الذكاء الاصطناعي يتلاعب بخيارات البحث في “جوجل”

كشفت منصة “wired” المتخصصة بالمواضيع التقنية والذكاء الاصطناعي عن انتشار ظاهرة سرقة المحتوى الإخباري عبر الإنترنت، إذ رصدت موقعًا ينشر مقالات منسوخة، ومدعومة بالذكاء الاصطناعي، تظهر في مراكز متقدمة بنتائج البحث على محرك “جوجل”.

المنصة قالت إن القصة بدأت عندما بحث أحد محرريها عن قصص إخبارية تتعلق بتعامل شركة “أدوبي” مع محتوى المستخدمين، وتوظيفه في تدريب نماذجها للذكاء الاصطناعي، عندما اكتشف أن مقالًا منشورًا في الموقع الإخباري يظهر في المركز الثاني داخل تبويب الأخبار لدى “جوجل”، بينما يظهر مقال من مدونة مغمورة تحمل اسم “Syrus” في المرتبة الأولى، رغم أن المقال يظهر وكأنه نسخة مسروقة من المقال الأصلي مع تغييرات تحريرية طفيفة.

وأضافت أنه عند النقر على الرابط التشعبي لنتيجة البحث، ظهر موقع إلكتروني يعج بالرسائل العشوائية والمقالات المسروقة التي أعيد تجميعها، وكثير منها باستخدام الرسوم التوضيحية المنشأة بالذكاء الاصطناعي.

وفي مقال البريد العشوائي هذا، نُسخ مقال للمنصة نفسها كاملًا، مع تغييرات طفيفة في الصياغة، حتى إن الاقتباسات في المقال الأصلي حُذفت من المقال المنسوخ، وفرض المقال نفسه رابطًا تشعبيًا وحيدًا في أسفل صفحة “الويب”، يؤدي إلى النسخة الأصلية من المقال، كمصدر وحيد للمعلومات الواردة فيه.

وفق التقرير، تواصلت “wired” مع مدير المدونة، وتلقت تأكيدًا بأن وكالة تسويق إيطالية أنشأتها، واستخدمت أداة ذكاء اصطناعي كجزء من عملية الكتابة.

وقال مدير المدونة الذي يستخدم اسم “Daniele Syrus” لـ”wired”، إن عملية إنشاء المحتوى تتضمن أدوات ذكاء اصطناعي، تتركز مهمتها على تحليل وتجميع المعلومات من مصادر متعددة “مع احترام الملكية الفكرية دائمًا”، من خلال وضع رابط المقال الأصلي أسفل المقال على الموقع.

وتجنبت شركة “جوجل” التعليق على تقرير “wired”، وفق المنصة، بينما أوضحت ميجان فارنسورث، المتحدثة باسم “جوجل”، أن سياسات التعامل مع المحتوى المخالف لدى محرك البحث تحظر إنشاء محتوى منخفض القيمة، وغير أصلي، بغرض رفع ترتيب مواقع “الويب” في نتائج البحث لدى “بحث جوجل” (Google Search)، مؤكدة أن الشركة تتخذ إجراءات ضد المواقع التي لا تلتزم بسياساتها، وفق المنصة.

بدورها، مديرة تحسين محركات البحث في وكالة التسويق “Amsive”، ليلي راي، ذكرت أن مشكلة المحتوى المزعج المنتشر على “جوجل” صعبة التفسير، مشيرة إلى أن بعض العملاء اشتكوا من إعادة صياغة مقالاتهم بالذكاء الاصطناعي بشكل مشابه لمحتواهم الأصلي، ولكن مع تغييرات طفيفة.

وبالنظر إلى سياسات “جوجل”، انتهكت المدونة قواعد النشر فيما يتعلق باستخراج البيانات عبر الإنترنت، وفق “wired”، إذ تعتبر “جوجل” نسخ المحتوى من مواقع أخرى وتعديله قليلًا فقط خرقًا للقواعد.