اعزاز – ديان جنباز
استعادت حركة الشاحنات السورية في ريفي حلب الشمالي والشرقي نشاطها المعتاد بنقل البضائع من ساحة المعابر الحدودية مع تركيا إلى الشمال السوري، بعد توقف شبه كامل استمر أربع سنوات.
الحركة عادت بعد أن أوقفت الشاحنات التركية رحلاتها إلى سوريا، عقب حالة غضب واحتجاجات شهدها الشمال السوري، على خلفية أعمال عنف ضد اللاجئين السوريين بمدينة قيصري التركية، في 30 من حزيران الماضي.
هذه العودة خلقت فرص عمل لمئات الشاحنات السورية، ومئات العمال في منطقة تعاني من بطالة وأوضاع معيشية واقتصادية متردية.
خوفًا من الاعتداء
مسؤول المكتب الإعلامي لمعبر “باب السلامة” في اعزاز بريف حلب الشمالي، حسان قبصو، قال لعنب بلدي، إن تعرض الشاحنات التركية للاعتداء والتكسير من قبل بعض المحتجين، أثار مخاوف كبيرة لدى السائقين من تكرار الهجمات عليهم خلال دخولهم إلى الأراضي السورية.
وأضاف أن السائقين الأتراك باتوا يفضّلون عدم دخول الأراضي السورية، تجنبًا لتعرضهم لنفس الهجمات، مشيرًا إلى أن الآلية الجديدة تقتصر على دخول الشاحنات التركية إلى الأراضي السورية عبر المعابر الحدودية الرسمية، وتتجه مباشرة إلى ساحات المعابر التي تشرف عليها الجمارك.
بعدها يطلب التجار السوريون من سائقي الشاحنات السورية نقل البضائع إلى الداخل، ويجري تفريغ الحمولة من السيارة التركية إلى السيارة السورية عن طريق عمال المياومة.
البحث عن تكلفة أقل
يعتمد العديد من التجار في المنطقة على الشاحنات التركية لنقل البضائع مباشرة من المصانع في تركيا إلى المستودعات في مناطق سيطرة “الحكومة المؤقتة” بريفي حلب الشمالي والشرقي، هو خيار يعتبر أقل تكلفة بالنسبة لهم.
أدى هذا الاعتماد المتزايد على الشاحنات التركية إلى تراجع في عمل الشاحنات السورية وزيادة معدلات البطالة بين العمال السوريين، بحسب نقيب السائقين، عبدو عساف.
ومنذ عام 2019، سمحت إدارة المعبر بدخول الشاحنات التركية التجارية المحملة بالبضائع إلى الأراضي السورية، وقضى هذا الإجراء بالسماح لها بنقل وتبادل البضائع بعيدًا عن ساحات المعابر في الجانب السوري، ما حرم السيارات السورية من العمل.
ونظم سائقو الشاحنات السورية في الأشهر الماضية عدة احتجاجات ومظاهرات بمدن وبلدات ريف حلب، عبروا من خلالها عن استيائهم الشديد إزاء القيود المفروضة على حركة شاحناتهم، وطالبوا بإلغاء القرارات التي أثرت سلبًا على حياتهم وحياة أسرهم.
ولم تسفر المطالب عن نتائج إيجابية رغم تلقيهم العديد من الوعود، وفقًا للسائقين.
700 شاحنة تعود للعمل
نقيب السائقين، عبدو عساف، قال لعنب بلدي، إن عودة حركة الشاحنات السورية إلى نشاطها مكّنت 700 شاحنة في اعزاز وحدها وأكثر من 500 عامل من استئناف العمل في المنطقة، بعد أن توقف لفترة تصل إلى أربع سنوات تقريبًا.
وذكر أن هذه الخطوة عكست تحسنًا ملحوظًا في زيادة فرص العمل للسائقين وعمال المياومة.
ولفت عساف إلى أن نقابة السائقين لم تكن تعمل بشكل فعال، وأطلق وعودًا بتفعيل مكتب الدور التابع للنقابة في الأيام المقبلة، والذي سيسهم في تنظيم حركة العمل وأداء السائقين بشكل موحد، وسيعمل كل سائق في دوره بفرص متساوية.
توفر المعابر الحدودية بين ريف حلب الشمالي وتركيا فرص عمل لمئات العاملين في مجال شحن وتحميل البضائع التجارية الواردة والصادرة عن طريقها، وفرص عمل للعاملين في مجال الصيانة وبيع القطع اللازمة لعمليات إصلاح الشاحنات.
محمود هلال، سائق شاحنة، أعرب عن فرحته بعودة العمل على الشاحنات السورية.
وقال لعنب بلدي، إن العمل على الشاحنات في السابق كان محدودًا للغاية، إذ إن الشحنات التي ينقلها كانت لا تتجاوز الاثنتين أو الثلاث في الأشهر السابقة، وتقتصر على النقل الداخلي فقط ضمن المنطقة.
ومع استئناف حركة الشاحنات من ساحات المعبر، بات بإمكانه الآن العمل بشكل يومي وفعال، حيث يتجه إلى ساحة المعابر لنقل عدة شحنات حسب الطلب، ما أسهم في قدرته على تلبية احتياجات عائلته بشكل أفضل وتحسين ظروفهم المعيشية.
ويتقاضى محمود 450 ليرة تركية مقابل كل شحنة، في حين يتقاضى عمال المياومة 800 ليرة تركية مقابل إفراغ وتحميل البضائع من الشاحنة التركية إلى السورية.
وتربط مناطق ريف حلب أربعة معابر رسمية مع تركيا، تشرف وزارة المالية في “الحكومة المؤقتة” عليها، هي “جرابلس” و”الراعي” و”باب السلامة” و”الحمام”.