ارتفاع أسعار مشتقات الحليب يقلل مبيعاتها في درعا

سيدة تبيع اللبن المصفى في سوق شعبي في مدينة طفس - 1 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

camera iconسيدة تبيع اللبن المصفى في سوق شعبي في مدينة طفس - 1 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

تمتهن نساء في ريف درعا الغربي صناعة مشتقات الحليب من الألبان والأجبان، لتأمين دخل إضافي يساعدهن في تأمين مصروف المنزل.

وشهدت هذه الصناعة تراجعًا في مبيعاتها هذا العام، بعد غلاء أسعار هذه المشتقات، ما جعل الطلب عليها قليلًا مقارنة بالأعوام السابقة.

وتضاعفت أسعار مشتقات الحليب عن عام 2023، إذ وصل سعر كيلوغرام اللبن المصفى الجاهز للمؤونة إلى 75 ألف ليرة سورية بعد أن كان 35 ألفًا، وسعر كيلو السمن البلدي من 65 ألفًا إلى 125 ألف ليرة، وسعر كيلو الجبن إلى 35 ألف ليرة سورية.

تزامن هذا الغلاء مع انخفاض في دخل الأسر وزيادة بأسعار معظم السلع، ما حوّل هذه المنتجات إلى مواد ثانوية لعائلات كثيرة، بعد أن كانت من ضروريات مؤونة كل منزل في درعا.

ويعادل الدولار الأمريكي 14800 ليرة سورية، حسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار الصرف والعملات، بينما يبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام السوري 279 ألف ليرة سورية.

الحليب والغاز سببان لرفع الأسعار

تصنع فاتن (30 عامًا) مشتقات الحليب في منزلها بريف درعا الغربي، وقالت لعنب بلدي، إن مبيعاتها تراجعت للنصف هذا الموسم، فهي تبيع اللبن المصفى الجاهز للمؤونة والكشك والجبن والسمن البلدي.

وأضافت أنها تسعى لتحقيق دخل مالي يساعد عائلتها، إذ يعمل زوجها في أعمال المياومة الزراعية، مرجعة أسباب ركود مبيعاتها لغلاء الأسعار.

وذكرت أن تلك المشتقات مرتبطة بسعر الحليب الذي وصل إلى 5500 ليرة سورية، بينما كان بـ3000 ليرة في عام 2023، وكذلك ارتفعت أسعار الغاز المنزلي ما يقارب ثلاثة أضعاف، إذ وصل سعر الأسطوانة في السوق المحلية إلى 350 ألف ليرة سورية.

تعمل السيدة حاليًا بناء على طلبات الزبائن، إذ يوصونها على الكميات مسبقًا، لافتة إلى أن بعض السكان يبحثون عن مصدر موثوق لصناعة هذه المواد، لأن مشتقات الحليب تتعرض للغش في السوق.

وسائل لتخفيف التكلفة

لجأت ناهد لطهو الحليب على الموقد بعد استخدامها مخلفات أغصان الأشجار من الرمان أو الزيتون أو العنب، أو مخلفات البقر المجففة وهو ما يعرف باسم “الجلّة”.

وقالت ناهد (35 عامًا)، إنها بهذه الطريقة توفر سعر الغاز، لكنها تعاني من صعوبة إشعال الموقد ومتابعة إشعاله، وتحمّل ما ينبعث من أدخنة باتت تؤثر على صحتها.

وأضافت أنها تبحث عن أي طريقة تخفف من تكاليف الإنتاج لتأمين دخل إضافي، لذلك لجأت لتوفير استخدام الغاز.

ولدى ناهد بقرة تنتج ما يقارب 15 كيلوغرامًا من الحليب يوميًا، تستخدمها في صناعة مشتقاته، ما يوفر عليها تكلفة شرائها من التاجر.

في عام 2023، كانت ناهد تستخدم إنتاج رأسين من البقر في صناعة مشتقات الحليب، إلا أنها اكتفت بإنتاج بقرة واحدة فقط بعد قلة الطلب على صناعتها، مضيفة أن صناعة المشتقات تحتاج إلى خبرة ومتابعة، وأنها اكتسبت خبرتها من والدتها.

وتصنع ناهد الكشك في أيار من كل عام، إذ يحتاج إلى فترة زمنية تمتد لشهر تقريبًا حيث يُنشر على الأسطح.

ويحتاج كل كيلو كشك إلى ستة كيلوغرامات من اللبن “الخاثر”، وكيلو برغل، ويصل سعر كيلو اللبن “الخاثر” إلى 10 آلاف ليرة، وكيلو البرغل إلى 25 ألف ليرة سورية.

العلف غالٍ

اشتكت ناهد وعدد من مربي الأبقار والماعز من غلاء أسعار العلف، إذ يصل سعر الكيلو إلى 5300 ليرة سورية، وتحتاج البقرة إلى ما يقارب 8 كيلوغرامات يوميًا، ما رفع أسعار الحليب والمشتقات.

ونفى نائب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان، أحمد السواس، في تصريح لصحيفة “تشرين“، أن يكون ارتفاع أسعار العلف السبب الرئيس في ارتفاع سعر الحليب، لأن الأعلاف شهدت انخفاضًا بأسعارها خلال الأشهر الماضية وهي متوفرة بكثرة.

وأرجع السواس ارتفاع سعر الحليب إلى سببين، الأول انتهاء موسم حليب الأغنام في مطلع أيار الماضي ما أدى إلى زيادة الطلب على حليب الأبقار، والثاني هو الإقبال على شراء الحليب خلال فصل الصيف الحالي، خاصة من قبل معامل “البوظة” التي تفضّل استخدام الحليب الطازج على حليب البودرة المستوردة، الذي ارتفع سعره لتغيرات سعر صرف الليرة مقابل الدولار.

وبلغ عدد رؤوس قطيع الأبقار في درعا 43264 رأسًا، وعدد رؤوس الأغنام 779139 رأسًا، وعدد رؤوس الماعز 119054 رأسًا.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي (WFP) بتقرير له في 12 شباط الماضي، فإن نحو 55% من السكان في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي، وقدّر البرنامج أن 80% من السكان السوريين في عام 2024 بحاجة للمساعدة الإنسانية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة