قال السفير الروسي في دمشق، ألكسندر يفيموف، إن إعادة الإعمار الكامل في سوريا غير ممكنة حاليًا، مؤكدًا أنه وقبل كل شيء فالحرب في سوريا لم تنته بعد.
وأضاف المسؤول الروسي في مقابلة نقلتها قناة “روسيا اليوم“، الأربعاء 17 من تموز، إن الكثيرين يعتقدون أن الحرب انتهت و”أصبحت خلفنا لكنها لا تزال مستمرة يوميًا حيث يقوم جنودنا بالتعاون مع الجيش السوري بعمليات يومية لتعقب الإرهابيين وتدمير مواقعهم وما إلى ذلك”، إلى جانب الوجود الأجنبي العسكري هناك، بما في ذلك الدول التي لم تتم دعوتها إلى سوريا.
وبحسب يفيموف، فإن الشركات الروسية واصلت العمل خلال سنوات الحرب وما تزال تعمل حتى الآن في سوريا، ويشمل ذلك الشركات العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة (في إشارة إلى حكومة النظام) في قطاعات النفط والغاز، وإنتاج الأسمدة والبنية التحتية للموانئ، واستخراج الفوسفات.
كما تحدث يفيموف عن اختتام العمل على مشروعين في سوريا هذا العام، الأول مطحنة بطاقة إنتاجية تصل إلى 600 ألف طن يوميًا، والآخر مشروع وصفه بالضخم ومهم وهو تزويد اللاذقية بالمياه، للحفاظ على استمرارية توفر المياه في المدينة بعد نقصها حاليًا.
كما حمّل العقوبات الأمريكية والأوروبية على النظام السوري مسؤولية ما اعتبرها عرقلة العملية الاقتصادية والاستثمار، والتي تلقي بتأثيرها حتى على الشركات الروسية، وفق قوله.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اعتبر تدخل روسيا إلى جانب نظامه في العمليات العسكرية في سوريا، حماية لموسكو.
وقال الأسد نهاية شباط الماضي، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أرسل طائراته العسكرية إلى سوريا “لحماية روسيا وشعبها”.
وخلال لقاء متلفز لبوتين، في 14 من كانون الأول 2023، صرح أن القوات العسكرية الروسية موجودة لضمان مصالح روسيا في هذه المنطقة الحيوية من العالم، القريبة جدًا منا، في إشارة إلى سوريا.
وأشار إلى أن بلاده لا تخطط بعد لسحب هذه الوحدات العسكرية من سوريا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس“.
وشكّل التدخل الروسي في سوريا نقطة تحول جذرية في مسار الأحداث الميدانية، إذ استطاع النظام السوري استرجاع مساحات جغرافية واسعة على الخريطة منذ أول غارة نفذها سلاح الجو الروسي في سوريا في 30 من أيلول 2015، منها باتفاقيات روسية- تركية، وأخرى لعبت فيها روسيا دورًا محوريًا مع الأردن وإسرائيل وحتى الولايات المتحدة.