ما تطورات محاكمة الطبيب علاء موسى في ألمانيا

علاء موسى واضعًا رأسه على الطاولة وخلفه اثنان من محامييه- 15 تموز 2024 (FZN)

camera iconعلاء موسى واضعًا رأسه على الطاولة وخلفه اثنان من محاميه - 15 تموز 2024 (FZN)

tag icon ع ع ع

شهدت محاكمة الطبيب السوري المقيم في ألمانيا علاء موسى تطورات جديدة أبرزتها المحكمة.

ويحاكم موسى بتهمة تعذيب معتقلين نقلوا للمستشفى “العسكري” في حمص وكذلك في دمشق بين عامي 2011 و2012.

ونقل موقع “frantfurter allgemeine” الألماني اليوم، الثلاثاء 16 من تموز، تفاصيل جديدة من داخل المحكمة المغلقة التي جرت الاثنين.

وقال إن شاهدًا عمل مع موسى في المستشفى “العسكري” بحمص عام 2011 أدلى بشهادته في المحكمة، وقدم معلومات عن سوء معاملة المرضى المعتقلين في غرف الجراحة والطوارئ والعناية المركزة.

وشهد قسم الجراحة على مدار 2011 وقوف جنود تابعين للنظام، ومنع دخول أي شخص لا يوجد اسمه ضمن قائمة معدة مسبقًا، وفق الموقع.

وقُيّد المعتقلون المرضى بأسرّتهم مع عصب أعينهم وهم شبه عراة، وعذّبوا بالضرب والكهرباء، ورأى الشاهد آثار التعذيب، كما سمع أصوات الصراخ من المعتقلين المرضى ممن عانوا من الجوع والعطش وكانوا بحالة بدنية سيئة.

وفي بعض الأوقات، وفق الشاهد، كانت أكياس قسطرة البول للمرضى ممتلئة ومغلقة وهو ما تسبب بآلام إضافية.

وقال إنه شاهد موسى يستخدم أنبوب القسطرة لضرب المرضى.

وفي إحدى الحالات المذكورة، أُحضر شخص لغرفة الطوارئ معصوب العينين ومقيد اليدين والقدمين، يرافقه جندي وممرضة.

وضرب علاء موسى الشخص المقيد على وجهه، ثم ضربه بأنبوب القسطرة على رأسه وأهانه.

وفي حالة ثالثة، أبلغ الشاهد عن وجود طفل عمره 14 عامًا أخذه جنديان لغرفة الطوارئ، وكان الطفل يصرخ من الخوف، وحاول الإفلات منهما، قبل أن يسكب علاء موسى محتويات زجاجة كحول على بنطاله ويشعل النار ويطفؤها الجندي، وفق الشاهد.

ودخل الشاهد الجديد مرتديًا “باروكة شعر” رمادية ونظارات، وجلس بعيدًا بأربعة أمتار فقط عن موسى، ولم تدلِ المحكمة ببياناته الشخصية لوجود مخاوف من تعرض الشاهد أو الأشخاص المقربين منه للتهديد.

وبدأت، في 19 من كانون الأول 2022، أولى جلسات محاكمة الطبيب السوري علاء موسى أمام محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا غربي ألمانيا، ومازالت مستمرة حتى الآن.

وألقت الشرطة الألمانية، في 19 من حزيران 2020، القبض على الطبيب موسى، المتهم بتعذيب المعتقلين وحرق أعضائهم التناسلية خلال عمله طبيبًا في سوريا.

وفي تصريحات سابقة للمحامي ميشال شماس، لعنب بلدي، فإن محاكمة موسى لها خصوصية، باعتبار أن المتهم ليس شخصًا عاديًا ولا عنصر مخابرات، بل طبيبًا مهمته تخفيف ألم المرضى ومساعدتهم على الشفاء وليس تعذيبهم وقتلهم.

ونظرًا لخطورة الاتهامات الموجهة له لكونه طبيبًا، والظروف المحيطة بالمحاكمة، وتدخل النظام السوري فيها دعمًا للمتهم وترهيبًا للشهود، فإن محكمة المتهم علاء موسى تدقق في الكثير من التفاصيل، وهو ما جعل مدتها طويلة، بحسب ما قاله المحامي شماس، عبر قناته في “يوتيوب“.

ويحاكم الطبيب علاء موسى في ألمانيا بموجب مبدأ “الولاية القضائية العالمية”، وأحيل للمحاكمة بعد أن وجه له الادعاء الألماني 18 تهمة بينها التعذيب والقتل.

طبيب وعميل  لـ“المخابرات”

عمل علاء طبيبًا في سجن لـ”المخابرات العسكرية” بمدينة حمص عام 2011، كما عمل طبيبًا وعميلًا في جهاز المخابرات بمستشفى “المزة العسكري” رقم “60” المعروف باسم “المسلخ البشري”، حيث التُقطت صور “قيصر”.

ويعود اسم “قيصر” إلى الضابط السوري المنشق عن النظام السوري، الذي سرّب 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل عام 2014، قُتلوا تحت التعذيب، أكد مكتب التحقيق الفيدرالي (FBI) صحتها، وأثارت الرأي العام العالمي حينها.

ويعتبر الطبيب موسى ضالعًا في العنف الجنسي، والتعذيب، وقتل مدنيين في المستشفى العسكري وفرع “المخابرات العسكرية” في حمص.

وورد في أمر توقيف الطبيب، أنه في نهاية نيسان 2011، بدأت قوات النظام السوري باستخدام “القوة الوحشية” لقمع جميع أشكال الحراك المناهض لسياسة النظام، ولعبت المخابرات السورية حينها دورًا أساسيًا في ذلك، وكان الهدف وقف الحركة الاحتجاجية بمساعدة من المخابرات في أسرع وقت ممكن وتخويف السكان.

ولهذه الغاية، ألقي القبض على شخصيات معارضة، واحتُجزوا وعُذبوا وقُتلوا في جميع أنحاء سوريا، بحسب بيان أمر التوقيف.

وفي فترة عمله طبيبًا في سجن للمخابرات العسكرية بمدينة حمص عام 2011، بين 23 من تشرين الأول و16 من تشرين الثاني 2011، تعرّض أحد المعتقلين المحتجز لمشاركته في مظاهرة (يدعى محمود من مدينة حمص)، لجلسة تعذيب، ثم أُصيب بنوبة صرع، وطلب أحد زملائه المعتقلين من أحد الحراس إبلاغ الطبيب، وبعد وصوله قام موسى بضرب المعتقل بأنبوب بلاستيكي، واستمر في ضربه وركله على رأسه.

وفي اليوم التالي من تلك الواقعة، تدهورت صحة المحتجز، فطلب أحد المعتقلين الرعاية الطبية، وبدلًا من علاجه عاد موسى هذه المرة برفقة طبيب آخر من السجن، وضربا المحتجز المصاب بنوبة صرع بأنبوب بلاستيكي، ولم يعد يستطيع المشي، حتى فقد وعيه، ثم وضع عدة حراس المحتجز المصاب في بطانية ونقلوه بعيدًا حتى موته.

ومع بداية ملاحقته ومواجهته بالجرائم التي ارتكبها، دافع موسى عن نفسه، نافيًا ما اتُّهم به.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة