“Inside Out”.. مشاعر تنتصر على الأنانية

"Inside Out".. مشاعر تنتصر على الأنانية
tag icon ع ع ع

تجتمع مشاعر المرح والقلق والاشمئزاز والغضب في رأس المراهقة رايلي، خلال التغييرات التي تمر بها في مرحلة حساسة تشهد دخول مشاعر جديدة تتمثل بالأنانية والانطواء والخجل.

رايلي لاعبة “هوكي” مميزة، تمر بمرحلة المراهقة، وتقود المشاعر الجديدة عملية انقلاب للسيطرة على الفتاة، وسط خوضها صراعًا لتكون إحدى لاعبات المنتخب الوطني لرياضة “الهوكي”.

يمثل الفيلم امتدادًا على جميع المستويات لجزئه الأول الذي أنتج في عام 2017، مع جهد واضح لتطوير القصة وتقديم عناصر جديدة.

يركز الفيلم الذي تبلغ مدته ساعة ونصفًا على دور المشاعر في تسيير رايلي، والنقاش الدائر في “غرفة عمليات” بجو من الهدوء، حتى تظهر فجأة المشاعر الجديدة المرتبطة بفترة المراهقة، الخجل والانطواء والأنانية، وتنفذ انقلابها وتسيطر على رايلي وردود فعلها، وتطرد المشاعر الأساسية التي كبرت معها.

لأفلام “الأنيميشن” ميزة عن الأفلام الأخرى، وهي سعة الخيال، وهذه الميزة استغلها صناع العمل منذ جزئه الأول (وهو يمثل تحديًا كذلك لكيفية تصوير المشاعر وطريقة عملها)، واستمر في الجزء الثاني، مع تحديات جديدة أمام هذه المشاعر.

هناك صراع متولد عن صراع آخر، ولرايلي صراعها مع نفسها كمراهقة ومع محيطها وتحدياتها في رياضتها المفضلة، وهناك صراع المشاعر التي تحاول السيطرة على الفتاة وتوجيهها كما تريد.

وكفيلم عائلي، لا يمكن الهرب من الوعظ خلال سرد الحكاية، لكنه لا يوجه للأطفال والمراهقين، ولا يحمل تحذيرًا من بشاعة الأنانية، لا دروس معلّبة وجاهزة في القصة، بل هناك شرح وافٍ لأهل المراهقين، وإرشاد لطيف ودوائر ضوء تسلط على نقاط حساسة وببساطة شديدة، لفهم كيف يفكر المراهق وشكل مشاعره في كل موقف على حدة.

هناك استغلال جميل ضمن الحكاية التي لم تقع بفخ الملل وصُنعت بشكل جيد كحكاية، مع مشاهد لطيفة ودافئة ومتفاعلة أيضًا، خاصة في حال تمت مشاهدته في السينما وما تمنحه من تركيز كامل للمشاهدة، عكس المنصات الإلكترونية أو على التلفاز.

الفيلم ليس الأفضل في فئة “الأنيميشن”، فعلى صعيد القصة والحوار والرسوم نفسها هناك فيلم “soul” على سبيل المثال (غير مصنف للصغار، وكذلك مع الأخذ بعين الاعتبار فروقات القصص بين الأفلام).

أدى الأصوات إيمي بولر (المرح)، ومايا هوك (القلق)، وكينجستون تالمان (رايلي)، وليزا لابيرا (الاشمئزاز)، وأخرج الفيلم كيسي مان، الذي أسهم بكتابة السيناريو إلى جانب ديف هولشتاين وميغ ليفوف.

الفيلم بجزئه الثاني رُشح لجائزة أفضل فيلم “إنيميشن” عائلي في مهرجان “Golden Trailer Awards” حتى الآن، ومن المتوقع أن يُرشح لجوائز أخرى.

حصل على تقييم 7.9 عبر موقع قاعدة بيانات السينما العالمية (imdb)، وبلغت تكلفة إنتاجه وفق الموقع نفسه 200 مليون دولار أمريكي، وحقق حتى الآن، ومنذ عرضه الأول في 16 من حزيران الماضي، مليارًا و234 مليونًا و148 ألف دولار أمريكي حول العالم.

فيما حقق في أسبوع افتتاحه الأول 537 مليونًا و948 ألفًا و505 دولارات، وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة