تشهد الأحياء الغربية والجنوبية من مدينة جاسم في ريف درعا الشمالي تصعيدًا منذ أكثر من أسبوع أسفر عن أضرار مادية، ومقتل ثلاث أشخاص مدنيين وإصابة اثنين آخرين ترافق مع تراجع في تقديم الخدمات العامة من كهرباء ومياه شرب.
ونزحت عشرات العائلات من هذه الأحياء في حين حوصر قسم من السكان ضمن دائرة الاشتباكات منذ أسبوع على خلفية مقتل القيادي عبدالله الحلقي، واتهام القيادي وائل الجلم الملقب بالغبيني بتنفيذ عملية الاغتيال.
وكان الحلقي يقود مجموعة عسكرية محلية من بقايا فصائل المعارضة في جاسم، في حين يقود الجلم مجموعة أخرى مشابهة في المنطقة نفسها، لكن مشكلات متراكمة بين الجانبين أسفرت عن تفجر الوضع.
الأحياء دون ماء وكهرباء
مع اندلاع المواجهات أصبح من الصعب تزويد هذه المناطق بالخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، ما جعل السكان يحاولون النجاة من المواجهات المسلحة المستمرة، في ظل نقص حاد بالمواد الأساسية.
خالد شاب يبلغ من العمر 30 عامًا، من سكان الحي الجنوبي في جاسم، قال لعنب بلدي إن المدينة محرومة من خدمات الكهرباء والمياه منذ أسبوع إذ احترقت محولات الكهرباء بعد استهدافها بالرصاص، في حين لا تزال المياه مقطوعة عن المنازل منذ أسبوع.
وأضاف أن معظم الخزانات على أسطح المنازل ثقبت بفعل الرصاص وكذلك ألواح الطاقة الشمسية والنوافذ وواجهات المنازل، ما جعل البدائل التي لجأ لها السكان لتجاوز النقص العام في الخدمات غير مجدية بعد الأضرار التي لحقتها.
وعاود اليوم عمل سوق الهال في المدينة بعد تحيده عن الصراع ومنع دخول المسلحين إليه من كلا الطرفين، بعد أن أغلق على مدار أسبوع على أثر المواجهات المسلحة.
من جانبه قال يوسف، وهو رجل أربعيني من سكان جاسم، إن المواجهات في المدينة أثرت على مجمل الحركة التجارية، وأدت إلى توقف أعمال الناس.
وأضاف لعنب بلدي أن الجهات المتصارعة فرضت حظرًا للتجوال لا يزال جزء منه مستمر، كمان أن الاشتباكات المستمرة فرضت قيودًا على حركة المدنيين.
وأضاف أن أضرار مادية لحقت في منزل عمه بعد سقوط قذيفة من نوع “RPG” كادت تقتل نساء وأطفالًا في المنزل.
وقدر يوسف العائلات التي نزحت بمئتي عائلة إلى الأحياء التي لا تشهد اشتباكات وإلى القرى المجاورة.
وأضاف أنه في ظل الوضع المعيشي المتردي يصعب على السكان ترك منازلهم والعيش لدى الأخرين والبعض يتخوفون من سرقة منازلهم في حال غادروها، أو تخريبها أو تفجيرها حتى.
فشل مساعي الصلح
توجه اليوم، الخميس 18 من تموز، رتل عسكري يتبع لـ”اللواء الثامن” و”اللجنة المركزية” إلى مدينة جاسم، بعد محاولات لوقف الاشتباكات بين المجموعتين المسلحتين، دون نتائج، على مدار الأسبوع الماضي.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن الرتل هدف بالدرجة الأولى لاستلام “الجناة” وتسليمهم للجنة الشرعية، وفي حال عدم القبول سيستخدم “اللواء الثامن” و”اللجنة المركزية” القوة، ما يعني توسع الاشتباكات في المدينة.
وكان “اللواء الثامن” التابع لـ”الأمن العسكري” في قوات النظام بالتعاون مع اللجنة المركزية، طرح الاثنين الماضي، مبادرة لإنهاء الخلاف بين المجموعتين ووقف الاشتباكات إلا أنها لم تلق قبول أحد الطرفين.
الاشتباكات في جاسم اندلعت في 7 من تموز الحالي، بعد مقتل القيادي المحلي عبد الله الحلقي (أبو عاصم)، واتهام القيادي وائل الجلم الملقب بـ”الغبيني” باغتياله في سوق المدينة.
تبعها إنذار عشيرة “الحلقي” السكان المدنيين في الحي الجنوبي للمدينة بضرورة إخلاء منازلهم.
وخلال محاولات الإصلاح العديدة استمرت الاشتباكات بشكل متقطع بين الطرفين، ولم ينتج عن تدخل الوجهاء أي تهدئة.