بمباركة من الهجري
تشكيل “هيئة عامة” للحراك في السويداء.. ما أهدافها
منذ نحو أسبوع، أُعلن في السويداء جنوبي سوريا عن تشكيل “هيئة عامة” تمثل الحراك السلمي المستمر منذ نحو عام في المحافظة، بمباركة من الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين، الشيخ حكمت الهجري.
“الهيئة” المعلن عن تشكيلها عبر حسابات إخبارية محلية، منتخبة من قبل ناشطي الحراك في عموم المحافظة، إلى جانب فريق مكلف من الشيخ الهجري، تهدف لتشكيل نواة للحراك القائم في السويداء.
كما تهدف “الهيئة”، بحسب ما قاله أحد الأعضاء المؤسسين فيها لعنب بلدي، لـ”المضي قدمًا باستمرار الحراك السلمي حتى تحقيق مطالبه التي تلبي طموحات السوريين والوصول به إلى بر الأمان وسط محاولات النظام الحثيثة لكسر سلميته وبث الفتنة والتفرقة بين مكوناته”.
وقال موقع “السويداء 24” المحلي، إن الهيئة عبرت عن نيتها تشكيل لجنة سياسية، وفتح باب الترشح “لمن يرى في نفسه الكفاءة والقدرة لهذه المهمة”.
ونقلت عن “الهيئة” أن خطوتها في تشكيل لجنة سياسية تأتي تماشيًا مع “المطالب المحقة للسوريين وبناء دولة العدل والمساواة، وانطلاقًا من حق الشعب السوري في تقرير مصيره ببناء دولته الديمقراطية الدستورية العادلة”.
بمباركة من “الرئاسة الروحية”
عضو “الهيئة” قال لعنب بلدي، إن الشيخ حكمت الهجري بارك الخطوة، وأبدى دعمه لها، كما خصص أفرادًا يمثلونه فيها.
مصدر مقرب من الشيخ حكمت الهجري، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن الخطوة جاءت بعد محاولات عديدة لتشكيل جهة تمثل حراك أبناء المحافظة.
وأضاف أن أعضاء “الهيئة العامة” استفادوا من المحاولات السابقة لتشكيل جسم يمثل الحراك، وتلافوا العديد من الأخطاء التي حصلت خلال المحاولات السابقة.
واعتبر أن التيارات الموجودة في السويداء اليوم قد تختلف في بعض وجهات النظر، لكنها تتفق على المبادئ العامة، ما يجعل من الضروري تشكيل هيكل تنظيمي يمثل الحراك، ويوصل صوته، ويعمل على تنظيمه وتحصينه، ودفعه للأمام.
المصدر المطلع على خطوات تشكيل “الهيئة” قال لعنب بلدي، إن حراك السويداء يقف على مسافة خطوة واحدة من الجميع، لكنه مهتم بالتواصل والتنسيق مع جميع “الأصوات الحرة” على الساحة السورية، سواء كانوا أفرادًا أو مكونات.
خالد الظلي هو أحد أفراد فريق العمل المكلف من الشيخ حكمت الهجري لتشكيل “الهيئة العامة”، قال لعنب بلدي، إنه بعد خروج الناس إلى الساحات مطالبين بحقوقهم المشروعة، من البديهي أن يكون لهذا الحراك شكل من أشكال “التنظيم المدروس الواعي”.
وأضاف أن المبادرات العديدة لوضع الحراك على السكة الصحيحة وتنظيم صفوفه، انطلقت من مبدأ الحقوق المشروعة لمطالب الحراك السلمي في السويداء، بالعيش الكريم وبناء دولة المؤسسات القائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة وتداول السلطة سلميًا.
وأضاف أن هناك مبادرات عديدة حاولت الوصول بهذا الحراك لحالة تنظيمية معينة لكنها تأخرت بسبب معوقات عديدة واجهتها.
ووفق الظلي، شُكل فريق عمل بعلم ودراية كاملة من الشيخ حكمت الهجري وبإشرافه، وكُلف هذا الفريق بمهام عدة منها ايجاد صيغة تهدف للوصول إلى تنظيم الحراك.
“تلقت المبادرة كل الدعم من سماحة الشيخ حكمت الهجري، وزارت الهيئة العامة الشيخ بعد تشكيلها وتلقت توصياته في العمل المثمر والجاد للوصول إلى أهدافنا التي خرجنا لأجلها”، أضاف الظلي.
خطوات تنظيمية
تشكيل “الهيئة العامة” لا يعتبر المحاولة الأولى لأبناء السويداء لإيجاد صيغة تهدف لتنظيم الحراك، لكن المحاولات السابقة اصطدمت بمعوقات عديدة، شكلت دروسًا بالنسبة لهم في محاولتهم الأحدث.
وسبق أن كشف الشيخ ليث البلعوس، وهو نجل مؤسس حركة “رجال الكرامة” الراحل، وحيد البلعوس، لعنب بلدي، عن محاولات التنسيق بين القوى العسكرية والسياسية لخلق “مجلس سياسي” يعطي وجهًا جديدًا للمحافظة، مشيرًا إلى أن المشروع مطروح مع القوى السياسية، بهدف توحيد الجهود تحت مجلس ورأي وحد.
خالد الظلي، المكلف من قبل الشيخ الهجري، قال لعنب بلدي، إنه بعد دراسة مستفيضة من قبل الفريق للمبادرات السابقة
وللواقع الحالي، “وبما أننا ننشد الديمقراطية وطرحها بشعاراتنا، خلصنا إلى أنه من الواجب ممارسة هذه الديمقراطية على أرض الواقع من خلال إشراك الجميع في صنع القرار”، أضاف الظلي.
وبما أن ساحة الكرامة في السويداء دعامتها الأساسية هي نقاط الحراك انطلاقًا من المدينة ووصولًا للقرى والبلدات في ريف المحافظة، فإن كل فرد مشارك في الحراك يعود لنقطة الحراك التي انطلق منها (في قرية أو بلدة) لينتخب ممثلًا عن نقطة الحراك هذه.
ومع اختيار ممثلين عن نقاط الاحتجاج في عموم المحافظة، فإن مهام هؤلاء الممثلين قيادة المرحلة المقبلة سواء في المجال السياسي أو التنظيمي أو الإعلامي أو القانوني أو غيره، ويعتمد الممثلون في ذلك على لجان اختصاص (تكنوقراط)، وفق الظلي.
واعتبر أن هذه المبادرة لم تعتمد مبدأ المحاصصة في برنامجها بل اعتمدت مبدأ الكفاءة.
وحول تشكيل اللجان بأنواعها، قال الظلي، إنها ستعتمد على مبدأ الترشح لمن يرغب، لكن كل ضمن اختصاصه، ولمن يرى نفسه أهلًا لهذه المهمة يتقدم بطلب الترشح للجنة التحضيرية التي تنتخب من قبل “الهيئة العامة” المؤلفة من سبعة أعضاء مهمتهم تنظيم العملية الانتخابية.
الظلي أضاف أنه بعد الترشح، تُرفع أسماء المرشحين إلى “الهيئة العامة” للتصويت عليها ضمن خطة كل لجنة على حدة، ويُعتمد أعضاء اللجنة المشكلة حسب العدد المطلوب من الحاصلين على أعلى الأصوات.
وتشهد السويداء منذ نحو عام احتجاجات يومية تنادي بتطبيق القرار الأممي “2254” الذي ينص على تحقيق حل سياسي في سوريا، ويطالب المحتجون برحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
الاحتجاجات استمرت بشكل يومي ومتواصل منذ منتصف آب 2023، ولا تزال تحمل المطالب نفسها حتى اليوم.
أيضًا في كانون الأول 2022، احتج المئات من أبناء محافظة السويداء، مطالبين بتحسين الواقع المعيشي، إلا أن دورية لـ”أمن الدولة” أطلقت الرصاص باتجاههم، أعقب ذلك اقتحام المحتجين، الذين وصفتهم وسائل إعلام النظام بـ”الخارجين عن القانون”، لمبنى “السرايا” (المحافظة) الحكومي، وتصاعدت الأحداث نحو إحراق المبنى، وتدمير الأثاث، وتمزيق صور بشار الأسد.
وسائل الإعلام السورية الرسمية، وأخرى مقربة من النظام، اعتبرت ما حصل حينها بأنه “أعمال شغب وتخريب مدفوعة بأجندات خارجية”، في تكرار للرسالة التي روّج لها ذات الإعلام بعد حراك الثورة عام 2011.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :