القامشلي.. أسطوانات الغاز “قنابل موقوتة” صيانتها على حساب السكان
الحسكة – مجد السالم
تقلق الحالة الفنية لأسطوانات الغاز المنزلية المتوافرة في الأسواق سكان من مدينة القامشلي، فهي متهالكة ولا توجد صيانة لها، ما يجعلها “قنبلة موقوتة” تهدد بحوادث انفجار أو تسريب.
اهتراء وتهالك الأسطوانة كان سببًا لحوادث شهدتها القامشلي خلال الأشهر الماضية، مسببة انفجارات أسفرت عن وفيات وإصابات وأضرار في الممتلكات.
تلف الصمامات
تلف صمام الأسطوانة من أبرز المشكلات الفنية فيها، وفق محمد الأحمد (40 عامًا) أحد سكان القامشلي، الذي قال لعنب بلدي، إنه لاحظ تلف صمامات معظم أسطوانات الغاز التي اشتراها خلال الأشهر الماضية.
واعتبر محمد أن هذا التلف يشكل خطرًا على أسرته، ودائمًا يخشى تسرب الغاز من الصمام، خصوصًا خلال النوم، لذلك يطلب في كل مرة من زوجته إحكام إغلاق الصمام عقب كل استخدام للغاز.
وأضاف أن تبديل أسطوانة الغاز أصبح مسألة “حظ”، فرغم أن المستهلك يدفع 150 ألف ليرة سورية (نحو 10 دولارات أمريكية) ثمن تبديل أسطوانة الغاز الفارغة بواحدة ممتلئة، فإنه قد يحصل على أسطوانة بمواصفات فنية رديئة وشروط سلامة “منعدمة”.
باب للرشوة
سوء حالة الأسطوانات الفنية جعل بعض الموزعين يستغلون ذلك لتحقيق مزيد من الأرباح.
قبل أشهر، انتظر حسين الكريم (46 عامًا) من القامشلي في طابور طويل لاستبدال أسطوانة الغاز، وبعد دفع 150 ألف ليرة سورية، انتبه أن فيها مشكلة تسريب، وحين حاول استبدالها رفض موزع الغاز بحجة أنه لم يعد يوجد أسطوانات.
وقال لعنب بلدي، إنه دفع 20 ألف ليرة ليقبل الموزع تسلّم الأسطوانة التالفة وتبديلها بأخرى.
بعد ذلك، وفي كل مرة يريد حسين استبدال أسطوانة الغاز، يدفع 3000 أو 5000 ليرة سورية للعامل، كي يختار له أسطوانة جيدة، يسميها الموزع “إكرامية” لكنها في الحقيقة “رشوة” مجبر على دفعها زيادة على ثمن الأسطوانة.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن العديد من السكان يلجؤون إلى دفع هذه “الرشوة” للحصول على أسطوانات بحالة فنية جيدة، وأيضًا حتى يكون “وزنها جيدًا”، إذ يقوم بعض الموزعين بتقليص الغاز من الأسطوانات، ما يؤدي إلى نقصان في الوزن.
وتجري عمليات نقل وتفريغ الأسطوانة بطريقة غير آمنة، إذ يرمي العمال الأسطوانات الفارغة من أعلى السيارة إلى الرصيف وفوق بعضها، ما يسب أعطالًا وكسورًا في الصمامات.
محمد الكيرط موزع غاز من القامشلي، قال لعنب بلدي، إن أسطوانات الغاز “متهالكة جدًا بشكل عام”، وإن طلبات الصيانة ليست مجانية، إذ يتحمل الموزع أي تلف أو عطل يصيب الأسطوانة، والذي بدوره يحمل المستهلك تكاليف الصيانة وتبديل الصمام.
ومن أكثر المشكلات الفنية في الأسطوانات المستخدمة بالسوق حاليًا تلف الصمام وكسره، أو حدوث تسريب من القشرة نفسها، أو فقدان قاعدة تثبيت الأسطوانة، أو تشوه شكل الأسطوانة وانتفاخها.
الفارغة بـ50 دولارًا
على الرغم من الحالة الفنية السيئة للأسطوانات، فإن أسعارها ارتفعت، إذ وصل سعر الأسطوانة الفارغة إلى 750 ألف ليرة (50 دولارًا(.
ثامر داود (49 عامًا) من سكان حي الزهور بالقامشلي، اشترى أسطوانة ثانية كاحتياط (تعرف محليًا باسم قشر أسطوانة) بـ 750 ألف ليرة، وهو ما يعتبره سعرًا مرتفعًا بالمقارنة مع “انعدام شروط السلامة فيها”.
لكنه مجبر على ذلك كي يضمن عدم انقطاع مادة الغاز عن عائلته، وفق ما قاله لعنب بلدي.
ورغم رفع “الإدارة الذاتية” سعر أسطوانة الغاز بنحو 15 ضعفًا (من 10 آلاف إلى 150 ألفًا) منذ منتصف كانون الأول 2023، فإن الزيادة لم ترافقها أي عمليات صيانة في الأسطوانات أو تبديلها.
كما تأتي هذه الشكاوى بالرغم من إعلان “الإدارة الذاتية“، في 26 حزيران 2023، عن “تجهيز معمل تصنيع أسطوانات الغاز المنزلي”، لكن بعد نحو عام من التشغيل التجريبي للمعمل، لم يلحظ السكان أي أسطوانات جديدة في السوق.
وكانت معامل “الدفاع” التابعة للنظام السوري تنتج أسطوانات الغاز المنزلي والصناعي، لكنها توقفت عن الإنتاج مطلع 2022، بسبب “عدم وجود المادة الأساسية للتصنيع التي يحتاج استيرادها من الخارج إلى توفر القطع الأجنبي”.
وبحسب جريدة “الوطن” المحلية، التي ذكرت نقلًا عن مصدر لم تسمِّه في جمعية معتمدي الغاز بدمشق، فإن نصف صمامات أسطوانات الغاز المستخدمة في سوريا تالف.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :