انتشلت الفرق المختصة في العراق عشرات الجثث من مقبرة بئر علو عنتر بمدينة تلعفر بمحافظة نينوى، على غرار ما حصل في مقبرة الهوتة بمدينة الرقة شمالي سوريا.
وقال مدير قسم المقابر الجماعية في “مؤسسة الشهداء”، ضياء كريم، لوكالة “فرانس برس” وفق ما نقله موقع “صوت أمريكا“، الأحد 15 من تموز، إنه جرى انتشال 139 جثة لذكور وإناث، من الإيزيديين والتركمان الشيعة وبعض سكان الموصل الذين كانوا ضمن القوات الأمنية.
وأضاف كريم أن مقتل الضحايا يعود إلى فترة سيطرة تنظيم “الدولة”، وربما إلى فترة وجود تنظيم “القاعدة” في المنطقة.
“مؤسسة الشهداء” في العراق، هي مؤسسة حكومية مكلفة بالعثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.
وبحسب ضياء كريم، فإن الضحايا لم يدفنوا في الحفرة، إنما ألقوا فيها، وقُتلوا بالرصاص أو ذبحًا، وعثر على بعضهم في أكياس.
ونشر “المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف التابع للعتبة العباسية”، صورا للجثث.
التنظيم سيطر على المنطقة في حزيران 2014، وانتهت سيطرته في العراق عام 2017، لكنه لا يزال موجودًا ببعض مناطق البادية في سوريا والعراق.
الحفرة تقع في مدينة تلعفر غرب الموصل بـ70 كيلو مترًا، وعمقها يصل إلى 42 مترًا، ولا يعرف عدد الجثث الملقاة فيها حتى الآن، فيما لا يزال البحث جاريًا لانتشال المزيد من الجثث.
أعمال البحث في مقبرة علو عنتر بدأت منذ 13 من أيار الماضي، بتنسيق بين “مؤسسة الشهداء” وكوادر دائرة الطب العدلي وخبراء فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن جرائم التنظيم (يونيتاد).
وسبق أعمال الحفر نصب السلالم وتحديد طريقة النزول الى قاع المقبرة، بعد موافقة مجلس الوزراء العراقي على خطة التنقيب.
مقبرة “الهوتة”
أصدرت منظمة “هيومن رايتش ووتش”، في أيار 2020، تقريرًا عن استخدام تنظيم “الدولة” حفرة الهوتة في مدينة الرقة كموقع للتخلص من جثث الأشخاص الذين اختطفهم أو احتجزهم عام 2014.
تضمّن تقرير المنظمة مقابلات مع سكان محليين، ومراجعة لمقاطع فيديو سجّلها عناصر التنظيم، وتحليلًا لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية، وتوجيه طائرة من دون طيار إلى الحفرة التي يبلغ عمقها 50 مترًا.
وقال سكان محليون في المدينة، إن “حفرة الهوتة كانت توفر ملاذًا رائعًا من السهول الجافة شمال الرقة”، لكن وبعد سيطرة تنظيم “الدولة” بدأ سكان الرقة يشتبهون برمي بعض الجثث في الحفرة، ولم يتأكد أحد من تلك المعلومة حينها لخوفهم الاقتراب من الموقع.