أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قبوله رسميًا الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني المقبل عن الحزب “الجمهوري”، وذلك في أول خطاب له بعد تعرضه لمحاولة اغتيال.
وأكد ترامب قبوله الترشح للسباق الرئاسي خلال كلمة ألقاها، الخميس 19 من تموز، بالمؤتمر الوطني للحزب “الجمهوري” في ميلووكي، أكبر مدن ولاية ويسكونسن الأمريكية، تحدث خلالها عن محاولة اغتياله.
وقالت وكالة “رويترز” اليوم، الجمعة 19 من تموز، إن ترامب قدّم رواية درامية عن محاولة اغتياله في تجمع جماهيري بولاية بنسلفانيا قبل خمسة أيام، ووصف كيف وضع يده على أذنه بعد سماع رصاصة تمر بجواره ورؤية الدماء.
استخدم ترامب لهجة تصالحية غير معتادة خلال اللحظات الافتتاحية للخطاب، وقال “أنا أترشح لأكون رئيسًا لكل أمريكا، وليس لنصف أمريكا، سنحقق انتصارًا مذهلًا وسنبدأ أعظم أربع سنوات في تاريخ بلادنا”، وهو تحول ملحوظ في لهجة الرئيس السابق المولع بالحرب.
خصص ترامب جزءًا كبيرًا من خطابه القياسي الذي استغرق 92 دقيقة لمهاجمة المهاجرين، وهو الموضوع الذي حرك حملاته الانتخابية دائمًا.
وقال، “إن المهاجرين قادمون من السجون، إنهم قادمون من مؤسسات عقلية”، قبل أن يستشهد بالاسم بعدة أمريكيين قُتلوا على أيدي مشتبه بهم دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.
ووصف الملياردير “الجمهوري” الوضع في الولايات المتحدة على أنه “كارثي”، في إشارة إلى قضية الهجرة، وأضاف، “لدينا أزمة هجرة غير شرعية، وتحدث الآن فيما نجلس هنا في هذه الساحة الجميلة. إنه غزو ضخم على حدودنا الجنوبية ينشر البؤس والجريمة والفقر والمرض والدمار للمجتمعات بجميع أنحاء أرضنا”، وفق ما نقلته إذاعة “مونت كارلو” الدولية.
وتعهد ترامب باستكمال بناء جدار عند الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وإغلاق حدود بلاده في اليوم الأول لتوليه منصب رئيس البلاد.
وفيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة، تعهد ترامب بإنهاء الحرب، قبل أن يضيف، “من الأفضل أن يعود الرهائن الإسرائيليون قبل أن أتولى منصبي وإلا سيتم دفع ثمن باهظ”.
كما تعهد بإنهاء كل أزمة دولية خلقتها الإدارة الحالية، بما في ذلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والحرب في غزة، حيث قال، “لم تكن لتحدث تلك الحروب لو كنت رئيسًا”، وفق تعبيره.
وكان الحزب “الجمهوري” اختار دونالد ترامب، في 15 من تموز الحالي، مرشحًا للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتبقى حينها أن يقبل ترامب بهذا الترشيح، ليُعلن اليوم دخوله رسميًا في السباق الرئاسي كمرشح عن الحزب “الجمهوري”.
ويأتي التأييد لترامب فيما تعصف أزمة بالرئيس الحالي جو بايدن البالغ 81 عامًا، حيث بدا في الأيام القليلة الماضية أن الحزب “الديمقراطي” على وشك إجباره على الانسحاب وإفساح المجال أمام نائبته كامالا هاريس أو مرشح آخر لإكمال سباق الرئاسة.
وذكرت “رويترز” أن بايدن الذي يعزل نفسه في منزله في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير بسبب إصابته بـ”كوفيد-19″، يواجه ضغوطًا متزايدة من زعماء الحزب للتنازل عن موقعه على رأس القائمة، بعد أداء متعثر في المناظرة مع ترامب في 27 من حزيران الماضي.
وبعد أسابيع من الإصرار على بقائه في السباق، يأخذ بايدن الآن الدعوات للتنحي على محمل الجد، ويعتقد العديد من المسؤولين “الديمقراطيين” أن خروجه من سباق الرئاسة مسألة وقت.