على وقع تقارب أنقرة- دمشق.. روسيا تصعّد عسكريًا في إدلب

  • 2024/07/14
  • 12:23 م
عنصر دفاع مدني يتفقد مدرسة في جسر الشغور بريف إدلب بعد تعرضها لقصف روسي - 11 تموز 2024 (الدفاع المدني السوري)

عنصر دفاع مدني يتفقد مدرسة في جسر الشغور بريف إدلب بعد تعرضها لقصف روسي - 11 تموز 2024 (الدفاع المدني السوري)

عنب بلدي – علي درويش

مع تصاعد حالة الغزل السياسي بين أنقرة والنظام السوري، صعّدت روسيا من قصفها مناطق مدنية في شمال غربي سوريا، ما زاد من أثر مسار تقارب أنقرة- دمشق على الأهالي الذين وجدوا فيه تهديدًا خطيرًا على مختلف الأصعدة.

ارتفاع وتيرة القصف واستخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية، سبقته كثافة في استخدام روسيا طائراتها المسيّرة في عمليات رصد واستطلاع.

بدوره، حذر “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) من “تكتيكات جديدة وخطيرة” للنظام وروسيا، باستخدام الطائرات الحربية الروسية وذخائر شديدة الانفجار.

استخدام طائرات مسيّرة انتحارية في استهداف المدنيين والمناطق المأهولة، زاد من حالة عدم الاستقرار، وقوّض الحياة وأنشطة المدنيين في شمال غربي سوريا، ما ينذر بكارثة وموجة نزوح جديدة.

تعزيز بيانات وتطوير بنك الأهداف

“المرصد 80” (أبو أمين) المختص برصد التحركات العسكرية في المنطقة قال لعنب بلدي، إن منطقة إدلب شهدت حركة نشطة كبيرة لطيران الاستطلاع، سواء التركي أو التابع لروسيا والنظام السوري.

وأوضح المرصد أن المسيّرات حلّقت في سماء منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي، وجبل الزاوية والمنطقة الشرقية لجبل الزاوية جنوبي إدلب وصولًا إلى معارة النعسان بريفها الشرقي.

وغياب المسيّرات الروسية في الفترة السابقة يعود إلى تركيز روسيا والنظام على معارك البادية ضد تنظيم “الدولة”، وحاليًا تعمل روسيا على تحديث بياناتها وبنك الأهداف، بحسب “أبو أمين”.

واستخدمت روسيا في عمليات الرصد الأخيرة مسيّرات:

  • “أورلان 30”: مختصة  في توجيه القذائف والقنابل ذات الدقة العالية إلى أهداف محددة.
  • “أورلان 10”: مهمتها الرئيسة الاستطلاع والبحث عن الأهداف وتعديل نيران أنواع مختلفة من الأسلحة وتسجيل الفيديو لأضرار النيران التي لحقت بالمنشآت العسكرية والقوى العاملة للعدو ومعداته.
  • “أوريون”:تستطيع  تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تشمل الاستطلاع والمسح الجوي وجمع المعلومات الاستخباراتية، ورصد الأهداف وتعقبها، والتصوير الجوي والمسح الراداري، وتنفيذ هجمات ضد أهداف.

هجمات متتالية

الاستهداف الأخير لروسيا والنظام السوري في شمال غربي سوريا لم يقتصر على القصف المدفعي، إذا استخدم الطيران الحربي والطائرات المسيّرة الانتحارية في استهداف المنطقة.

من جانبها، قالت صحيفة  “الوطن” المحلية المقربة من النظام، إن الطيران الحربي الروسي، وبعد غياب استمر 50 يومًا، استهدف بصواريخ شديدة الانفجار أرياف إدلب وحماة الغربي واللاذقية الشمالي.

ونقلت الصحيفة عما سمته “مصادر ميدانية”، أن قوات النظام استهدفت بالمدفعية الثقيلة إدلب وريفي حماة الغربي واللاذقية الشمالي.

ورصد “الدفاع المدني” عمليات القصف والاستهداف التي تعرضت لها مناطق شمال غربي سوريا خلال الأيام الأخيرة.

في 11 من تموز الحالي،استهدفت  ثلاث طائرات مسيّرة سيارة مدنية في قرية فركيا بجبل الزاوية، وسيارة مدنية في قرية شنان، فيما انفجرت الطائرة الثالثة بحقل زراعي على أطراف قرية شنان دون تسجيل أضرار.

الطيران الحربي الروسي بدوره استهدف، في 10 من تموز الحالي، بغارتين جويتين مدرسة ثانوية خارجة عن الخدمة على أطراف مدينة جسر الشغور غربي إدلب.

قصف مماثل طال مسكنًا مدنيًا يستخدم كمسبح عائلي على أطراف بلدة الحمامة، وموقعًا بالقرب من مخيم “أهل سراقب”، في جسر الشغور أيضًا.

وتعرضت للقصف محطة مياه خارجة عن الخدمة ومسكن مدني بالقرب منها على أطراف قرية الشيخ سنديان غربي إدلب، فيما استهدفت غارات أخرى أطراف مدينة إدلب وأطراف قرية الغسانية في الريف الغربي.

أما الطائرات المسيّرة الانتحارية فاستهدفت، في اليوم نفسه أيضًا، منزلًا على أطراف قرية شنان، وسيارتين مدنيتين مركونتين بالقرب من بعضهما في قرية دير سنبل بريف إدلب الجنوبي.

سبقه بيوم هجوم بسبع طائرات مسيّرة انتحارية استهدف بلدة النيرب شرقي إدلب، أربع منها استهدفت مركبات لمدنيين وآلية زراعية، بينما انفجرت 3 مسيّرات قبل وصولها إلى أهدافها.

وتزامن هجوم المسيّرات مع قصف مدفعي لقوات النظام، استهدف بلدة الرويحة في ريف إدلب الجنوبي.

وجميع هذه الغارات لم يسجل فيها مقتل أي مدني، بحسب “الدفاع المدني السوري”.

بالمقابل، أدانت بريطانيا، في 11 من تموز الحالي، استخدام النظام الطائرات المسيّرة الانتحارية في استهداف المدنيين، ودعت إلى “محاسبة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية”.

إدارة المناطق المحررة” التابعة لحكومة “الإنقاذ” صاحبة النفوذ في إدلب، “الدول الصديقة” للشعب السوري والمجتمع الدولي مسؤولية محاسبة النظام، و”عدم غسل جرائمه والإسهام في إفلاته من العقاب”.

وأضافت “الإدارة” في بيان لها، في 11 من تموز، أن هجمات النظام تؤكد استمرار نهجه في القتل والتدمير والتهجير، ما يفشل جميع محاولات تعويمه وإعادة إنتاجه.

ووثق “الدفاع المدني” 120 هجومًا بطائرات مسيّرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة النظام، مستهدفة شمال غربي سوريا، ومتسببة بمقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 18 مدنيًا بينهم طفلان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.

فيما وثق  مقتل 38 مدنيًا، بينهم 13 طفلًا وست نساء، بالإضافة إلى إصابة 150 مدنيًا بينهم 57 طفلًا و16 امرأة، جراء قصف روسيا والنظام على المنطقة خلال النصف الأول من العام الحالي.

تقارب أنقرة- دمشق

تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته، هاكان فيدان، في الأسبوع الأخير من حزيران الماضي، أعادت إحياء مسار التقارب مع النظام السوري، ومساعي روسيا في ذلك.

أردوغان قال حينها، إنه سيطور العلاقات مع النظام بنفس الطريقة التي تم العمل عليها في الماضي، مضيفًا، “من المستحيل تمامًا أن نقول إن ذلك لن يحدث غدًا، بل سيحدث مرة أخرى”، وهو ما أعاد إلى الأذهان عودة العلاقات السورية- التركية وزيارة أردوغان لبشار الأسد عام 2007، بعد سنوات من توتر العلاقات.

تلت تصريحات أردوغان عدة تصريحات، سواء من الحكومة أو المعارضة، وتكرار الحديث عن لقائه مع الأسد، أحدثها كان في 12 من تموز، إذ دعا أردوغان الأسد إلى زيارة تركيا، موضحًا أن اللقاء سيتم في تركيا أو في دولة ثالثة، لإنهاء الخلافات وبدء عملية جديدة، مشيرًا إلى أن هذه المسألة سيتابعها وزير خارجيته هاكان فيدان.

في حديث سابق لعنب بلدي، قال السياسي السوري- التركي، خالد خوجة، إن السياسة التركية مهما تغيرت لا يمكن أن تكبد نفسها خسائر لمصلحة روسيا أو إيران في سوريا.

لكن السياسة التركية، بحسب خوجة، انخرطت وفق التحولات السياسية بالمنطقة في مسارات سياسية عديدة مع روسيا، بهدف الوصول إلى حل في سوريا.

مقالات متعلقة

  1. قوات النظام تستهدف بـ12 طائرة مسيّرة جنوبي إدلب
  2. ثلاثة أسباب محتملة وراء تصعيد القصف شمال غربي سوريا
  3. تصعيد تركي شرقي سوريا.. الخيارات على الأرض وفي السماء
  4. تكتيكات عسكرية لمواجهة المسيّرات في الشمال السوري

سوريا

المزيد من سوريا