عروة قنواتي
تنتهي اليوم منافسات بطولة اليورو 2024 في ألمانيا من خلال المواجهة النهائية التي تجمع الماتادور الإسباني والمنتخب الإنجليزي، كما يسدل الستار، فجر الاثنين، على بطولة كوبا أمريكا بالمباراة النهائية التي تجمع حامل لقب النسخة الماضية منتخب الأرجنتين مع منتخب كولومبيا.
في الحقيقة، ومع ترشيحات بالجملة، وأنا أوافق على هذه الترشيحات التي تضمن لإسبانيا لقب اليورو 2024 على حساب إنجلترا، وللتانغو لقب كوبا أمريكا على حساب كولومبيا، إلا أن مؤشرات الاهتمام بالبطولتين جاءت أضعف وأقل مما توقعه العشاق والنقاد في أسوأ الاحتمالات.
في اليورو كانت المنافسات ضمن الدور الأول متقلبة، وكنا ننتظر الإقصائيات لنشاهد حرارة المواجهات والسيناريوهات الدرامية في بعض المباريات التي أطلق عليها لقب “النهائي المبكر”، إلا أن المنتخب الإسباني هو المنتخب الوحيد الذي أعطى المتعة للجمهور والمشاهدين، وبعض المنتخبات المتوسطة التي نافست على لقب الحصان الأسود في البطولة وفشلت، منها منتخب رومانيا وسويسرا والنمسا، وفيما تبقى لم تكن الحالة الفنية بتركيزها المطلوب، وهذا ما شهدناه في المنتخب الفرنسي والإنجليزي والإيطالي والبرتغالي والهولندي، وحتى المنتخب الألماني الذي بدأ يتعافى من آلامه السابقة التي امتدت لست سنوات في بعض البطولات، كان يستطيع من خلال البطولة وتنظيمها والاستفادة من عامل الملاعب والمؤازرة الجماهيرية أن يصل إلى النهائي، لكنه سقط في اللحظات القاتلة أمام الماتادور الإسباني.
من ناحية الاهتمام الجماهيري، من الواضح أن شوارع أوروبا كانت تنتظر منتخباتها لكي تصل إلى نصف النهائي حتى تتحرك على عكس البطولات الماضية، والسبب هنا يعود للتضخم الاقتصادي وأسعار البطاقات المرتفعة والانتخابات البرلمانية والبلدية التي شغلت الشارع الأوروبي في بعض البلدان، ومنها فرنسا التي تستعد بعد فترة قصيرة لاستضافة الأولمبياد الصيفي 2024.
أما على صعيد كوبا أمريكا، ومع خروج منتخب البرازيل من ربع نهائي المسابقة، باتت التوقعات والترشيحات تصب في مصلحة التانغو بأن لا منازع له على اللقب حتى ولو كان الأوروغواي، علمًا أن الأوروغواي سقطت أمام كولومبيا في نصف النهائي بهدف دون رد.
البطولة المشتركة بدخول ستة منتخبات من أمريكا الشمالية في هذه النسخة لم تشفع لقيمتها من أجل المتابعة الكبرى حول العالم، فتوقيت البطولة ومبارياتها ظالم جدًا لبعض القارات ومنها منطقة الشرق الأوسط، لذلك يعكف عشاق كرة القدم على انتظار المباراة النهائية في البطولة أو مواجهة البرازيل مع الأرجنتين على مبدأ “هون السهرة محرزة”.
لربما يعاد النظر من قبل مسؤولي اتحادات القارات في لعبة كرة القدم باختيار مواعيد بعيدة عن انشغال الشارع بالحالة السياسية والاقتصادية وبتوقيت المباريات حتى يكون للترويج والمتابعة دورهما الأساسي، وخاصة أن مونديال 2026 سيكون في قارة أمريكا الشمالية باستضافة المكسيك والولايات المتحدة وكندا.