحية موسيقية قدمت على مسارح برودواي في نيويورك عام 1982، للكاتب المسرحي آرثر كوبيت، الذي اقتبس بدوره القصة عن فيلم “” المقدم عام 1963 للمخرج الإيطالي فيديريكو فيلليني.

ولعل هذه النقطة تحديدًا لم تكن في مصلحة الفيلم، على الصعيد النقدي على الأقل، وسرعان ما بدأت المقارنات بين الفيلمين من حيث الإخراج والقصة نفسها، بما في ذلك أحد أبرز نقاد السينما، روجر إبرت، الذي هاجم الفيلم بقسوة عبر المقارنة بينهما، وما احتواه فيلم “nine” على جوانب من حياة فيلليني نفسه، بما في ذلك غموضه بشأن السيناريوهات والمواعيد النهائية، وعدم اكتراثه بالميزانيات، ومغامراته النسائية، والشعور بالذنب تجاه الجنس الذي غرسته فيه تربيته الكاثوليكية، والشعور بالذنب تجاه خيانته لزوجته وإفلاس منتجيه.

قبل صدور فيلم “nine” في عام 2009 بخمس سنوات، قدم مارشال نفسه فيلمًا أقوى على الصعيد الدرامي، وهو فيلم “شيكاجو”، بطولة ريتشارد جير وكاثرين زيتا جونز ورينيه زيلويجر، في كلا الفيلمين تحضر الصورة الممتعة عبر الاستعراضات، ولكن في “شيكاجو” لم تكن الدراما بتلك القوة الجاذبة، واستحوذت الاستعراضات على القصة.

هذا الأمر لا يعني أن الفيلم ليس ممتعًا، على الأقل لمحبي سينما الاستعراضات والموسيقا والدراما الرومانسية.

الفيلم من بطولة دانيل داي لويس وماريون كوتيارد وبينلوبي كروز ونيكول كيدمان وكيت هدسون مع حضور لصوفيا لورين.

بلغت تكلفة الفيلم 80 مليون دولار، وحقق إيرادات في كندا وأمريكا 19 مليونًا و676 ألفًا و965 دولارًا، وحول العالم 54 مليون دولار، بعد إطلاق عرضه الأول في 25 من كانون الأول 2009.

رغم إيراداته الضعيفة في السينما مقارنة بميزانيته العامة، فإن الفيلم رُشّح لـ68 جائزة، وحصد منها ثماني جوائز، منا أربع ضمن “أوسكار”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة