جددت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، اعتراضها على مسار التقارب المطروح بين تركيا والنظام السوري منذ حزيران الماضي، معتبرة أنه “خطوة عدائية تجاه سوريا والسوريين”.
وقالت عبر بيان اليوم، الخميس 18 من تموز، إن المصالحة بين أنقرة ودمشق جاءت بعد أكثر من عقد لعبت فيه تركيا “دورًا سلبيًا من خلال دعمها لمجموعات إرهابية ومرتزقة على حساب سوريا وقضية شعبها، وإفراغ المعارضة من مضمونها الجوهري وحرفها عن مسارها الحقيقي”، بحسب البيان.
وأضافت أنها ترفض “أي مساس بقضية سوريا وشعبها”، مؤكدة أن أي اتفاق أو تفاهم بين الأطراف ما لم يشمل حلًا سياسيًا جذريًا يضمن العودة الآمنة الكريمة للسوريين ويضمن الاستقرار المبني على تغيير السياسات تجاه القضايا القومية وحقوق كافة أطياف الشعب السوري والإفراج عن المعتقلين والانسحاب من سوريا، يعتبر خطوة عِدائية ضد سوريا والسوريين”.
وذكر بيان “الإدارة” أن وحدة سوريا و”الحوار الوطني السوري” هو الأساس الصحيح والسليم لبناء “سوريا الديمقراطية الموحدة”، وتحقيق ما يضمن كرامة سوريا ويصون “سيادتها”.
ويأتي اعتراض “الإدارة الذاتية” في وقت تدور فيه عجلة التقارب بين النظام السوري وتركيا على وتيرة بطيئة، بعد توقفها لنحو عام، بسبب تعنت الطرفين بشروطهما.
وكررت سلطات شمال شرقي سوريا اعتراضها على هذا المسار بطرق مختلفة، كما سبق وحاولت “الإدارة” طرح مبادرات مضادة للمسار، لكنها لم تلقَ صدى لدى الأطراف.
وفي 3 من تموز الحالي، قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية”، حسن كوجر، إن تركيا تريد استخدام جميع الأطراف في سوريا لتحقيق أجنداتها، لذلك ينبغي على “حكومة دمشق” أن لا تنخدع بهذه “الألاعيب”.
ونوّه حسن كوجر إلى أن “الإدارة الذاتية”، مستمرة في تواصلها مع دمشق، بهدف التوصّل لأي اتفاق وحلّ يحقق استقرار المنطقة والبلاد، مشيرًا إلى ضرورة تخلي النظام عن النظر لـ”الإدارة” على أنها تشكل “خطرًا على سوريا”.
وتابع، “نحن لا نشكل أي تهديد لأي طرف ولسنا أعداء لأي طرف، نحن نسعى لنبني سوريا والحفاظ على سيادة أراضي البلاد، قلناها دائمًا إننا على استعداد لتحرير المناطق السورية المحتلة بالتشارك مع الجيش السوري”.
حديث حسن كوجر جاء بعد ساعات من بيان دعا خلاله “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، وهو المظلة السياسية لـ”الإدارة الذاتية” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المعارضة السورية للحوار، وتأكيد دعم الاحتجاجات التي شهدتها مدن شمالي حلب ضد تركيا سابقًا.
وأضاف “مسد” أن محاولات تركيا لإعادة العلاقات مع النظام على حساب مصالح السوريين وتضحياتهم، تؤكد أن خلاص السوريين لن يكون إلا بوحدتهم وتعاونهم وتجاوز خلافاتهم لمصلحة “المشروع الوطني السوري الجامع”.
ومنذ الإعلان عن تأسيسها عام 2013، تراقب “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا المفاوضات بين المعارضة والنظام برعاية دولية، والمبادرة العربية وخطوات التطبيع مع النظام، إذ يبدو واضحًا عجزها عن الانخراط في أي منها، جراء عدم الاعتراف بها من قبل جميع الأطراف، حتى من حلفائها في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحاولت “الإدارة” و”مسد” طرح مسار للحوار مع الأطراف كافة في سوريا، منها النظام السوري، لكنها لم تتمكن من إنجاز خطوات في أي من هذه المسارات حتى اليوم.
اقرأ أيضًا: “الإدارة الذاتية” تفشل في التقارب مع أطراف داخلية سورية