الحسكة.. انتخابات مجلس الشعب تقتصر على “المربعات الأمنية”

ملصقات دعائية للحملة الانتخابية لمرشحيل لعضوية مجلس الشعب في المربع الأمني بالحسكة- 12 من تموز 2024 (الميادين نت)

camera iconملصقات دعائية للحملة الانتخابية لمرشحين لعضوية مجلس الشعب في المربع الأمني بالحسكة- 12 من تموز 2024 (الميادين نت)

tag icon ع ع ع

يقيم مرشحو مجلس الشعب (البرلمان) لدى النظام السوري حملاتهم الانتخابية الدعائية في المربع الأمني بمدينة القامشلي، متضمنة لافتات تحمل صور المرشحين فقط، دون إقامة أي فعاليات أخرى.

وفي الوقت الذي تحاول فيه حكومة النظام السوري تصوير أن انتخاباتها التي انطلقت صباح اليوم، الاثنين 15 من تموز، تجري على قدم وساق، تنحصر شمالي شرقي سوريا في “المربعين الأمنيين” بمدينتي الحسكة والقامشلي.

وتمنع “الإدارة الذاتية” طرح صناديق الاقتراع في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، إذ تسيطر على أجزاء واسعة من ثلاث محافظات هي الحسكة والرقة ودير الزور، ويتمركز النظام بأجزاء من هذه المحافظات.

سامي الأحمد يبلغ من العمر 28 عامًا ويقيم في مدينة القامشلي شمالي الحسكة، قال لعنب بلدي، إنه لا رغبة لديه في المشاركة بالانتخابات، مع إيمانه أن لا ثقل يمثله مجلس الشعب منذ زمن طويل.

وأضاف أن لا حافز لدى أبناء المنطقة اليوم للانخراط في أي عملية انتخابية، خصوصًا مع غياب تام للنظام عن المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات.

ويرى أن فشل المجلس، بوصفه سلطة تشريعية، في اتخاذ أي قرار إيجابي يخفف من تداعيات الأزمة المعيشية، يجعل الانتخابات بلا جدوى، ويتساءل كيف يمكن للنظام أن يقيم انتخابات لمجلس الشعب ويتجاهل الواقع الصعب الذي يعيشه السوريون منذ سنوات.

وسبق أن أوضح رئيس لجنة الترشيح القضائية الفرعية بالحسكة، القاضي عبد الرزاق محمد الخليف، في تصريح لـ“الوطن أون لاين”، أن العدد الكلي للمرشحين الذين تقدموا بطلبات ترشحهم بالمحافظة للدور التشريعي الرابع لانتخابات مجلس الشعب بلغ 400 مرشح، وأن جميع الطلبات قُبلت لمطابقتها التعليمات الخاصة بالترشح للانتخابات.

صالح الملا (66 عامًا)، وهو من سكان مدينة القامشلي، يقف أمام مؤسسة البريد التابعة التابعة لحكومة النظام، ينتظر مع العشرات من المسنين تسلّم رواتبهم التقاعدية التي لم يتقاضوها منذ أكثر من شهرين، مبديًا امتعاضه من عقد انتخابات في ظل ظروف يعتقد أنها غير مناسبة.

صالح قال لعنب بلدي، إن النظام يحاول من خلال الانتخابات إظهار تمسكه بمظاهر الدولة، لكنه يتساءل كيف يمكن لدولة أن تعامل العامل الذي قضى أكثر من نصف عمره في خدمتها بهذه الطريقة، إذ لا تدفع له راتبه الشهري بشكل عادل، ما يجعله يشعر وكأنه يتسول، وأشار إلى أن النظام في محافظة الحسكة لا يقدم إلا خدمات قليلة لا تكاد تذكر.

من جانبها، تعتقد زاهدة محمود (55 عامًا)، وهي من سكان مدينة الحسكة، أن مجلس الشعب يمثل الصوت الذي يصل إلى المسؤولين في الدولة، وأعربت عن أملها في أن يعمل الأعضاء في هذه الدورة الانتخابية الجديدة على إيصال معاناة السكان في محافظة الحسكة، مشيرة إلى أن السكان يعيشون مأساة، خاصة فيما يتعلق بمسألة المياه.

وأضافت، “المرشحون قدموا خلال حملاتهم الدعائية وعودًا بإنعاش الوضع الاقتصادي، وتحسين الواقع المعيشي، وتحقيق تطلعات السوريين للعيش الكريم، آمل أن يتحقق ذلك”.

ما “المربعات الأمنية”

يحتفظ النظام السوري بمربعين أمنيين في مدينتي الحسكة والقامشلي، ففي الحسكة، يبدأ المربع من شارع القامشلي غرباً ويشمل ساحة الرئيس والأبنية الحكومية والقصر العدلي وسرايا المحافظة وقسمًا من السوق المركزية، وينتهي عند الحارة العسكرية شرقًا، بالإضافة إلى ذلك، يسيطر النظام على فوج “جبل كوكب” الواقع على بعد 15 كيلومترًا شمال شرقي الحسكة، ويُعد أكبر قطعة عسكرية خاضعة لسيطرة النظام إلى جانب “فوج 137” في ريف القامشلي.

أما في مدينة القامشلي فيحتفظ النظام بمربع أمني يُطلق عليه السكان “المستطيل”، ويضم مقار الأجهزة الأمنية شمالًا، وقسمًا من سوق المدينة يصل إلى شارع الوحدة شرقًا، ومطار “القامشلي” جنوبًا، وهو المطار الوحيد في المحافظة ويعد المنفذ الواصل بينها وبين باقي المدن والمناطق السورية.

موقف “قسد” من الانتخابات

في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط”، شجع صالح مسلم وهو الرئيس المشترك لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD) ويشكل عماد “الإدارة الذاتية”، على الحوار مع النظام السوري معتبرًا أن هذه الخطوة تأخرت.

ولفت إلى ضرورة أن يكون حوارًا مع جميع القوى الوطنية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى رفض النظام في وقت سابق لعقد لقاءات من هذا النوع بوساطة روسية، وعدم انعقاد لقاءات أو حوارات سياسية مع النظام خلال العام الحالي.

وأشار مسلم في معرض حديثه إلى ضرورة عدم المشاركة في انتخابات مجلس الشعب، كون “الإدارة الذاتية” لديها عقدها الاجتماعي وأنظمتها وقوانينها المحلية، التي تنص على عدم المشاركة فيها، مشددًا على عدم السماح بوضع صناديق اقتراع في مناطق سيطرة “الإدارة”.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة