تسريبات تتسبب بإغلاق صالات أفراح في درعا

صالة "الريان" للأفراح في درعا - (صالة الريان/ فيس بوك)

camera iconصالة "الريان" للأفراح في درعا - (صالة الريان/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

على إثر تسريب صور وتسجيلات مصورة من داخل صالة أفراح خاصة بالنساء خلال أحد الأفراح في ريف درعا الغربي، توقفت معظم صالات الأفراح عن العمل بعد استهدافها من قبل مجهولين في أرياف المحافظة الشمالية والغربية منذ مطلع حزيران الماضي.

حالة التوقف لم تكن مؤقتة، إذ خرج بعضها عن الخدمة، وأُغلق جزء آخر منها بعد تلقي مالكيها تهديدات باستهدافها.

ووثقت عنب بلدي استهداف حوالي عشر صالات أفراح في مدن جاسم وداعل وطفس وتل شهاب، شمالي وغربي محافظة درعا.

أيضًا هدد مجهولون عبر حسابات وهمية أو أرقام هواتف أجنبية عبر تطبيق “واتساب” مالكي الصالات مطالبين بإغلاقها.

وقالت رنيم، وهي إدارية في صالة أفراح بمدينة داعل، إن إدارة الصالة تلقت تهديدات من جهات غير معروفة طالبتهم بإغلاق الصالة، سبقها بأيام استهداف الصالة ليلًا برشقات من الرصاص المباشر.

وأضافت لعنب بلدي أن الإدارة اتخذت قرارًا بالإغلاق الصالة مؤقتًا، حرصًا على سلامة مالكيها والمتعاقدين معها.

وخلال تموز الحالي، فجر مجهولون قنبلة يدوية في صالة للأفراح ببلدة تل شهاب، كما استهدفوا صالة في مدينة طفس بقذيفة “RPG”، ما تسبب بخروجها عن الخدمة، وأدى الاستهداف المتكرر بالرصاص المباشر إلى إغلاق ثلاث صالات في مدينة جاسم شمالي المحافظة، وثلاث صالات في مدينة داعل وسط المحافظة.

وقال محمود (30 عامًا)، وهو من سكان مدينة طفس غربي درعا، إنه لم يجد حجزًا في المدينة لصالة أفراح بهدف إقامة حفل زفاف لشقيقه.

وأضاف أن الفرح الخاص بالنساء سيكون في منزل العروس التي كانت تفضّل أن يقام في الصالة، لكن صالات الأفراح منها ما أغلق أو خرج عن الخدمة، وهناك جزء يعتذر عن عدم قبول الحجوزات خلال الفترة الراهنة.

إيمان (30 عامًا)، تعمل مصوّرة في ريف درعا الغربي، قالت لعنب بلدي، إنه خلال الشهر الحالي تراجعت الحجوزات لدى بعض الصالات في ريف المحافظة بعد استهدافها وتهديد مالكيها.

وأضافت أنها باتت تغطي تصوير بعض الأفراح في منزل العروس، وبعض الأهالي اتجهوا لحجز صالات في مدينة درعا كونها ما زالت ضمن الخدمة.

وتتلقى إيمان 150 ألف ليرة سورية عن كل حفلة تصوير (نحو عشرة دولارات)، وقالت إنها تفضل التصوير في الصالة على المنزل.

وتختلف أجور الصالات بحسب موقعها والخدمات التي تقدمها، وتقدر تكلفة الحجز في بعضها بما بين 200 إلى 600 دولار أمريكي (بين ثلاثة ملايين وتسعة ملايين ليرة سورية).

ويفضل أصحاب الصالات تقاضي الأجور بالدولار الأمريكي، نظرًا إلى عدم استقرار سعر صرف الليرة السورية منذ سنوات.

ويبلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار 14800 ليرة مقابل كل دولار واحد، وفق موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات الأجنبية.

أسباب للإغلاق

أرجع عدد من السكان ممن قابلتهم عنب بلدي أسباب استهداف الصالات إلى تسريب صور وتسجيلات مصورة من إحدى الصالات في ريف درعا الغربي.

وقالت صباح، سيدة من مدينة طفس، إن صورًا سُربت من إحدى الحفلات الخاصة بالنساء، أثارت غضبًا لدى أقاربهن، وبعد ذلك أصبح استهداف الصالات حالة متكررة.

وأضافت السيدة أن التصوير يجب أن يُحصر بمصورة متخصصة، ويمنع إدخال أجهزة التصوير داخل الصالة، ويجب تسليمها لقسم الأمانات في الصالة قبل دخول المدعوين.

من جانبها، نفت رنيم العاملة في صالة للأفراح غربي درعا، تسريب أي صور مصدرها الصالات، وقالت إنها مجرد إشاعة هدفها إيجاد ذرائع لاستهداف الصالات، وتوقعت أن تكون جهات متشددة تقف خلف الاستهدافات والتهديدات.

أهمية الصالة للنساء

قالت المصورة إيمان، إن التصوير في الصالة أكثر وضوحًا لأن المكان معد لهذه المناسبات، إذ تكون الإنارة جيدة والمكان واسع ومعد خصيصًا لإجراء الحفلات.

من جانبها، فضّلت صباح إجراء الفرح في الصالة لرحابة المكان وتوكيل مهمة إدارة الحفل وتقديم الضيافة لإداريي الصالة وهن نساء متخصصات بذلك.

وبعد إغلاق الصالات وخطورة ارتيادها وصعوبة إجراء الحفل في المنزل، لجأت بعض العائلات لاستئجار خيمة مغلقة مخصصة للفرح توضع في محيط المنزل تصل أجرتها إلى نحو 100 دولار (نحو مليون ونصف مليون ليرة سورية).

وتشهد أرياف محافظة درعا حالة من التوتر الأمني المستمر منذ سنوات متمثلة بعمليات اغتيال وسرقة، وسطو مسلح، إلى جانب انتشار عصابات الخطف وسط غياب سلطة النظام السوري على المنطقة الخاضعة لسيطرته.

وتنشط في ريف درعا مجموعات محلية هي من بقايا فصائل المعارضة سابقًا.

وتكثر في المحافظة الخلافات الفصائلية والعشائرية، وتحدث مواجهات عسكرية تستمر لأسابيع في بعض الأحيان.

وتشهد مدينة جاسم مواجهات بين فصليين محليين منذ مطلع تموز الحالي أدت إلى حدوث دمار بالممتلكات العامة والخاصة وسقوط قتلى من المدنيين، سبقتها أحداث مشابهة في مدن طفس ونصيب والجيزة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة