شهدت مدينتا إنخل وجاسم شمالي محافظة درعا توترًا أمنيًا، على خلفية اعتقال قوات النظام السوري لسيدة من سكان مدينة إنخل خلال وجودها في محافظة دمشق.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن مسلحين حاصروا اليوم، الأربعاء 10 من تموز، المركز الثقافي بمدينة إنخل شمالي درعا، حيث تتحصن قوات “أمن الدولة”، وهددوا باقتحامه في حال لم يفرج عن السيدة.
تزامن ذلك مع مداهمة مقاتلين في مدينة جاسم لحاجز “الطيرة” جنوب المدينة، واستهداف عربة “BMB” بقذيفة من نوع “RPG”، لم تعرف الأضرار الناجمة عنها بعد.
وبعد تدخل من عضو “مجلس الشعب” السابق فاروق حمادة، تعهد النظام بالإفراج عن السيدة إلا أنه لم يفرج عنها حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
وردت قوات النظام بقصف محيط مدينة جاسم بقذائف المدفعية دون حدوث أضرار.
وقال موقع “درعا 24” المحلي، إن قوات النظام استهدفت محيط حاجز “الطيرة” بين مدينتي جاسم وإنخل بعدة قذائف، تزامنًا مع اشتباكات شهدتها المنطقة نفسها بين عناصر الحاجز ومقاتلين محليين.
وأضاف عبر منشور منفصل أن محيط مركز “أمن الدولة” في مدينة إنخل شهد اشتباكات متقطعة بين قوات النظام ومقاتلين محليين حاصروا المركز، ردًا على اعتقال سيدة من أبناء المدينة خلال وجودها في دمشق.
ووفق أحد وجهاء مدينة إنخل تواصلت معه عنب بلدي، فإن مقر “أمن الدولة” سيبقى محاصرًا حتي تفرج قوات النظام عن السيدة المعتقلة في دمشق، مشيرًا إلى أن وجهاء المنطقة تلقوا وعودًا بالإفراج عنها خلال ساعة.
وأضاف المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية أن المقاتلين المحليين انسحبوا من محيط حاجز “الطيره”، وفتحوا الطريق أمام عناصر الحاجز لإسعاف الجرحى.
وتتكرر المواجهات المسلحة بين قوات النظام وفصائل محلية في محافظة درعا، خلال فترات زمنية متباعدة.
وفي شباط الماضي، اقتحمت قوات النظام بلدة محجة في ريف درعا الشمالي بحثًا عن مطلوبين، ما أسفر عن مواجهات مسلحة مع فصائل محلية في المنطقة، انتهت بانسحاب النظام من المنطقة.
وأسفرت المواجهات عن مقتل عنصر يتبع لـ”اللواء الثامن” في محيط مفرزة “أمن الدولة” في البلدة، بحسب ما نقله موقع “درعا 24” المتخصص بتغطية أخبار المحافظة، حينها.
ورغم أن النظام سيطر على محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا بموجب اتفاق “التسوية” عام 2018، بدعم روسي إيراني، لم يتمكن من فرض سيطرته الأمنية على المحافظتين اللتين خرجتا عن سيطرته لأكثر من خمس سنوات.
وانعكست حقبة سيطرة النظام على درعا بتوتر أمني لا يزال يخيم على شوارع المحافظة حتى اليوم، ويمكن رصده من خلال عمليات الاغتيال والاستهداف شبه اليومية، والاقتتالات العشائرية التي ينأى النظام بنفسه عنها في كل مرة.
ولا تزال فصائل المعارضة تتمركز في قرى وبلدات من المحافظة نفسها بأسلحتها الخفيفة والمتوسطة، إذ نص اتفاق “التسوية” على سحب أسلحتها الثقيلة، واستثني منها فصيل “شباب السنة” المعروف باسم “اللواء الثامن” اليوم، ويتبع إداريًا لـ”الأمن العسكري”.