قالت “حركة رجال الكرامة”، إن مقتل مرهج الجرماني (أبو غيث) قائد “لواء الجبل” يشكل منعطفًا خطيرًا للسويداء.
وذكرت الحركة (أبرز الفصائل المحلية في السويداء) في بيان لها اليوم، الأربعاء 17 من تموز، أن “الأيادي الآثمة التي اغتالت الشهيد أبو غيث ومن يقف خلفها تسعى لجر السويداء إلى مستنقع الدم ودوامة العنف”.
وأضاف البيان، “هذا التحول الخطير يستدعي وقوف كل صاحب كرامة وكل أبناء الجبل باختلاف توجهاتهم وكل المرجعيات الدينية والاجتماعية عند مسؤولياتهم”.
الجرماني اغتيل فجر اليوم في منزله برصاصة واحدة في الرأس، دون معرفة الجهة التي تقف خلف عملية الاغتيال.
وقال ناشطون من مدينة السويداء لعنب بلدي، إن تفاصيل وكيفية عملية الاغتيال غير مؤكدة، مشيرين إلى إمكانية وقوف الجهات الأمنية خلف عملية الاغتيال، بسبب دعمه ومشاركته للحراك في المحافظة.
وذكرت شبكة “السويداء 24” المحلية أن اغتيال الجرماني عملية منظمة تقف خلفها جهة ذات خبرة في الاغتيال، “بحسب التفاصيل الواردة من مسرح الجريمة”.
الرصاصة أطلقت على رأسه دون أن تسمع عائلته أو جيرانه صوت إطلاق النار، ولم يُعثر على الرصاصة الفارغة التي أودت بحياته، بحسب “السويداء 24”.
ونقلت الشبكة عن أحد أقرباء الجرماني، أن الطبيب الشرعي حدد مسافة الإطلاق بين متر ونصف إلى مترين من مسدس.
أحد وجوه الحراك
الجرماني شارك في الحراك الشعبي بالسويداء المطالِب بإسقاط النظام السوري، وخروج إيران من البلاد باعتبارها “محتلة”، وتطبيق القرار الأممي “2254”، الذي يضمن تحقيق انتقال سلمي للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية بإشراف الأمم المتحدة.
وخرج في عدة مظاهرات بمحافظة السويداء منذ بدء الحراك في 17 من آب 2023،.
وفي حزيران الماضي، احتجز الجرماني ضباطًا وعناصر للنظام ردًا على اعتقال أجهزة النظام الأمنية لشابة من السويداء على خلفية نشاطها في الحراك الشعبي، وتمكن من الإفراج عنها بعملية مقايضة.
وتحدثت مصادر لعنب بلدي عن وجود خلافات بينه وبين عصابة “مهند مزهر” و”وائل الشعار” التابعة للأجهزة الأمنية في النظام السوري، والعاملة في تجارة وتهريب المخدرات.
“لواء الجبل” من الفصائل المحلية في السويداء التي شاركت بالقضاء على مجموعات عملت في تجارة المخدرات بدعم من القوات الأمنية للنظام.
أنهت إلى جانب “حركة رجال الكرامة” مجموعة “قوات الفهد” التي يقودها سليم حميد المرتبط بـ”الأمن العسكري”، في آب 2022، و”قوات الفجر” التي يتزعمها راجي فلحوط في تموز 2022، التابعة لـ”الأمن العسكري” أيضًا.
أُسّست حركة “رجال الكرامة” عام 2013، وخرجت من رحم التوترات الأمنية التي عاشتها المنطقة حينذاك، وملاحقة النظام للمطلوبين للخدمة الإلزامية في المحافظة الذين وصلت أعدادهم إلى عشرات الآلاف، وأمّن الشيخ وحيد البلعوس قائد “الحركة” ومؤسسها حماية هؤلاء المطلوبين.
وبعد اغتيال وحيد البلعوس، في أيلول 2015، عيّنت الحركة شقيقه رأفت البلعوس قائدًا جديدًا للحركة، حتى شباط 2017، عندما عيّنت “رجال الكرامة” يحيى الحجار قائدًا جديدًا لها.