تراكم النفايات يفاقم معاناة السكان في قطاع غزة
يشتكي سكان قطاع غزة من انتشار النفايات في كل مكان، ما زاد من مأساتهم ولا سيما مع ضيق المساحة الجغرافية التي يقطنون فيها، وبالتالي باتت أطنان القمامة تحاصرهم في مختلف الاتجاهات، ما تسبب بانتشار التلوث البيئي والروائح الكريهة.
وقالت وكالة “رويترز” اليوم، الثلاثاء 16 من تموز، إن القمامة تتراكم في قطاع غزة، والسكان لا يستطيعون النوم ليلًا، بسبب الروائح الكريهة وهجمات البعوض، مشيرة إلى أن بعضهم أصابته أمراض مثل الجرب.
ونقلت الوكالة عن المسؤول عن إزالة القمامة في بلدية خان يونس، عمر مطر، أن “مدينة خان يونس تعرضت لدمار كبير في شبكات البنية التحتية والصرف الصحي وحاويات النفايات وآليات النظافة، إضافة إلى شح الوقود الذي هو العصب الأساسي لتشغيل آليات النظافة وآليات الصرف الصحي، وهذا عاق إزالة النفايات في خان يونس”.
وأضاف مطر أن “تكدّس النفايات أدى إلى انبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات والقوارض، إضافة إلى وصول عصارة القمامة إلى الخزان الجوفي الذي هو مصدر المياه الأساسي لسكان خان يونس وقطاع غزة، ما تسبب في تلوث المياه”.
وتعد خان يونس ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة، الذي يقطنه حوالي 2.3 مليون نسمة.
في السياق ذاته، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن أطنانًا من النفايات باتت تحاصر خيام النازحين في مناطق وسط قطاع غزة، في ظل تسرب مياه الصرف الصحي وانتشار الأمراض المعوية والجلدية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأضافت الوكالة الأممية، “مع تناقص المساحات الآمنة التي يمكن للنازحين نصب خيامهم فيها والإقامة بها وسط قطاع غزة، بدت أطنان النفايات ومياه الصرف الصحي وكأنها تحاصرهم في خيامهم في ظل انتشار الأمراض المعوية والجلدية”.
وقالت المتحدثة باسم “أونروا”، لويز ووتريدج، “موظفو الوكالة مُنعوا من الوصول إلى مكبات النفايات من قبل السلطات الإسرائيلية، فيما دُمرت العديد من مراكز الصرف الصحي التابعة لنا والآليات والشاحنات الخاصة بالتخلص من النفايات”.
وأشارت ووتريدج إلى أن “ارتفاع درجات الحرارة يخلق المزيد من المشكلات، ولا يقتصر الأمر على الروائح الكريهة فحسب، بل يؤدي إلى انتشار الأمراض والآفات مثل الفئران والجرذان والبعوض التي تزيد من انتشار الأمراض”.
بدوره، قال برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن التأثيرات البيئية للحرب في غزة غير مسبوقة، ما يعرض المجتمع لمخاطر التلوث المتزايد بسرعة في التربة والمياه والهواء، فضلًا عن مخاطر الأضرار التي لا يمكن إصلاحها للنظم البيئية الطبيعية.
وأوضحت الأمم المتحدة أن التقديرات تشير إلى أن الحرب في غزة خلّفت ما يقرب من 39 مليون طن من الركام، حيث يوجد الآن أكثر من 107 كيلوغرامات من الركام لكل متر مربع في قطاع غزة.
وشددت على أن إزالة الركام ستكون مهمة ضخمة ومعقدة، ويجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن لتمكين أنواع أخرى من التعافي وإعادة الإعمار، لا سيما أنه يشكل مخاطر على صحة الإنسان والبيئة، ناجمة عن الغبار والتلوث بالذخائر غير المنفجرة ومادة الأسبستوس والنفايات الصناعية والطبية وغيرها من المواد الخطرة.
المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، قالت، “لقد انهارت أنظمة المياه والصرف الصحي. ولا تزال البنية الأساسية الحيوية تتعرض للتدمير. وتأثرت المناطق الساحلية والتربة والنظم البيئية بشدة. كل هذا يضر بشدة بصحة الناس والأمن الغذائي وصمود غزة”.
كما يشكو سكان القطاع من انعدام وسائل وأدوات التنظيف والنظافة الشخصية، في ظل شح المياه التي تفاقم من هذه الأزمة.
وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا منذ 7 من تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل 38713 شخصًا، إضافة إلى إصابة 89166 مدنيًا، وفق أحدث إحصائية لـ وزارة الصحة الفلسطينية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :