عنب بلدي – رأس العين
شهد سوق مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة انخفاضًا ملحوظًا في أسعار الخضراوات خلال الأسابيع الماضية لعدة عوامل، أهمها كثرة المعروض وبلوغ الموسم الصيفي موعد الإنتاج.
هذا الانخفاض خفف من الأعباء المادية على القاطنين البالغ عددهم نحو 115 ألف نسمة، خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأخرى.
وبحسب جولة لمراسل عنب بلدي بسوق رأس العين في تموز الحالي، فإن أسعار الخضراوات انخفضت بمقدار ضعفين وأكثر مقارنة بمطلع حزيران الماضي، بينما حافظت البطاطا على سعرها لعدم زراعتها في المنطقة، بسعر 6000 ليرة سورية للكيلو غرام (الدولار يقابل 15 ألف ليرة).
أسعار مناسبة
مع اقتراب فصل الصيف، يزرع الأهالي مساحات من أراضيهم بالخضراوات لتلبية احتياجاتهم، كما يخصص بعضهم الآخر جزءًا من الأراضي لزراعة الخضراوات بهدف البيع.
وتشتهر منطقة رأس العين بزراعة الخضراوات المحلية من قبل “السفارنة”، وهم القادمون من منطقة السفيرة في حلب، وذلك لبيعها في السوق، ما يؤدي إلى انخفاض كبير في الأسعار.
مالك العزوز، أحد سكان مدينة رأس العين، قال لعنب بلدي، إن انخفاض أسعار الخضراوات بات يتناسب مع دخله الشهري الذي لا يتجاوز 1.2 مليون ليرة سورية، مضيفًا أن بإمكانه حاليًا شراء كميات أكبر لمنزله وتوفيرها بشكل دائم.
أما فيصل الحسان، من بلدة تل حلف، فقال إنه كان يبحث عن خضار بجودة متوسطة بسبب غلاء أسعارها قبل أشهر، وكان يشتري كميات قليلة لا تتجاوز الكيلو الواحد.
وأعطى مثالًا بأن 18 ألف ليرة سورية كانت تشتري كيلوغرام من البندورة، أما اليوم فيمكن شراء ستة كيلوغرامات بنفس المبلغ.
وأضاف لعنب بلدي أنه كان ينفق سابقًا 50 ألف ليرة يوميًا على الخضار، بينما الآن لا يتجاوز المبلغ 15 ألف ليرة يوميًا لشراء خضار عالية الجودة.
وطالب فيصل بضرورة دعم هذه الزراعات في المنطقة من قبل الجهات المعنية، نظرًا إلى أنها تخفف الأعباء المالية على السكان، وتؤمّن جزءًا كبيرًا من احتياجاتهم اليومية.
ونتيجة انخفاض أسعار الخضراوات، شهدت نسبة المبيعات ارتفاعًا ملحوظًا في أسواق رأس العين، حيث تمكن أصحاب المحال و”البسطات” من تحقيق أرباح مالية جيدة، نظرًا إلى زيادة الإقبال.
معتصم الحمران، صاحب “بسطة” خضار في رأس العين، قال إن مبيعاته اليومية كانت قبل شهرين لا تتجاوز 30 كيلو من الخضراوات، بينما في الوقت الحالي يتجاوز متوسط مبيعاته 150 كيلو، ما أتاح له هامش ربح أكثر.
توفر احتياجات السكان
رئيس مكتب الزراعة في المجلس المحلي، عمر حمود، قال لعنب بلدي، إن الخضراوات توفرت بكثرة في رأس العين، بسبب إقبال الأهالي على الزراعة ضمن أراضيهم بمساحة تتراوح بين دونم وخمسة دونمات لكل مزارع.
وأوضح حمود أن زراعة الخضروات الصيفية ليست جديدة على منطقة رأس العين، حيث يزرع أكثر من 80% من المزارعين الخضراوات في أراضيهم خلال فصل الصيف.
وأضاف أن جزءًا كبيرًا من السكان يعتمدون على زراعة الخضروات الصيفية كمصدر رزق، حيث يتم بيعها في الأسواق المحلية بأسعار مقبولة مع تحقيق هامش ربح معقول.
وأشار حمود إلى أن المديرية قدمت للمزارعين استشارات زراعية وخدمات الحراثة بتكلفة رمزية، بهدف تحسين وتطوير هذه الزراعات في المنطقة.
وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها أغلبية سكان منطقة رأس العين، وهي تشكل مصدرًا رئيسًا للدخل للسكان.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.