بدائل المياه تسبب الكوليرا في الشنان بدير الزور
دير الزور – عبادة الشيخ
يعاني أهالي بلدة الشنان بريف دير الزور الشرقي، حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، من عدم توفر مياه الشرب، ما يجبرهم على حفر الآبار الارتوازية لتأمين المياه وتوفير المصاريف الناتجة عن ارتفاع أسعار الصهاريج.
وبالرغم من توفر محطة مياه أعيد تفعيلها منذ عامين، لم يستكمل المشروع من قبل لجنة الخدمات في “الإدارة الذاتية” ولا من المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المنطقة، ما تسبب بتوقف المحطة بعد أشهر على إطلاق عملها.
أكثر من 13 ألف نسمة يقيمون في البلدة، يعانون من نقص بمياه الشرب في البلدة التي تقع على ضفة نهر الفرات من الجهة الشرقية.
البدائل مكلفة
يعاني أهالي البلدة ممن التقتهم عنب بلدي من ارتفاع أسعار خزانات المياه وقلة الصهاريج، إذ يحتاج الزبون إلى الانتظار لأكثر من يوم كامل، حتى يتمكن من شراء كمية المياه التي يريدها.
صدام العلي، وهو من سكان البلدة، قال لعنب بلدي، إن محطة مياه الشنان شيّدت منذ عامين، وكذلك “مرقد المياه” (خزان لمياه الشرب)، كما مد القائمون على المشروع خطوطًا من محطة المياه إلى مصب مياه البلدة (الحاووز) المسؤول عن توزيع مياه الشرب إلى أحياء البلدة.
الخط نفسه كان يعمل قبل عام 2010، ويروي جزءًا كبيرًا من منازل البلدة، لكن توقفه عن العمل منذ ذلك الحين، تسبب بأزمة مياه في البلدة.
ويشتري صدام، في تموز الحالي، صهاريج المياه بسعر 40 ألف ليرة سورية لكل عشرة براميل، ويحتاج إلى الانتظار ليوم أو اثنين، أحيانًا، للحصول على متطلباته من المياه، وغالبًا ما تكون غير صالحة للاستخدام لعدم تحليتها وتعقيمها، ما يضطر الأهالي لشراء مياه مصفّاة (مفلترة) بسعر 20 ألف ليرة للبرميل الواحد، تكفي لبضعة أيام.
ويقابل الدولار 15 ألف ليرة سورية وسطيًا، في المنطقة التي تعتمد على الليرة في المعاملات اليومية بشكل أساسي.
من جهته، قال خالد الخليف، وهو مربي مواشٍ في البلدة نفسها، إن المعاناة لا تقتصر على توفير المياه لعائلته، إنما يعمل جاهدًا لتأمين المياه لثلاث أبقار و30 رأسًا من الأغنام يربيها.
وتحتاج المواشي التي يربيها خالد إلى ثلاثة أو أربعة براميل من المياه بشكل يومي، ولا يمكن تجاهل تغذيتها، وفق خالد الذي يتخذ من تربية المواشي مهنة ومصدر رزق له.
أمراض جلدية ومعوية
ممرض بمستشفى “الشحيل” التخصصي شرقي دير الزور، فضل عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، قال لعنب بلدي، إن أكثر من 25 إصابة بالكوليرا دخلت المستشفى خلال الأشهر الماضية، بسبب تلوث المياه.
وأضاف أن حالات أخرى منها عولجت بالمستشفيات الخاصة، وبعضها لدى الصيدليات المحلية، التي يتردد إليها الكثير من الأهالي بهدف العلاج أيضًا.
ووفق الممرض، تعاملت مستشفيات المنطقة مع العديد من حالات الحساسية لدى الأطفال بسبب تلوث المياه، في حين لا توجد إحصائية دقيقة، لعدم وجود قسم متخصص في دير الزور.
الآبار في المنازل حل بديل
وسط ارتفاع أسعار المياه عبر الصهاريج، وعدم وجود حلول تلوح في الأفق، لجأ بعضهم لحفر الآبار في منازلهم، منهم منير العبد، وهو من سكان بلدة الشنان، الذي قال لعنب بلدي، إنه حفر بئرًا داخل منزله رغم ارتفاع التكلفة، وأضاف أنه لجأ للحفر اليدوي لتفادي تكاليف الآليات المتخصصة بحفر الآبار.
منير أضاف أن المياه تخرج على عمق يتراوح بين ثمانية وعشرة أمتار، وتكون مياهًا “ماهجة” (غير صالحة لشرب)، لكنها تصلح لسقاية المزروعات وبعض الاستخدامات المنزلية.
وأشار إلى أن تكلفة حفر البئر قد تصل إلى 7.5 مليون ليرة (500 دولار)، يشمل ذلك مستلزمات أخرى لاستخراج المياه مثل الأنابيب وكوابل الكهرباء.
“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وهي المظلة العسكرية لـ”الإدارة الذاتية”، كانت قد حولت جزءًا من محطات المياه في ريف دير الزور الشرقي الواقع تحت سيطرتها إلى نقاط عسكرية عقب انتهاء مواجهاتها مع العشائر العربية في مطلع أيلول 2023.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :