اللاذقية – ليندا علي
غابت طقوس الضيافة المتعارف عليها بعد صدور نتائج امتحانات شهادة الثانوية لدورة عام 2024، إذ كان أهالي الطلاب الناجحين يتباهون بالضيافة التي عادة ما تزيد كميتها ونوعيتها بحسب درجة العلامات والتفوق.
وفي جولة على محال مدينة اللاذقية، شملت محال حلويات عادية ومتوسطة ومرتفعة الثمن، كان سعر كيلوغرام “الشوكولا” يتراوح بين 60 ألف ليرة سورية (4 دولارات أمريكية) و400 ألف ليرة (26.6 دولار).
وتراوح سعر كيلو “السكاكر” بين 30 ألفًا (دولاران) و200 ألف ليرة (13.3 دولار)، وسعر كيلو “المُلبّس” بين 40 ألفًا (2.6 دولار) و225 ألف ليرة سورية (15 دولارًا).
أما بالنسبة لـ”البتيفورات” فيتراوح سعر الكيلو الواحد منها بين 50 ألفًا (3.3 دولار) و175 ألف ليرة (11.6 دولار)، بحسب محتوياتها ونوعية الزبدة والإضافات عليها من المكسرات.
وتراوح سعر كيلو “الهافانا” وهو نوع من “الكيك” متعارف عليه في المدينة بين 40 ألفًا (2.6 دولار) و75 ألف ليرة (5 دولارات).
وتعد الأسعار مرتفعة مقارنة بالوضع الاقتصادي والمعيشي، إذ يبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام السوري 279 ألف ليرة سورية (18.6 دولار).
ميزانية خاصة للضيافة
اضطرت نسرين التي تعيش في مدينة جبلة لشراء نصف كيلو “شوكولا” وكيلوغرامين من “السكاكر” منخفضة السعر، خجلًا من زوارها المهنئين لها بنجاح ابنها بالثانوية.
وقالت السيدة (42 عامًا) إنها اقتصدت في الشراء على غير العادات حين النجاح، لأن شراء “البيتفور” والعصير والفواكه والقهوة التي تعد آخر مراحل الضيافة سيكلفها مبلغًا طائلًا، لا يتناسب مع راتبها الحكومي.
بينما قررت فاتن (45 عامًا) شراء علب ضيافة خاصة، بلغت تكلفة العلبة الواحدة 15 ألف ليرة سورية (دولار واحد)، تحوي قطعة “شوكولا” واثنتين من “السكاكر” مع قطعة “راحة” متوسطة السعر وحبتي “مُلبّس”.
السيدة التي تحتفل بنجاح ابنها في الثانوية، رصدت ميزانية خاصة لشراء علب الضيافة، وقالت، “لولا أن زوجي مغترب لم أكن أستطيع شراءها”، مشيرة إلى أن العادات الاجتماعية فرضت عليها هذا النوع من الضيافة، وإلا لكانت اختارت وضع “الشوكولا” في صحون الضيافة والاكتفاء بذلك.
كما اختارت السيدة البطيخ والشمام، كونهما الأقل سعرًا بين الفاكهة لتضمهما إلى قائمة الضيافة، ولأنهما محببان صيفًا.
وفي أحد محال بيع “السكاكر” و”الشوكولا” الشعبية في شارع “القوتلي” بمدينة اللاذقية، كانت سيدة تطلب من البائع أن يزن لها كيلوغرامًا “مشكّلًا”، مشترطة عليه ألا يتجاوز سعره الـ75 ألف ليرة، فهي تريد أن تفرح ابنتها، لكنها لا تمتلك أكثر من هذا المبلغ كما أخبرت البائع.
انتظار التكميلية
ينتظر عدد من أهالي الناجحين امتحانات الدورة التكميلية، كما هو حال “أم خالد” (47 عامًا)، التي تنتظر أن يعوّض ابنها علامته فيها، حيث كانت درجات مادتي الفيزياء والرياضيات منخفضة.
وقالت السيدة، إن النتيجة كانت بمنزلة مصيبة كبيرة، فابنها حصل على علامات شبه كاملة بكل المواد، بينما لم يستطع الحصول سوى على علامة النجاح في مادتي الفيزياء والرياضيات، لذا فإنها لن تتكلف ثمن الضيافة ما لم يحصل على نتيجة جيدة تؤهله دخول أحد أفرع كلية الهندسة على الأقل، بعد أن ذهب أمل دخول كلية الطب.
وتعتبر ضيافة النجاح أحد التقاليد التي يحاول أهالي الناجحين الحفاظ عليها، لكن كثيرًا منهم يعجزون عن ذلك، نتيجة تدني الأجور وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.
وفي 7 من تموز الحالي، أعلنت وزارة التربية في حكومة النظام صدور نتائج شهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي، والثانوية الشرعية والثانوية المهنية بفروعها النسوية والصناعية والتجارية لدورة عام 2024.
وفي مؤتمر صحفي أجراه وزير التربية، محمد عامر مارديني، قال إن نسبة النجاح في الفرع العلمي بلغت 57.9%، وفي الفرع الأدبي 63.72%، وفي الثانوية الشرعية 49.11%، وفي الثانوية المهنية 43.92%.
ووفق الوزارة، حصل 12 طالبًا على العلامة التامة في الفرع العلمي، بينما نال خمسة طلاب من محافظات السويداء ودرعا وحلب وطرطوس أعلى العلامات في الفرع الأدبي.