شيّع المئات في قرية أم الزيتون بريف السويداء جنوبي سوريا، اليوم الخميس 18 من تموز، قائد فصيل “لواء الجبل” المحلي، مرهج الجرماني، الذي قُتل إثر استهدافه برصاصة من قبل مجهولين.
وشارك في التشييع، الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، وشيخ العقل حمود الحناوي، وفق شبكة “الراصد” المحلية.
وقال الهجري في كلمة تأبينية، “نحن نعتبر مرهج الجرماني شهيد الواجب، وفقيد الشرف والكرامة، وقد حملني السوريون من مختلف المحافظات التعازي لآل الجرماني”.
في حين اعتبر الشيخ حمود الحناوي، أن مرهج دفع ثمن دفاعه عن أهله وذويه، ووصفه بـ”سبع الرجال”.
وشهدت مراسم التشييع حضور وفود عديدة من الفصائل المحلية، أبرزها “حركة رجال الكرامة”، التي اعتبر المتحدث باسمها أن مقتل الجرماني “يشكل منعطفًا خطيرًا”، وأن طريقة الاغتيال تكشف من “نفذ وخطط وهدد”.
وشارك العشرات من أهالي مدينة السويداء وبلدة القريا، في وقفات مسائية الأربعاء 17 من تموز، تنديدًا باغتيال الجرماني (أبو غيث)، ورفعوا لافتات تؤكد استمرار الحراك الشعبي المناهض لنظام الأسد.
وكان مجهولون اغتالوا مرهج الجرماني، فجر الأربعاء 17 من تموز، برصاصة واحدة أطلقت عليه بمسدس مزود بكاتم للصوت، من مسافة قريبة من إحدى نوافذ منزله خلال نومه، وفق ما ذكرت صفحة “السويداء 24”.
وقال ناشطون من مدينة السويداء، لعنب بلدي، إن تفاصيل وكيفية عملية الاغتيال غير مؤكدة، مشيرين إلى إمكانية وقوف الجهات الأمنية خلف عملية الاغتيال، بسبب دعم الجرماني للحراك في المحافظة.
وتحدثت مصادر لعنب بلدي عن وجود خلافات بين الجرماني وعصابة “مهند مزهر” و”وائل الشعار” التابعة للأجهزة الأمنية في النظام السوري، والعاملة في تجارة وتهريب المخدرات.
تصدّر مرهج الجرماني، الحراك الشعبي المطالب بالتغيير منذ أيامه الأولى، فكان أول الواصلين إلى ساحة الكرامة، وأول المطالبين بالحقوق المهدورة للشعب، بحسب شبكة “السويداء 24“.
وكان آخر موقف بارز له في الشهر الماضي، عندما احتجز عشرات الضباط والعناصر من الأجهزة الأمنية، ردًا على اعتقال المخابرات السورية لشابة من السويداء على خلفية نشاطها المدني، حينها تمكن الجرماني من تحريرها بعملية مقايضة.
الجرماني قاد فصيلًا محليًا مسلحًا معروفًا باسم “لواء الجبل”، ينشط في محافظة السويداء، وشارك فصيله في التصدي للتنظيمات المتطرفة التي هاجمت السويداء عدة مرات بعد عام 2014، كما شارك في المواجهات ضد مجموعات مدعومة من الأجهزة الأمنية.
الخصم الأول للجرماني بحسب المقربين منه هو النظام السوري، الذي شن موجة تحريض ضده وسعى إلى تشويه سمعته، طيلة الأشهر الماضية عبر أذرعه الإعلامية، ويظهر ذلك واضحًا في عشرات الحلقات التي بثها من دمشق “إعلامي” محسوب على النظام.
تأتي حادثة اغتيال قائد فصيل “لواء الجبل”، في وقت يواصل فيه أهالي محافظة السويداء احتجاجاتهم الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير السياسي وإسقاط النظام السوري، منذ نحو 11 شهرًا، بعد بدء المظاهرات في 17 من آب 2023.